بدأ آلاف الناجين من الزلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر الذي ضرب النيبال السبت الماضي وحصد أكثر من 4 آلاف قتيل، وفق حصيلة مرشحة للارتفاع، الهرب من العاصمة كاتماندو، حيث يبيت معظم السكان في العراء بسبب انهيار منازلهم أو خشية أن تؤدي الارتدادات إلى تهدمها. وقال رابي شريشتا، وهو تاجر في ال34 من العمر يخيم على حافة طريق: «لا خيار لدينا، منزلنا ليس متيناً. المطر يتساقط علينا لكن ماذا نستطيع أن نفعل؟». كذلك يرقد المرضى والمصابون في العراء، فيما تجاهد السلطات للتعامل مع نقص المياه والطعام، ومخاوف من انتشار أمراض. ومع استمرار عمليات الإغاثة التي لم تصل بعد الى مناطق معزولة تبعد حوالى 80 كيلومتراً شمال غربي كاتماندو، نقلت مروحيات لفرق الإنقاذ عشرات من متسلقي جبل إيفرست الذين تقطعت بهم السبل، بعدما قتل انهيار جليدي أعقب الزلزال 17 شخصاً. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف)، أن حوالى مليون طفل يحتاجون إلى مساعدة إنسانية طارئة في النيبال. وأوضحت أنها تحضر فرقها، وسترسل إلى كاتماندو طائرتين محملتين ب120 طناً من المساعدات الإنسانية بينها أدوية وخيم وأغطية. وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع أيضاً للأمم المتحدة، بأنه يحضر مهمة «ضخمة» في النيبال، آملاً بأن يستطيع إرسال طائرة محملة مؤناً غذائية في أسرع وقت. ووصلت أول من أمس فرق من برنامج الأغذية العالمي تضم خبراء في الاتصالات، إلى كاتماندو لتقدير الخسائر. وأعلنت بيرس أن الأممالمتحدة ستطلق نداءً لجمع أموال، موضحة أن المنطقة المتضررة من الزلزال «زراعية يسكنها بين مليونين و3 ملايين شخص». وقدرت هيئة مستقلة الكلفة التي سيتحملها الاقتصاد بسبب الزلزال، بنحو خمسة بلايين دولار على الأقل من دون احتساب تراجع النمو. ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ العام 1964 في النيبال. وكان يتحضر هذه السنة لمساعدة 500 ألف شخص يعيشون في عدم استقرار غذائي. إلى ذلك، أرسلت الهند جواً مساعدات طبية وعسكريين من قوات الاستجابة للكوارث الطبيعية، والصين فريق طوارئ من 60 فرداً، فيما بعث الجيش الباكستاني 4 طائرات «سي- 130» محملة أسرة مستشفيات، إضافة الى فرق بحث وإنقاذ وإمدادات إغاثة. ووصلت طائرة عسكرية تقل 70 فرداً أرسلهم البنتاغون إلى كاتماندو. وقالت أستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا إنها سترسل فرق بحث وإنقاذ استجابة لطلب سلطات النيبال. وخصصت المفوضية الأوروبية مساعدات طارئة بقيمة 3 ملايين يورو لنيبال. وقالت الناطقة باسمها ناتاشا بيرتود: «هذه حالة طوارئ إنسانية تتطلب جهود إغاثة منسقة دولياً، والاتحاد الأوروبي مُستعد لدعمها». كما خصصت واشنطن 10 ملايين دولار لمهمات المساعدة، ولندن خمسة ملايين جنيه إسترليني، وكندا 5 ملايين دولار.