10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العراق الجريح.. مراجع شيعية آمنت بالعراق وطنا وناهضت ولاية الفقيه والاحتلال
نشر في اليوم يوم 10 - 07 - 2014

كان الدكتور زكي فاضل استاذ الدراسات الدبلوماسية في جامعة بغداد، ممن عملوا في المعهد الدبلوماسي السعودي في عام 1978 يقول: (هذه امة الحضارات, امة المدنية والاخلاق، انظر الى آداب المعاملات السياسية مع الشعوب الاخرى، انظر كيف هي نظرة الاسلام للأقليات؟ للأديان الاخرى؟ انظر لقيم التسامح، للقيم القانونية والحقوقية التي يزخر بها تاريخنا، ما نعيشه اليوم من تراجع، هو بسبب خوف الآخر من ان تستعيد هذه الامة مكانتها ودورها الذي يليق بها تحت الشمس). هذان المشهدان هما سبب امعاني في قراءة اسباب التشظي الذي نعيشه كعرب بمختلف مكوناتنا وبسبب الاستراتيجيات التي ترسم لنا، ولا نملك الا ان نكون ادوات تابعة لها.
مخططات ومشاريع للتفتيت
لقد قرأت وثيقة كامبل التي صدرت عام 1905 الوثيقة التي ناقشتها الجامعات الغربية ومختبراتها لغرض البقاء، ولغرض محاربة الامة العربية والاسلامية، وهي موجودة مترجمة على الانترنت لمن اراد الاطلاع عليها، وهي وثيقة استراتيجية ما زالت فاعلة وحاضرة حتى اليوم، قسمت العالم ووضعت العالم الاسلامي بانه قوة تمتلك كافة مقومات والنهوض الحضاري، وانه الحضارة الوحيدة المتقاطعة مع الغرب والمطلوب الا تقوم هذه المنطقة وان تبقى غارقة في التخلف والحروب والدمار.
ولم يتوقف الامر على هذه الوثيقة، ففي 16/6/1982 نشرت مجلة اسرائيلية تتبع الامن القومي الاسرائيلي وثيقة سميت باسم المجلة التي نشرت بها وهي كيفونيم وتعني الاتجاهات وهي ناطق باسم المنظمة الصهيونية العالمية، نشرت مقالة مهمة بعنوان (خطة من اجل اسرائيل في الثمانينيات) وكان رئيس تحرير المجلة آنذاك هو يورام بيك وكان في نفس الوقت رئيس النشر في قسم المعلومات للمنظمة الصهيونية العالمية. وايضا ضمن اللجنة التحريرية للمجلة عمون هداري وكان عضو البالماك خلال مجازر عام 1948 التي ارتكبت ضد شعبنا الفلسطيني. ترجم المقالة المهمة الى اللغة الإنجليزية اسرائيل شاحاك استاذ الكيمياء العضوية في الجامعة العبرية في القدس ورئيس مجلس ادارة العصبة الاسرائيلية لحقوق الانسان والحقوق المدنية، وكتب المقدمة أدناه لها، والتي طبعت عام 1982 بشكل كراس من قبل رابطة خريجي الجامعة العرب الامريكان. قبل اثنين وثلاثين عامًا وتحديدًا في 13 حزيران 1982 قام داعية السلام اليهودي- غير الصهيوني- إسرائيل شاحاك بترجمة ما عُرف باسم وثيقة "كيفونيم " والتي تعكس خطة صهيونية لتجزئة الوطن العربي بأكمله الى دويلات. وتنطلق الخطة الإسرائيلية من الدولة العربية العراق، وذلك بتقسيمها حسب الاهواء الصهيونية إلى دولة شيعية، وأخرى سنية، إضافة إلى انفصال إقليم كردستان. وترى الخطة الإسرائيلية أنه يجب التركيز على الانقسامات العرقية والدينية في دول العالم العربي، والتي تقدرها بحوالى 19 دولة، واصفة إيّاها بأنها مثل البيت المؤقت والذي لا يقوم بناؤه على أساس قوي، وإن بث الكراهية بين أصحاب هذا البيت من خلال الخلافات والانقسامات الطائفية والمذهبية. ولكي نؤسس لما يجري في العراق والمنطقة، فان على العقلاء ان يعودوا الى قراءة كتاب سليم مطر (المنظمات السرية التي تحكم العالم.. اخطر اسرار الاستراتيجية في العراق والشرق