استولت ميليشيات الخميني على ثورة الشعب الايراني. فأصبح همّ طهران استنساخ تجربة الميليشيات وزرعها في الدول العربية. نهجهم هذا أسس لفجوة تتسع بين الشيعة والسنة. ميليشيات بهدف خلق ميليشيات مضادّة، للحصول على نتائج لتدمير العرب. شعار لخصومات الطائفية والعرقية مرفوعة في دستورهم. خدمة للصهيونية العالمية ومناصريها. كل انجازات طهران الصفويّة، تصب في مصلحة أعداء الأمّة العربية. لم استطع تسجيل موقف واحد لصالح طهران. سعوا، وسيظلون يسعون لتطبيق نظرية: الاستيلاء، والميليشيات، وتصدير الطائفية وتدجينها. هذا اليمن نموذج. يكذبون الكذبة ثم يصدقونها. وإذا ساءت عليهم، انقلبوا على أعقابهم يتوسلون. افتعلت طهران الحرب مع العراق لأهداف ذكرتها سابقا. أسست حزب الله في لبنان. نسجت الشعارات لإغواء الشعوب العربية. استغلوا حاجة العرب الوطنية. صدقناهم. ثم اكتشفنا زيفها وخداعهم. شجعت على نحر أهل غزة في حروب خاسرة، وغير متكافئة مع العدو الصهيوني. اجتاحت ميليشياتها العراق، ليس لبنائه، لكن للثأر، وقتل الآخر، وتعميق الفتن. أفتوا لميليشياتهم أن حرب بغدادوطهران حرب طائفية. بدلا من إقامة حكم عادل بعد سقوط بغداد، وجدنا روح الانتقام تتعاظم. في خطوة أخرى ناصرت طهران النظام السوري ضد شعبه. هذه المناصرة خير شاهد على كذب شعاراتهم. تدعي طهران أنها تناصر الشعوب المظلومة، وإذا هي تنحر المظلومين دفاعا عن الظالمين. وصلت طهران بشعاراتها إلى صنعاء، بمعلقات الضحك على العقول الجاهلة، والمسكينة فقرا وحاجة: الموت لأمريكا؛ الموت لإسرائيل؛ اللعنة على اليهود؛ النصر للإسلام. فهمنا الشعار الأول والثاني. تاهت إبرة بوصلة الحقيقة مع الشعار الثالث. هل يدعون على أنفسهم؟! الأمر المحير هو الشعار الأخير: النصر للإسلام. فهل مناصرتهم للحوثي نصر للإسلام؟! سرقة الشرعية والدولة. هدم المساجد. نسف البيوت. تهديد الجيران وتوعدهم. قتل البشر. طهران تجهز الوحل، لكننا بعون الله، سنجعلها تغوص فيه وتتمرغ. هناك أعمال لا تليق بدولة تدعي الاسلام. منذ نجاحهم في الاستيلاء على ثورة الشعب الإيراني، قامت طهران بأكثر من (6) أعمال عدائية ضد المملكة. تذكرون ماذا فعلت مع حجّاجها. استبدلت حقائب سفرهم بحقائب تحمل (50) كيلو جراما من المتفجرات، دون علمهم. فعل غير مسؤول وخسيس. في واقعة أخرى، اعتدت ميليشيات طهران على الجنود والحجّاج والمواطنين. هل كان هدفهم نبيلا؟! هل كانوا يسعون لخلق الروح الطائفية، ليعود الحجاج إلى أوطانهم جنودا في فيالقهم؟! عقولهم مصابة بحمّى الوهم والنفاق والخداع. مبدأ لن يحيدوا عنه. أثبتوا لأنفسهم وعليها أنهم عملاء للصهيونية العالمية. جميعهم يسعون لتمزيق الأرض العربية من خلال الفتن الطائفية. حتى السفير السعودي في طهران قتلوه. لطهران أيضا صولات وجولات شريرة في مواقع أخرى من العالم. حتى مصر لم تسلم. التدخل كان واضحا منذ عهد السادات. حمل أحد شوارع طهران اسم قاتل الرئيس السادت. كل هذا امتداد لاجترار حقد وضغائن تاريخية. حتى قبر قاتل الخليفة عمر رضي الله عنه، جعلوه مزارا ومعلما للتقرب إلى الله. وجود القبر يمثل رمزية العداء للخليفة الذي أطاح بعرش كسرى لصالح الفرس أنفسهم. أشياء تيبس النّاس على الاعتقاد بصحتها. قرون والفُرس ينفخون في نار تم إيقادها بفعل فاعل. شتتوا كلمة المسلمين ووحدتهم. أحقاد ليست من الدين في شيء. يتوارثونها بنزعة عدائية. أفكار مشبوهة وغير صحيحة. تتعارض وتتناقض حتى مع القرآن الكريم. خلافهم يتشعب ويتعاظم. ينتج فيالق جديدة أكثر شراهة للشر وللعداء. هكذا إلى أن وصلنا للمرحلة القائمة. حيث تم إقناع النّاس بأنّه النّزال بين الشيعة والسنة. هم العامة المسالمون. يقودونهم إلى حتفهم وهلاكهم. فرحون بأنهم ماضون إلى جنّة الخلد، بفتوى، بمثابة صك لا يمكن نقضه. جميع الديانات تعمل من أجل مساعدة النّاس نحو الخير وفعله. تحث على التخلص من السّمات الشخصية السلبية. الدّيانات توجّه الفرد نحو طرق وميادين السلام والمحبة. تؤصل للخير والإنسانية في نفوس الأتباع. هذا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. إذا كان الدين الواحد برسالة واحدة، فكيف يتحول إلى أكثر من رسالة؟! ثم يصبح لكل رسالة أتباع، بمعتقدات مختلفة؟! تحولت الديانة الواحدة بفعل فاعل إلى ديانات. التناحر قائم بين أتباعها، والكل يدعي الاستظلال بظلها. أن يتحول الإسلام إلى نقمة بين أتباعه، فهذا ما يثير التساؤلات. طهران تؤجج لأفعال ولردود أفعال. أكاديمي- جامعة الملك فيصل