ارتفع عدد قتلى زلزال نيبال إلى 4138، وبلغ عدد المصابين نحو ستة آلاف، وسط حالة من الخوف في أوساط الأهالي عقب الهزات الارتدادية، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات الإغاثة. قال مسؤول في وزارة الداخلية في نيبال امس الاثنين: إن قتلى الزلزال الذي شهدته البلاد يوم السبت وكان الأسوأ منذ 81 عاما ارتفع الى 4138 قتيلا. ويخشى مسؤولون في الحكومة ان يصل العدد الاجمالي للقتلى إلى 5000 شخص. وبلغت قوة الزلزال 7.9 درجة وهو الأسوأ منذ زلزال عام 1934 الذي قتل 8500 شخص. ورجحت وزارة الداخلية النيبالية امس الاثنين ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد السبت بقوة 7.9 درجات، ولا سيما مع الطبيعة الهشة للمباني الطينية. ويعيش الأهالي حالة من الذعر عقب أكثر من مئة هزة ارتدادية أمس الأحد أدت إلى العديد من الانهيارات الثلجية في جبل إيفرست حيث قتل 18 من جراء هذه الانهيارات. ويضاف إلى حصيلة الضحايا في نيبال نحو تسعين قتيلا سقطوا في الدول المجاورة التي تأثرت بالزلزال المدمر، ولا سيما في الصين والهند. وعلى الصعيد الإغاثي أرسلت عدة دول -ولا سيما المجاورة- فرق إنقاذ متخصصة وتعهدت بملايين الدولارات من العون المالي لهذه الدولة الواقعة في جبال الهملايا. وقد غادرت مطار الدوحة طائرتان تحملان نحو 120 طنا من المساعدات إلى العاصمة النيبالية كتماندو، وتشمل المساعدات مواد غذائية ومستشفى ميدانيا، وأرسلت قطر دفعة جديدة من المساعدات لمنكوبي الزلزال امس الاثنين. وتعاني وكالات الإغاثة الإنسانية الموجودة طواقمها على الأرض من صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة لتقييم الأضرار والاحتياجات التي تنذر بأنها ستكون ضخمة. ولم تتمكن فرق البحث والإنقاذ من الوصول للعديد من المناطق السكنية القريبة من مركز الزلزال بسبب التشققات والانهيارات التي تعرضت لها الطرق المؤدية إليها، ويتخوف المسؤولون من ارتفاع عدد القتلى لعدم التمكن من الوصول لتلك الأماكن. وتقول الأممالمتحدة إن المستشفيات في كتماندو لم تعد تستوعب أعداد الضحايا، وإن المواد الطبية اللازمة لحالات الطوارئ نفدت. واضطر العاملون في المستشفيات التي استقبلت ضحايا الزلزال إلى إخلاء المباني خوفا من أي انهيارات. وكان المتحدث باسم الشرطة الوطنية النيبالية كمال سينغ بام قال في وقت سابق «لقد وضعنا كل إمكاناتنا في عمليات البحث والإغاثة»، وأضاف «أرسلنا مروحيات إلى المناطق النائية ونبحث بين أنقاض المباني المنهارة عن ناجين». من جانبها أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام أستراليا هيلين سيزوكي إلى أن «الكهرباء مقطوعة والمستشفيات مزدحمة ولم يعد هناك مجال لوضع المزيد من الجثث في المشارح». ويعد زلزال السبت الماضي الأقوى الذي تشهده نيبال منذ زلزال عام 1934 الذي بلغت قوته 8.1 درجات وتسبب في مقتل نحو عشرة آلاف آنذاك. وفي السياق، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف امس ان حوالي مليون طفل بحاجة الى مساعدة إنسانية طارئة في النيبال بعد الزلزال الذي ضرب البلاد السبت وأسفر عن مقتل أكثر من 3200 شخص. وأضافت المنظمة في بيان: إن آلاف الأطفال ينامون مع عائلاتهم في العراء منذ يوم السبت وأصبحت مخاطر انتشار الامراض مرتفعة. وأضاف البيان ايضا: إن "940 ألف طفل على الاقل يعيشون في مناطق ضربها الزلزال بقوة وهم بحاجة الى مساعدة انسانية طارئة". وأوضحت اليونيسيف أنها تحضر فرقها وسترسل إلى كاتماندو طائرتين محملتين ب120 طنا من المساعدات الانسانية، بينها ادوية وخيم واغطية. وذكرت إذاعة (أر إن إي) الإسبانية الحكومية امس الاثنين أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا-مارجالو أرسل طائرته إلى نيبال عقب الزلزال المدمر التي تعرضت من أجل إحضار المواطنين الإسبان من هناك. وأضافت الإذاعة: إنه من المقرر أن تنقل طائرة الوزير وهي من طراز "ايرباص" والتابعة للسلاح الجوي الإسباني نحو 140 مواطنا إسبانيا من العاصمة النيبالية كاتماندو إلى العاصمة الهندية نيودلهي في رحلتين جويتين. ونقل دبلوماسيون عن الوزير قوله: إنه تم التحقق من أن هناك نحو 340 مواطنا إسبانيا في نيبال حاليا، وهناك نحو 120 مواطنا في عداد المفقودين، من بينهم الكثير من السائحين. من جهتها، بدأت إسرائيل امس الاثنين إجلاء مواليد لأمهات بديلة وآبائهم الإسرائيليين من نيبال في رحلات العودة لطائرات أرسلت لتقديم الإغاثة من زلزال قوي ضرب البلاد. ولجأ كثير من المثليين في إسرائيل الى أمهات بديلة في نيبال؛ لأن القانون الإسرائيلي يسمح بهذه العملية فقط للزيجات التي تتم بين النساء والرجال. وجرى نقل ثلاثة مواليد رضع إلى إسرائيل على متن طائرة عسكرية صغيرة كانت قد نقلت فريقا من الأطباء إلى نيبال لدعم مساعي الانقاذ بعد زلزال يوم السبت المدمر.