الاوسط) كي يقف بوضوح تام على ما يجري في العراق وليكتشف حقيقة داعش والعصائب والصحوات والقاعدة وطالبان، وليكتشف لماذا مطلوب ان يتقاتل السنة والشيعة وتسيل انهار الدم بشكل غير منطقي وغير واع لجناحي العالم الاسلامي، الذين هم الاقرب والاقدر على التسامح وصناعة المستقبل، ولماذا هذا الغلو الكبير وهذا الاقصاء العجيب، وفي قسم اعترافات الحكيم الامريكي يشير سليم مطر الى اعترافات حول طبيعة الاستراتيجية الامريكية والاسرائيلية في العراق القائمة الى ان النظام ينبثق من الخراب والدمار، وهذا يتطلب صناعة التوتر والعداء والحروب والصراعات بين مكونات العراق الاساسية، ولا نجامل اذا ما قلنا ان الخميني كان من المؤمنين بان قوة ايرانية ونفوذها وسيطرتها لا يتم الا باضعاف من حولها بالقضاء على الحضارات الاساسية في المنطقة، ونعتقد بأن هذه الافكار فيها تداخل ما بين القومية والدينية وهذا واضح في السياسة الايرانية والاسرائيلية والامريكية فترة حكم الرئيس الامريكي جورج بوش الذي اثارت مكالمته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك حفيظة الرئيس الفرنسي قائلا: اي معتوه هذا الذي يترك المستقبل ويتشبث بعنف بخزعبلات تاريخية ودينية وقد طلب فريق من الباحثين في التاريخ والاديان للوقوف على حكاية هرمجدون والحرب المقدسة التي رهن الرئيس الامريكي مكانة بلاده لخدمتها.
ومن ضمن الاعترافات التي ادلى بها الحكيم الامريكي قوله ادوات الصراع في المنطقة عديدة، ولكننا نركز على الفواعل الرئيسة التي تدوم لفترة اطول، وهي اشبه بالسلسلة النووية الانفجارية لا تخمد حتى تنهض من جديد، انها الصراعات القومية والمذهبية والطائفية بين المجتمعات، واول المخططات هو تدمير الاسلام من خلال الارتقاء الصراعي الكبير بين السنة والشيعة، لان هذا الصراع يحول دون قوتهم، ويعمل على تفتيتهم دون حاجة للتدخل مع من قبلنا، فنحن كمن ينقب عن النفط الموجود في الاعماق الكامنة، ما علينا الا ان نستعمل الخبراء للحصول عليه، ويشير الحكيم الى انه صحيح ان القاعدة فجرت برجي التجارة عام 2001 لكن السؤال الحقيقي من انتج وصنع القاعدة وتحكم بها؟ وبعد تحقيق الدمار والصراع بين السنة والشيعة فان الهدف التالي ان نحول دون اي تكامل وتعاون قومي، ومن بعده ان نحيي الاثنيات الصغيرة لتجزئة اي دولة وان نرعى هذا الحراك، مع منع اي تقارب حقيقي بين الاديان الثلاثة، الاسلام واليهودية والمسيحية، لا بل جعلها متحازبة ومتحاربة فيما بينها فاقدة للثقة والامل ايضا. ومنع التقارب الاسلامي المسيحي في دول الشرق الاوسط (لبنان وسوريا والعراق ومصر)، واما لماذا التركيز على العراق؟ نشير الى انه مركز التوسط الجغرافي في المنطقة، وفيه تنوع ديني وقومي قابل للتوظيف لتحقيق تلك الاستراتيجيات، ومنطقة صراع بين قطبي العالم الاسلامي السني والشيعي منذ الدولة الصفوية والعثمانية، وفيه حضارات تاريخية، وقدرات نفطية هائلة، غير ان هناك جماعة مسيطرة على القرار الامريكي تؤمن بان هناك قوة خفية تحرك وتسيطر على العالم وان مركزها العراق، وعلينا ان نسيطر على العراق لنتحكم بهذه القوة ونوظفها لخدمة اهدافنا ومصالحنا، ولكي نضمن سيطرتنا الدائمة على العراق بنينا اعظم سفارة في العالم اكبر ب6 مرات من مبنى الامم المتحدة، على 6 هكترات، تحتاج الى مليار دولار سنويا كخدمات، يعمل فيها 1500 موظف.
