شركة أرامكو السعودية إحدى أهم وأبرز ركائز التنمية في بلادنا، وعليها واجبات ومسؤوليات كبيرة، ظلت تلعبها منذ عقود بجدارة، وعلى أعلى مستويات الجودة، دون أن نستثني أي مجال خدمي يهم الوطن والمواطنين، فمدارسها لا تزال الأكثر كفاءة وقدرة، ومستشفياتها ومستوصفاتها هي الأفضل بين كل الموجود، فضلا عن أن كادرها الوظيفي والإداري هو الأكثر تأهيلا وخبرة بحيث ينافس أرقى وأعرق النظم الإدارية والوظيفية على مستوى العالم. جهود أرامكو في التنمية، مستدامة وشاملة، جديرة بالتوقف عندها؛ لأنها ترفد الوطن بتجربة مهنية وإدارية عالية القيمة، ولكننا لا نزال نلاحظ أن الاقتداء بسلوك الشركة الوظيفي والإداري ضعيف وليس في مستوى الطموح، وذلك لا يعيبها بقدر ما يعيب قطاعاتنا وشركاتنا ؛ لأن أرامكو لا تبخل بخبراتها على القطاعات الوطنية كافة، ولكن هناك مسافة فاصلة لا تتقدم باتجاهها شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وهنا نحصل على مفارقة تفسر؛ هي بطء أداء القطاع الخاص وعدم مواكبته للإدارة العلمية التي يمكن أن ينتهجها أسوة بأكبر شركة في العالم ولديها رصيد وافر من النجاح والتميز على استعداد أن تقدمه لشركات وطنها. لدى أرامكو ومؤسساتها من الاحترافية ما يكفي لنجاح مشروعاتها التنموية، ونحن نرى دخول الشركة في كثير من المشروعات التي يتم تنفيذها في أسرع وقت دون توقف، وبأعلى مستويات الجودة، وحين نلمس فارقا تجويديا في أداء أرامكو وشركاتها من جهة والشركات الأخرى من جهة أخرى، نوجه أصابع اللوم للشركات الأخرى التي لم تبادر إلى الاستفادة من مقومات وتجربة أرامكو العالمية. حين تنجح أرامكو وحدها في المسار التنموي ذلك يختصر علينا مشوارا طويلا، ولكن في نفس الوقت يمكن أن نبلغ نهاية الطريق بوسائل أسرع وزمن وجيز إذا عملت الشركات على الإفادة الحقيقية من نموذج أرامكو التنموي، فهي قامت بدورها على أكمل وجه في حين تتعثر غيرها من الشركات، ولذلك وحتى نصل إلى صياغة مثلى لدعم التنمية واكتساب خبرات أرامكو في هذا المجال، أرى أنه من الضروري أن يتم تنظيم فعاليات دورية نصف سنوية؛ لتقديم أفضل الحلول التي تواكب التطور والعصر في نظم الإدارة الحديثة وتنفيذ المشروعات، وتأهيل الكوادر الوطنية في جميع المجالات الإدارية والتنفيذية. مثل ذلك التنسيق بين أرامكو والقطاع الخاص يعمل على تحقيق مقاربات تنموية فاعلة ومؤثرة، ويضمن بقاء القطاع الخاص قريبا من تجربة أرامكو، واكتساب خبراتها، فأرامكو يمكنها أن تواصل مسيرتها التنموية لتقديم مشروعات نموذجية تواكب معايير التنمية المستدامة في جميع المناطق، وإني على يقين بأن الشركة يمكنها أن تفعل الكثير، ولكن هناك هامشا يجب أن يتحرك فيه القطاع الخاص، ولكن بالضرورة على نسق أرامكو ودورها الحضري والتنموي بكل ما فيه من تجويد وإتقان، فالشركة منحتنا أفضل أمثلة البناء التنموي المستدام، وجعلت عملها معيارا لكل خدمة وتطور وتنفيذ مشروعات لا يمكن التنازل عنه.