قالت وزارة الدفاع الأميركية: إن المعركة التي تخوضها القوات العراقية لتأمين مصفاة بيجي شمالي بغداد بعد سيطرة تنظيم داعش على معظمها "تسير في الاتجاه الخاطئ"، ووصفت المعركة الجارية بأنها صعبة ولا يمكن التكهن بنتيجتها، فيما أفاد مسؤول كردي، أمس الخميس، بمقتل 26 مسلحاً من تنظيم داعش شرق الموصل بالعراق خلال هجوم جوي، وأعلن بغداد عن بدء عملية تحرير محافظة نينوي جويا من داعش مع تكثيف الغارات الجوية على مواقعها التي تعتبر الصفحة الأولى من المعركة. غارات موجعة وقال قائد عمليات نينوي اللواء الركن عبد الله الجبوري إن "معركة تحرير نينوى عمليا قد بدأت، فالقوات الجوية مستمرة بتوجيه ضربات موجعة بغية إنهاك العدو، وهذه بالمقاييس العسكرية تمثل الصفحة الأولى من المعركة". ودعا سكان المحافظة إلى" عدم الإنصات لأعوان داعش والذين يفتون بغير علم فمعلوماتنا الاستخبارية الدقيقة ورصدنا بواسطة طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية يؤكد إلحاق أضرار بليغة جداً بقدرات داعش، سواء بأفراده أو معداته أو عتاده ونحن يومياً وعلى مدار الساعات الأربع والعشرين، مستمرون بانتخاب واختيار الأهداف وسنزيد وتيرة الاستهداف ". وتابع الجبوري:" بأننا نعلم أن لدى داعش الآن نقصا في الأعتدة من نوعيات معينة، وأن مقاتليهم بدأوا يفرون من ساحات القتال، وأن قادتهم يجمعون الأموال بشتى الطرق للفرار، ونعلم الكثير عن مستوى معنوياتهم التي بدأت تتدنى بشكل ملحوظ، لكننا مع ذلك لا نستهين بهم لذلك سيرون منَّا حتى بدء المعركة البرية، مزيدا من الملاحقة". وبين أن" إشراك القوات البرية بالمعركة هو ليس قراري وحدي، ويشاركني فيه القيادة العسكرية والسياسية في البلد، وإن هناك ظروفا تفرض على تلك القيادة اتخاذ ذلك القرار في موعده المناسب". إلى ذاك، أعلنت الشرطة العراقية، أمس الخميس، مقتل 21 مدنيا وعسكريا، وإصابة 24 آخرين، والعثور على ست جثث في مناطق تابعة لمدينة بعقوبة. وأشارت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إلى مقتل 15 مدنيا وإصابة 19 آخرين، في انفجار عبوتين ناسفتين في قضاء المقدادية وحي الجاهزة في بعقوبة. ولفتت إلى مقتل أربعة عسكريين وإصابة خمسة آخرين في انفجار عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق في الطريق الرابط بين قضاء المقدادية وناحية العظيم، أعقبها هجوم مسلح نفذه مسلحون، كما قتل أربعة مدنيين برصاص مسلحين في حوادث متفرقة. وذكرت أن القوات الأمنية عثرت على ست جثث لمدنيين قتلوا بظروف غامضة وملقاة على قارعة الطريق الرابط بين ناحية المنصورية شرق بعقوبة . غارات وفي السياق، نقل موقع "السومرية نيوز" عن مسؤول إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل سعيد مموزيني قوله، إن "الطائرات الحربية للتحالف هاجمت، صباح أمس، رتلاً من عجلات مسلحي تنظيم داعش في منطقة برطلة، شرق الموصل"، مؤكداً أن "الهجوم أسفر عن مقتل 26 مسلحا من التنظيم". وأضاف مموزيني، أن "القصف الجوي أدى إلى تدمير 12 عجلة كانت ضمن الرتل لمسلحي داعش". معركة بيجي إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية العقيد ستيف وارن، بأن الوضع العسكري في مصفاة بيجي -وهي أكبر مصفاة للنفط في العراق- متقلب، مضيفا أن الوضع يمكن أن يتبدل في أي لحظة، وأن من المستحيل التكهن بمآل المعركة. وكان تنظيم داعش بث مؤخرا تسجيلات مصورة من داخل المصفاة، التي تقارب مساحتها عشرين كيلومترا مربعا، لإثبات سيطرته على أجزاء من هذه المنشأة النفطية التي تقع قرب مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين. وظهرت في تلك التسجيلات سحب دخان ترتفع من خزانات محترقة جراء الاشتباكات. وذكرت وكالة رويترز ومصادر إعلامية أخرى أن التنظيم يحكم قبضته على أجزاء كبيرة من المصفاة. وأعلنت الحكومة العراقية قبل يومين عن بدء عملية عسكرية قرب مدينة بيجي لفتح الطريق نحو المصفاة التي تقول تقارير، إن ما يقرب من 200 جندي عراقي محاصرون في بعض أنحائها، خاصة في البوابة الجنوبية للمصفاة. وهوّنت الحكومة العراقية من إمكانية سقوط المصفاة بالكامل بيد تنظيم داعش، وتحدثت عن "دعاية" يمارسها التنظيم لتضخيم تقدمه داخل المنشأة. بيد أن متحدثا باسم محافظة صلاح الدين قال، أمس: إن مسلحي التنظيم يسيطرون على ما لا يقل عن نصف المصفاة، كما يسيطرون على المزيد من المناطق في محيطها. التحقيق مع المالكي من جهته، أفاد نائب في البرلمان العراقي بأن اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق حول سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش، تعتزم استدعاء نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة في تلك المرحلة، للإدلاء بشهادته. ونسبت صحيفة "المدى" أمس، إلى النائب عباس الحزاعي عضو اللجنة التحقيقية البرلمانية المكلفة بالتحقيق حول قضية سقوط الموصل بيد تنظيم داعش في يونيو الماضي، القول، إنه "خلال الأيام الماضية تمت استضافة وزير الدفاع خالد العبيدي بصفته مستشارا أمنيا سابقا لمحافظ نينوى اثيل النجيفي، للإدلاء ببعض المعلومات التي شهد وقائعها وإن العبيدي أبلغ اللجنة التحقيقية أنه لم يكن مستشارا أمنيا للنجيفي إذ لم يصدر أمر إداري بتعيينه مستشارا". وأضاف، أن "إفادات العبيدي لم تأت بشيء جديد حول ملابسات سقوط الموصل بيد داعش، وأن اللجنة استضافت أيضا باسم الطائي الذي كان يشغل قائد عمليات نينوى قبل مهدي الغراوي، وأن التحقيقات والاستضافات التي أجريت مع المسؤولين بلغت نحو مائة ساعة". ويوضح النائب عن التحالف الوطني، أن "اللجنة التحقيقية توصلت إلى قناعات حول المتسببين في عملية دخول عناصر داعش إلى الموصل وسيطرة هذه المجاميع عليها، وأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الانتهاء من إعداد التقرير النهائي للجنة وتقديمه إلى رئاسة مجلس النواب لقراءته داخل الجلسة". وقال، إن هناك "اجتماعا مرتقبا لأعضاء اللجنة التحقيقية البرلمانية، سيعقد مطلع الأسبوع المقبل، للتصويت على استدعاء القائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي، داخل اللجنة للاستماع لشهاداتهم حول القضية". وكان مجلس النواب قد صوت مطلع يناير الماضي، على تشكيل لجنة للتحقيق بأسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش على أن تقدم تقريرها النهائي للبرلمان في فترة شهرين.