في الثمانينيات سئل وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر عن قدرة امريكا الخارقة، فقال ليس لدينا قدرات خارقة، لكن قدرنا ان نستفيد من تخلف دول العالم ومجتمعاته، لدينا القدرة على الاستجابة السريعة للاحداث، ولدينا قدرة لفرض حلول ممكن ان تتناسب ومصالحنا دائما، وهناك من يسعى الينا لانه يظن دائما ان الحل بيد امريكا.
هذا الكلام عن الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط يقودنا الى منظر الامن القومي الامريكي زبينغيو بريجنسكي، مستشار الامن القومي في عهد الرئيس الامريكي جيمي كارتر، والذي وبعد قراءة عميقة لحال الاتحاد السوفيتي وترهله وموته الدماغي، وبوادر تفككه، كان هذا العجوز مؤمنا بان تفكك الاتحاد السوفيتي سيكون له وقعه السلبي على الولايات المتحدة، وان عليها ان تستعد لهذه المواجهة الاضطرارية، وعلينا ان نهتم بالقوى الصاعدة اقتصاديا وروحيا، ولهذا طلب من الاستخبارات الامريكية تأسيس دول واحزاب على اسس دينية، اولا لمواجهة الشيوعية ومجابهة الاتحاد السوفيتي، وثانيا كي تلتهم افغانستان الفائض الديني في الشرق الاوسط، ونشأت الثورة الايرانية عام 1979، وحركة امل عام 1980، وحزب الله عام 1982، وحركة حماس عام 1983، وبدأت حروب الجزائر في 1985، ونجحت الاستراتيجية الامريكية في انشاء القاعدة وحركة طالبان والانقلاب عليهما، وعودة الافغان العرب ليكونوا ادوات هدم للامن والاستقرار في المنطقة، وردة وعودة متخلفة للماضي، ورفض لقيم الحضارة الجديدة والعودة الساذجة والمسطحة لدولة الخلافة، والقتل والسحل وتدمير معطيات الحضارة الانسانية، وتدمير المساجد والمراقد والمعابد والمستشفيات بغض النظر عن المذهب سواء كان سنة او شيعة كنسية مسيحية او كنيس يهودي، واصبح البعض يطرب لمثل هذه الاحداث، واصبح الاعلام اداة لرفع منسوب التطرف بشكل يجعل الدماء تغلي في العروق، ورحم الله الشاعر الذي قال (لكل شيء آفة من جنسه.. حتى الحديد سطا عليه المبرد).
داعش سنة.. داعش شيعة.. داعش تدعمهم إيران والمخابرات الامريكية، كل هذا ممكن ومتوقع، فمنذ فجر التاريخ هناك مؤامرة على العراق وعلى الشرق، كل الحروب كانت على ثروات الشرق وخوفا من الشرق، ولهذا فان حل مشكلات الشرق داخلية وليست خارجية، حلها بيد ابنائه كي لا يصبحوا ادوات جوفاء ومعاول هدم وادوات للآخر تحت اي عنوان، سمها الليبرالية، الديمقراطية، الاخوانية، السنية، الشيعية، ما لم تؤمن هذه المسميات بان امن واستقرار الشرق ومستقبله بيد ابنائه ولابنائه، فهي شريك في عمليات الهدم والمؤامرة.
