تحرك العالم سريعاً لنجدة المنكوبين في النيبال من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب هذا البلد، أمس (السبت)، واسفر في حصيلة رسمية اولية عن سقوط 1805 قتلى، بحسب ورزاة الداخلية النيبالية، في حين تجهد وكالات الاغاثة الانسانية لتقييم الاحتياجات على الارض. وقال مسؤول في منظمة «اطباء العالم» لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم ذكر اسمه «نحن نحاول تقييم حجم الكارثة»، مشيرا الى ان منظمته لديها فريق في النيبال، لكنها تواجه صعوبات في الوصول الى المنطقة المنكوبة، بسبب انقطاع غالبية وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية فيها. من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر في بيان إن عناصر الصليب الاحمر النيبالي يعملون بالتعاون مع متطوعين على اسعاف الجرحى والبحث تحت الانقاض عن ناجين محتملين. واوضح البيان ان «بنك الدم التابع للصليب الاحمر في كاتماندو يزود ايضاً المنشآت الطبية في العاصمة»، مشيرا الى ان مخزوناته «محدودة»، وانه طلب العون من مكاتب اللجنة في كل من دبي وكوالالمبور. وادى الزلزال الى انهيار برج دارهرا التاريخي، احد المعالم السياحية في وسط العاصمة كاتماندو، ولقي عدد من الاشخاص حتفهم في المكان. واكد مصور لوكالة «فرانس برس» اخراج نحو عشر جثث من حطام البرج. وبحسب مديرة مكتب منظمة «اوكسفام» في النيبال، سيسيليا كيزر، فان الاتصالات والكهرباء والمياه انقطعت في المنطقة المنكوبة، مشيرة الى ان المنظمة غير الحكومية «تستعد لتقديم مياه الشرب والمواد الغذائية الاساسية» للمنكوبين. بدورها قالت منظمة «العمل ضد الجوع» الفرنسية غير الحكومية إنها ارسلت طواقم اغاثة الى المناطق المنكوبة «لتقييم حجم الاضرار والاحتياجات». ووعدت النروج بالمساهمة بمبلغ 30 مليون كورونا (3,5 مليون يورو) في جهود الاغاثة الانسانية. وقال وزير الخارجية النروجية بورغ بريندي ان بلاده «قد تساهم اكثر عندما نعرف اكثر عن الوضع». من جهتها اعلنت بريطانيا ارسال فريق خبراء متخصصين في الاستجابة للحالات الطارئة بهدف تسريع عمليات البحث عن ناجين محتملين. وقالت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون النقل جاستين غريننغ ان «الاولوية القصوى يجب ان تكون للعثور على الاشخاص العالقين تحت الانقاض والجرحى، وتوفير مأوى وحماية لاولئك الذين خسروا منازلهم». من ناحيتها اعلنت الولاياتالمتحدة ارسال فريق اغاثة وتقديم مساعدة اولية بمليون دولار الى النيبال، بحسب وكالة الاغاثة الاميركية «يو اس ايد». بدورها اعلنت المفوضية الاوروبية انها ارسلت خبراء الى مكان الكارثة، مشيرة الى انها تعتزم «دعم النيبال بمساعدة مالية». كذلك اعلن «صندوق النقد الدولي» استعداده لاجراء تقييم سريع للاحتياجات المالية للنيبال، مؤكدا في بيان لمديرته العامة كريستين لاغارد ان «فريقاً من صندوق النقد الدولي مستعد للتوجّه في اقرب وقت الى النيبال لمساعدة الحكومة على تقييم الوضع الاقتصادي الكلي وتحديد الاحتياجات المالية». واوضح البيان ان الصندوق ينسق مع كل من «البنك الدولي»، و«البنك الاسيوي للتنمية»، ومؤسسات اخرى «لتقييم اثر هذه الكارثة الطبيعية على البلاد وتحديد السبل الانجع لمساعدتها». وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تعازيه» لنظيره النيبالي رام باران ياداف، وكذلك فعل الرئيس الصيني شي جين بيغ الذي وعد ايضاً ب«تقديم مساعدة». وفي هذا الاطار ارسلت الصين الى النيال، اليوم (الاحد)، فريقاً من 62 متخصصاً في عمليات البحث والانقاذ مزوداً ب6 كلاب بوليسية ومعدات طبية واغاثية، كما افادت وكالة «انباء الصين الجديدة» (شينخوا) الرسمية. من جهتها قدمت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل «تعازيها» الى رئيس الوزراء النيبالي سوشيل كوارالا، معربة له عن «صدمتها لهول الكارثة والعدد الكبير للضحايا»، ومؤكدة استعداد حكومتها لمساعدة البلد المنكوب. بدوره اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده مستعدة «للرد على طلبات الاغاثة والمساعدة» التي قد تصلها من النيبال. والزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات، هو الاكثر دموية الذي يضرب هذا البلد منذ 1934.