إن المنطقة العربية تعاني الآن العديد من الصراعات الطائفية التي تسببت في مختلف الأضرار على الشعب وعلى مقدرات الوطن ومقوماته الاقتصادية. حيث تشرد المواطنون واهتز الأمن وانعدمت مصالح الناس وتلفت البنية التحتية التي أنفقت عليها الدول الميزانية المالية الكبيرة وأخذت سنوات طويلة لبنائها، ولا شك في أن هذه الصراعات الطائفية جاءت بالشر والضرر على جميع أبناء الشعب دون استثناء مهما كانت انتماءاتهم المذهبية أو الفكرية. إن المتابع لهذه الصراعات الطائفية الواضحة والعميقة التي حدثت في بعض بلدان الوطن العربي خلال العقدين الأخيرين، يجد - بكل تأكيد - أن من سبب هذه المشاكل هي "جمهورية إيران الفارسية" التي شقت صف العديد من الشعوب التي تعايشت لمئات السنين دون مشاكل تذكر كما هو سابقاً في العراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن وغيرها. لكن الدور الإيراني الفارسي أثار الأحقاد وكون التفرقة وحفز على التباغض بين أبناء البلد الواحد، بل حتى القرية الواحدة، ولا أبالغ إذا قلت: الحارة الواحدة، حيث شاهدنا التقاتل والتصفيات لم تستثن حتى الجيران، وهذا الدور الخبيث لإيران الفارسية تم من خلال عملائهم الشاذين من أبناء كل بلد ومن خلال سفاراتهم ومن خلال إعلامهم المنحرف الذي يحرض على الكراهية والشر . ومن المؤكد أن هدف إيران من ذلك ليس خدمة للمذهب الشيعي أو تأييدا للشيعة العرب، لكن الهدف هو إضعاف الدول العربية وتشتيت قوتها وزعزعة استقرارها لتكون القوة والسيطرة لدولة الفرس (إيران) وهذا الأمر ليس جديدا على المتابع للأحداث والتاريخ الفارسي السيئ تجاه العرب وحضارتهم وكيانهم الإسلامي الذي عاني مكر ودسائس الفرس ضد العرب من خلال دعمهم غزو الوطن العربي من قبل الإمبراطوريات المسيحية أو التتار إلى التاريخ الحديث بغزو الأمريكان العراق. إن الخطر الإيراني الفارسي على الوطن العربي كبير جداً وهو لا يستثني دولة دون أخرى، حيث إن الموقف يتعلق بمدى وجود عناصر التخريب التي تدربها وتمولها إيران في أي بلد عربي. فإذا كان توغل إيران وعدد عناصرها التخريبية كبيرا فلن تتوانى عن زرع المشاكل وزعزعة المجتمع في تلك الدول العربية، لذا يتوجب علينا جميعاً في كافة أرجاء الوطن العربي، وكذلك العالم الإسلامي مواجهة إيران بكل حزم وقوة لتحجيم دورها ودرء شرها الخبيث الذي يضر بالوطن والمواطن ... وإلى الأمام يا بلادي.