ولاية الفقيه أداة التفتيت
في 19/6/2014 قالت رئيس الجمهورية الايرانية المنتخبة مريم رجوي في مؤتمر للمقاومة الايرانية عقد في باريس وحضره ممثلون عن 20 بلدا، وشخصيات رسمية غربية: ان النظام الايراني هو من اسس مجددا للحروب الدينية والطائفية في المنطقة، هو من سعى لقسمتها لا لوحدتها، وقد كان عنصر قسمة في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين وفلسطين، وعلينا ان ننظر كيف اصبح العراق سنة وشيعة، بعدما كانوا اخوانا، كنت ازور الكاظمية في بغداد والنجف وعلي الشرقي والغربي، ننام ونأكل بين اخواننا واهلنا من العرب الشيعة من عوائل الموسوي وعوائل الخفاجي، والشمري والجبوري والجلبي، وكل العوائل والاسر الكريمة، دون ان يكون لهذه التفصيلات مكان او عنوان، كنا نذهب الى منازل الدكتورة بلقيس محمد الجواد، والدكتور حافظ الدليمي، فما الذي تغير اذا، لولا تدخل ايران وولاية الفقيه التي تفترض التبعية لايران سياسيا ودينيا؟؟ لماذا نرى اليوم شخصيات عربية ومشايخ ومراجع من الشيعة منبوذين لانهم اتخذوا موقفا من الولاية السياسية والدينية لايران، مثل المرجع محمد علي الحسيني، والمرجعى اية الله حسين المؤيد، وصبحي الطفيلي، والمرجع العربي الشيعي اية الله محمود الصرخي الذي يقوم بانتفاضة داخل البيت العراقي ضد ما يسميه بالسياسات غير الوطنية لحكومة نوري المالكي، التي قادت برأيه الى تفتيت ودمار العراق، بسبب كونه رافضا للاحتلال الامريكي وللهيمنة الايرانية على العراق، ورفضه لفتوى المرجع علي السيستاني بخصوص الجهاد الكفائي ضد سنة العراق، ما دفع حكومة نوري المالكي لاستخدام الطائرات لقصف مقرات تابعة للمرجع الصرخي، خاصة بعد نداءاته وتحذيراته للشعب العراقي من انتخاب الخونة مخاطبا اياهم بقوله: يا شعبي العراقي الحبيب يا ابنائي وأهلي وعشيرتي وسندي في كل محافظات عراقنا العزيز يجب علينا جميعا شرعا وأخلاقا وتاريخا التضامن التام مع اخواننا واهلنا وسندنا في المحافظات التي غدر بها وغصب حقها وسلب استحقاقها في وجود ممثلين مناسبين لهم في المجلس النيابي ولا بد علينا جميعا اثبات وطنيتنا وارتباطنا بعراق الحضارات وشعب الانبياء والأوصياء والأولياء والصالحين.. فاذا بقي الحيف والضيم والظلم فعلينا ان نكون مع اهلنا ونتضامن معهم في اختيار الأصلح!!
وولاية الفقيه تعني الانسلاخ عن الهوية والتنكر للوطن والولاء لايران سياسيا ومذهبيا، فهي تعني كما قال المرجع محمد علي الحسيني، أمين عام المجلس الإسلامي العربي: ان النظام الإيراني يسعى ل"تضليل الشيعة العرب" عبر نظام ولاية الفقيه، مؤكدًا أنه نظام ابتدعته إيران بغرض سياسي.
وفرق الحسيني في حديثه ما بين الشيعة العرب وشيعة طهران، مؤكدًا أن الشيعة العرب يتعرضون اليوم لأوسع حملة تضليل واستغلال في تاريخهم من قبل نظام ولاية الفقيه الإيراني متهما طهران بأنها تحاول عبر فكرة ولاية الفقيه: "الترويج لمعتقدات غريبة عن التراث والفكر الشيعيين، واعتبار (النظام الإيراني) نفسه وليًا على هؤلاء الشيعة. مضيفًا انه أوضح في أطروحته التي تحمل عنوان "ولاية الفقيه" أن هذه النظرية ليست من صلب العقيدة الشيعية، وأنها ليست سوى مسألة سياسية تزعم الارتكاز إلى الدين".
