ارتفع عدد قتلى زلزال نيبال إلى نحو 2000 شخص في أعقاب هزات ارتدادية قوية شهدتها الأحد. وقد امتدت الى بلدان مجاورة إذ قتل 17 شخصا على الأقل وجرح عشرات آخرين وإجلي عشرات الآلاف من منازلهم في منطقة التبت المجاورة. وقال مركز المسح الجيولوجي الأمريكي إن قوة الهزات الارتدادية بلغت 6.9 وحدثت على عمق ضحل جدا لا يتجاوز 10 كليومترات، مضيفة أن من المحتمل جدا أن يحدث دمار في منطقة قطرها 50 كيلومترا. ويسابق عمال الإغاثة في نيبال الزمن في محاولة للعثور على أحياء وسط الركام في العاصمة كاتماندو، كما أجلت السلطات ضحايا انهيار ثلجي في أحد المعسكرات التي أقامها متسلقو قمة إفرست بجبال الهيملايا. واستيقظ سكان كاتماندو مذعورين على وقع هزات ارتدادية في أسوأ زلزال يضرب نيبال منذ أكثر من 80 عاما. واضطر سكان آخرون في كاتماندو إلى المبيت في العراء وفي خيام نصبتها الحكومة بسببب تهدم منازلهم بشكل كامل أو تصدعها أو مخافة حدوث زلزال في الليل. وبلغ الضغط على المستشفيات حدا خطيرا بحيث اضطرت إلى نصب خيام في جوار المستشفيات لعلاج المصابين. وكانت مسؤولة في وزارة الداخلية النيبالية قالت الأحد إن عدد الجرحى تجاوز 5000 شخص، وأن 700 جثة انتشلت من تحت ركام المنازل والمباني المدمرة في العاصمة كاتماندو فقط. وأوضحت السلطات النيبالية من جانبها أن عددا كبيرا آخر لا يزال محاصرا تحت أنقاض المباني المدمرة في الزلزال. وسقط ضحايا أيضا في الهندوبنغلاديش والتبت ومنطقة جبل إفرست، حيث حدثت انهيارات ثلجية. كما أعلنت منظمات دولية منها الصليب الأحمر واوكسفام واطباء بلا حدود والعون المسيحي أنها بصدد ارسال فرق الى المناطق المنكوبة. وأعلنت الحكومة في نيبال حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة، متوقعة ارتفاعا كبيرا في أعداد الضحايا. وأسفر الزلزال كذلك عن تدمير العديد من المعالم الأثرية، بحسب مسؤولين نيباليين. وقال مركز المسح الجيولوجي الأمريكي إن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة ضرب المنطقة الواقعة بين العاصمة، كاتماندو ومدينة بوخارا. استجابة دولية في غضون ذلك، أعلنت وكالة الإغاثة الأمريكية (يو إس أيد) أن الولاياتالمتحدة بصدد إرسال فريق لمكافحة الكوارث، وأنها خصصت مبلغ مليون دولار لمواجهة الاحتياجات العاجلة للمتضررين. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن بلاده أرسلت طائرة نقل عسكرية تحمل ثلاثة أطنان من المساعدات، وفريقا من أربعين شخصا لمكافحة الكوارث. وأوضح مسؤولون هنود أن ثلاث طائرات أخرى سيتم إرسالها لاحقا، تحمل مستشفيات متنقلة ومزيدا من فرق الإغاثة. أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد أكد أن بلاده "ستبذل ما في وسعها" للمساعدة في احتواء آثار الزلزال الذي ضرب نيبال. وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن بلاده مستعدة للاستجابة إلى أي طلب للإغاثة والمساعدة. وتعهد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، بتقديم مساعدات إلى السلطات النيبالية. ويعد هذا الزلزال الأسوأ في نيبال، منذ أن ضربها زلزال عام 1934 أسفر عن تدمير مروع في كاتماندو. وأسفر الزلزال عن تدمير العديد من المباني التاريخية في العاصمة كاتمندو. وكان برج داراهارا التاريخي من بين المباني التي تعرضت للانهيار، وسط مخاوف من اختفاء الكثيرين تحت أنقاضه. وهرع سكان المناطق المنكوبة إلى الشوارع، وتعطلت شبكات الهواتف المحمولة وبعض وسائل الاتصالات الأخرى. وذكرت تقارير أن مطار العاصمة قد تضرر بسبب الزلزال، فيما نقل المصابون إلى المستشفى المركزي بالمدينة. واستمرت الهزات الارتدادية في المنطقة بعد ساعات من حدوث الزلزال. وشعر سكان دول أخرى في مختلف أنحاء المنطقة بالهزات أرضية، مع وقوع خسائر بشرية في الهندوبنغلاديش والتبت ومنطقة جبال إيفرست. وقال مسؤولون حكوميون إن ما لا يقل عن 35 شخصا في الهند وشخص واحد في بنغلاديش قتلوا جراء الزلزال.