وان ولاية الفقيه ليست من صلب العقيدة الشيعية، إنها مسألة سياسية إيرانية، ورفض الشيعي لنظرية ولاية الفقيه لا يخرجه من الطائفة، وان ما ينزع عنه صفة الشيعي هو نكران لما ورد في صلب العقيدة الشيعية".
وأكد الحسيني وجود فوارق دينية وعقائدية بين الشيعة العرب والشيعة بإيران، إلى جانب الشق السياسي المتمثل في البعد القومي بين العرب والإيرانيين، "أما الشيعة العرب فقد اختاروا منذ عقود طويلة العيش في ظل الأنظمة القائمة في دولهم، ولم يطمحوا يومًا لأن يكونوا تحت سلطة ولية الفقيه الإيراني، بل على العكس، والشيعة العرب، فضلوا الرابطة القومية على الرابطة المذهبية، وقد كان لنا الدور الأساس في تقديم المبررات الفقهية لذلك"- وفق كلامه-.
ويكرر المرجع الصرخي في حوار مع الشرق الاوسط: ان موقفه المعتدل والوسطي والوطني جلب له مشكلات لان البعض يرغب بأن يكون جزءا من هذا التلوث والفساد وسرقات اموال الشعب والفتنة التي ستاكل الاخضر واليابس، ويتساءل الصرخي قائلا: هل يريدون تلويث كل شيء كي لا يتميز أحد عليهم فيعملون على القضاء على كل شريف وشرف وعلى كل مصلح وإصلاح وعلى كل منصف وإنصاف؟ وهل ما وقع ويقع علينا يرجع إلى ما وصل وتكرر من تحذيرات وتهديدات صريحة وغيرها معلنة وغير معلنة، بخصوص رفع وإزالة عنوان العراقي والعراقية والعربي والعربية من عنوان الجهة المرجعية وكل ما يتعلق بها كما حصل من اعتداءات وإتلاف وإضرار بالكثير مما تعلق بذلك، فيكون ما حصل ووقع ويقع هو بسبب تمسكنا وإصرارنا وافتخارنا بعراقيتنا وعروبتنا في الوقت الذي يراد فيه وبكل جهد وشدة تفريغ العراق والعراقيين من وطنيتهم وعراقيتهم وعروبتهم، ثم سلبهم من دينهم وتراثهم وحضارتهم وجعلهم أذلاء صاغرين تابعين خانعين لغيرهم طائعين لهم عابدين لهم؟ ووسط كل هذه المخاطر وعظمها وشدتها رفعنا ونرفع شعار الوطنية العراقية والعروبة إضافة للإسلام والمبادئ والأخلاق في الوقت الذي جعلوا فيه اسم الوطنية العراقية والعروبة مرتبطا بالبعث والنظام السابق و«القاعدة» والإرهاب، وسنبقى نتمسك ونعلن تمسكنا بعروبتنا وديننا تمسكا وطنيا قوميا شرعيا ليس تعصبا جاهليا، بل لأن نبينا الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) عربي، ولأن قرآننا المجيد عربي ولأن لغة أهل الجنة عربية، فلا نتنكر ولا ننسلخ من عروبتنا لأنه انسلاخ عن الجنة وأهلها وعن القرآن ونورانيته وعن خاتم الأنبياء وقدسيته (عليه وعلى آله الصلاة والسلام). والسؤال المهم والمحوري الذي تأخر طرحه كثيرا: هل كل ما حصل ويحصل وسيحصل بسبب ما توصلنا إليه بالدليل العلمي الشرعي القاطع، الذي أعلناه وصرحنا به ولم ولن نتردد في طرحه، وهو الولاية العامة للفقيه وإنها تنعقد للأعلم أينما وجد؟ ولا علاقة لها بالتصدي لمنصب أو سلطة أو حكومة أو رئاسة أو شهرة إعلامية أو غيرها، فلا تنعقد الولاية العامة بقوة السيف والبطش والقمع والإرهاب والرشا والإعلام الزائف والمكر والخداع. واكتفي في المقام بالتساؤل عن سبب كل ما وقع ويقع علينا وتضاعفه وتصاعده هذه الأيام، هل يرجع إلى إرادة إفراغ الساحة من كل منافس محتمل لمرجعية بديلة يراد التأسيس لها وتثبيتها في العراق بعد أن صار اعتقاد الجهات المتسلطة وقناعتها أنه قد انتهت ورقة مَن هو موجود من مرجعيات يراد تصفيتها الآن، وقبل التصفية يراد إفراغ الساحة أولا من كل ما يحتمل أن يكون منافسا أو بديلا في الساحة بعد تصفية الآخرين فنكون أول من صُب ويُصب عليه هذا العداء.
عروبة العراق وهويته
وفي السياق ذاته يلخص المرجع جواد كاظم الخالصي موقفه مما يجري في العراق وبخاصة التدخل الايراني في شؤونه قائلا: لا بد أن نعرف حقيقة مهمة وهي ان الإيرانيين لهم أجندتهم الخاصة بهم وبقوميتهم الفارسية، ومصلحة بلدهم هي الأولى في الحسابات الدولية والباقي كله هراء وأجندات، لا يمكن أن نقبل اعتماد ثقافة وسياسة دولة لمجرد ادعائها الانتماء والولاء للطائفة أو للبعد الإسلامي لأن الملفات السياسية لا يمكن أن تخضع لكل أبجديات التوليفة الدينية أو الانتماء المذهبي الذي تقوم به الدولة الإيرانية والتي هي بعض القضايا الحساسة التي تمس العراق بالصميم أرضا وشعبا، وهذه القضايا يمكن أن ترافق الشعب العراقي في الحاضر والمستقبل مثل تدخلهم في الوضع الأمني ودعمهم لبعض المليشيات التي آذت كثيرا العراقيين ونحن نلوم القيادة الإيرانية ونعتب عليها أيضا أنها سمحت لبعض القراصنة من العصابات المدججة ليلا أن تخوض بدماء الأبرياء من العراقيين، وكان قد علا صوت هذا الشعب المظلوم وهو يحكي حكايته النازفة للدم وكيفية تعرض المليشيات لهم لتكون الساعد الآخر في قتل العراقيين من قبل التنظيمات المسلحة القذرة كالقاعدة وأتباعها لأن العنف واحد مهما اختلف التنوع في تطبيقه، سواء كان من بني جلدتي أم من غيرهم، ولذلك لا يمكن أن تنكر بعض القيادات العسكرية الإيرانية إمداداتهم التلسيحية لبعض من ارتضى لنفسه أن يكون أداة طيّعة بيدهم، وفي النهاية ما يتم تطبيقه على الأرض هو ليس كما يدعي البعض في السر إنه الحفاظ على المكون الشيعي، كون هذا الشيعي يتم قتله بنفس السلاح، وصولة الفرسان في العام الماضي في مدينة البصرة لعلها كشفت الكثير من الخفايا وهو الأمر الذي جعل بأن المالكي مكروها من حلفائه في الداخل والخارج.
وما تفكر به اليوم السلطات في إيران هو في غاية الخطورة فيما لو تحقق هذا الأمر وهو قيام العديد من المنشآت النووية قرب الحدود العراقية والتي تحاذي الجنوب العراقي، وفيما لو تأكد الأمر بشكله الصحيح فلا بد من كل القوى العراقية والقوى الشعبية الوقوف بوجهه حتى وإن كانت هذه المؤسسات تقوم على الأراضي الإيرانية لكنها في النهاية سيكون لها التأثير الكبير من خلال الإشعاعات النووية التي تصل الى المناطق الآهلة بالسكان في جنوب العراق، مع العلم بأن تلك المحافظات الجنوبية عانت الكثير خلال الحروب الماضية وتركت آثارها على الكثير من الولادات الحديثة وعلى طبيعة التربة والمناطق المائية وغيرها من الثروات الأخرى التي تأثّرت كثيرا بتلك المخلفات. كما حذّر المرجع الشيعي العراقي جواد الخالصي من وجود مخطط غربي لتقسيم المنطقة عبر إشعال نار الفتنة المذهبية والعرقية، داعيًا رجال السياسة وعلماء الدين في المنطقة إلى التنبه لهذا الخطر والعمل على مجابهته. وفي مقابلة خاصة مع مراسلة الأناضول، شدد الخالصي على أن "أعداء الأمة يفكرون دائما في سبل تفرقتها وإضعافها؛ ليتمكنوا من السيطرة عليها والاستيلاء على طاقاتها، والطريق القصير لتحقيق هدفهم هو إثارة الفتنة بين جموع أفرادها".
وأوضح الخالصي أن الأمة الإسلامية تتعرّض لشتى أنواع المحاولات من أجل تفرقتها، قائلا "الكل يعلم أن الأمة تملك قوتها في وحدتها وهذا ينطبق على جميع البشرية في كل مكان في العالم والأمة الإسلامية التي جمعت على أساس العقيدة الصحيحة والإيمان في هذه الرسالة شكلت هذا المحور الكبير في تاريخ الإنسانية وما زال هذا المحور مؤثرا وفاعلا". وقال "إن الفتنة ترتكز على عدة محاور أخطرها وأهمها الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة.
وفي محاضرة له بتاريخ 5/6/2006 شخص المرجع الديني الشيخ آية الله حسين المؤيد الوضع في العراق مؤكدا ان العراق اليوم أصبح ساحة مستباحة لإيران، والتي أصبحت هي اللاعب الاقوى داخل العراق، وأصبحت ممسكة بمفاصل حيوية في البنى السياسية والاجتماعية والدينية للمجتمع العراقي. وهذا ما كنا نحذر منه قبل الاحتلال وبعد الاحتلال. وكنا نأمل أن يكون هناك موقف عربي قوي وواضح يحدث توازنا سياسيا في المنطقة، من خلال إحداث توازن سياسي في داخل الساحة السياسية العراقية.
فإذا كانت هناك قوى تعمل وتدعم من قبل إيران ومن قبل الأمريكان، كان يفترض بالمقابل أن تنشط الشخصيات والقوى الوطنية بدعم عربي، في داخل العراق لإحداث هذا التوازن!
وهذا ما لم يحصل، ولهذا اختل التوازن السياسي في داخل الساحة السياسية العراقية.
المواطن العراقي الذي تم شحنه، كما قلنا طائفيا وإثنيا ولا يزال يشحن.... هذا المواطن بدأ الآن يعيد حساباته ويراجع أفكاره، وبالتالي أصبح الجو والمناخ ملائمين لتحرك المشروع الوطني داخل المجتمع العراقي. وهناك مناخ دولي عربي ملائم ومنسجم مع التحرك الوطني يجب أن تستفيد منه القوى والشخصيات العراقية. وهناك قلق كبير من النفوذ الإيراني في المنطقة، وهذا القلق مبرر. وباعتقادي ان النظام في إيران ليس له مشروع إسلامي عام، وليس له مشروع شيعي عام، وانما له مشروع قومي إيراني يتخذ من الإسلام والتشيع أدوات لبسط الهيمنة والنفوذ، وينطلق من سيكولوجية تحتقر العرب وتكرههم. ولهذا فإنني اعتقد أن خطر التمدد الإيراني على العراق وعلى المنطقة العربية، هو أكبر بكثير من خطر الهيمنة الأمريكية، بل أكبر حتى من الخطر «الإسرائيلي».
ملصق يدعو لمحاضرة لرجل الدين الشيعي العراقي محمود الصرخي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.