بداية لا بد من تكرار ما قلناه في مقالات عدة واستعراض ما يجري من كوارث في عالمنا العربي الممزق منذ بداية، ومن ثم استفحال دور إيران التخريبي الحاقد في الدول العربية مثل سورياوالعراق ولبنان واليمن والبحرين وشرق السعودية، وتقريباً في كل الدول العربية مستعينة في ذلك بكثير من عملائها الشيعة العرب. إن حجم الدمار والقتل الحاقد والتخريب الذي مارسه عملاء إيران في هذه الدول لا يحتاج إلى دليل، إلا إذا كان النهار يحتاج إلى دليل. يكفينا هنا إمعان النظر فيما يجري في سوريا من إبادة حاقدة للجنس البشري ليس فقط عن طريق عملاء إيران، بل وبمشاركة فعلية بقوات إيرانية على الأرض وقيادة حرب الإبادة هذه مجنّدة لذلك كل المليشيات الإرهابية الشيعية في المنطقة، بل قامت بتوظيف الإرهاب السني لخدمة أغراضها في حرب الإبادة هذه.. إن حجم الدمار الهائل الذي نتج وما زال ينتج عن حرب الإبادة هذه يفوق الوصف والتصور، فمن غير المعقول أن يصل الحقد بالفرس وعملائهم من الشيعة لهذه الدرجة غير المسبوقة وبصمت العالم كله على ما يجري، بل ربما أن ما يجري الآن في سوريا من إبادة حاقدة يناسب هذا العالم المنافق ويخدم مخططاته البعيدة المدى. فهل يكفي نفي وإنكار إيران لأي دور لها في كل ما يجري من تآمر وكوارث في الدول العربية، خصوصاً دور إيران التخريبي الواضح في البحرين واليمن ما عدا سوريا التي تقود فيها إيران حرباً معلنة دعماً لعملائها الشيعة ومنعاً لسقوط أهم حلقات الهلال الفارسي الشيعي الحاقد، وهل تنطلي علينا تصريحات الفرس المتناقضة، فمرة تصريحات مهددة متوعدة وقحة يتلوها تصريحات مناقضة داعية للتفاهم نافية رغبتها في التوسع على حساب الدول العربية المحيطة بها، فلقد تعوّدنا على ألاعيب إيران الكلامية وعلى تلاعبهم وتناقضهم بالتصريحات بل وإنكارها أحياناً والادعاء بأنها لا تمثّل الرأي الرسمي لإيران (تعدد تصريحات ووحدة هدف)، وهل ينطلي علينا ادعاءات إيران الكاذبة فيما يخص مناصرتها للقضية الفلسطينية، بل واختطاف هذه القضية وتوظيفها لتضليل الرأي العام العربي والإسلامي، وآخر هذه الأضاليل والأكاذيب ادعاء سفير الفرس في بيروت بعد محاولة تفجير الملحقية الثقافية الإيرانية والتي هي في الواقع وكر من أوكار الجواسيس الفرس.. أقول إن آخر هذه الأكاذيب هو ادعاء هذا السفير أن محاولة التفجير هذه لن تحرف بوصلة الفرس عن القضية الفلسطينية. كذلك لا بد من التذكير بما يجري في العراق من اختطاف لهذا البلد بكامله ووضعه بأيدي إيران عن طريق عملائها الشيعة، وعلى رأسهم نوري المالكي الذي يشن حرب إبادة وإرهاب ضد سنّة العراق العرب في نفس الوقت الذي يقوم المالكي فيه بدعم حرب الإبادة الحاقدة في سوريا. ألا يكفي تصريح رئيس البرلمان الإيراني برغبة إيران إقامة اتحاد مع العراق كمرحلة أولى يليها اتحاد مع سوريا ولبنان في مرحلة لاحقة لإثبات نوايا إيران الحاقدة في إقامة هلال فارسي شيعي حاقد لإيقاظ العرب من سباتهم العميق والطويل، فمطالبة إيران بهذا الاتحاد المسخ كمثل رغبة كوريا في الاتحاد مع كينيا مثلاً. فأي وحدة واتحاد هذا الذي يروّج له ويتمناه الفرس، وبين العرب والفرس قرون من العداء والحقد الفارسي على كل الجنس العربي بما فيهم الشيعة العرب وعلى دينهم، وذلك بعد انهيار الإمبراطورية الفارسية المجوسية على أيدي العرب المسلمين.. إن الفرس يريدون تحصيل ما عجزوا عن تحصيله بالحرب، مستغلين في ذلك السياسة والدهاء والمكر والغدر والمؤامرات والتخريب واستعمال الطائفيين العملاء من الشيعة العرب لتحقيق ذلك. فمتى تستفيقون وتعون خطورة الأطماع والأحقاد الفارسية التي أماطت اللثام عن وجهها القبيح، خصوصاً بعد تصريح رئيس البرلمان الإيراني الوقح عن الوحدة التي في واقع الأمر استيلاء إيراني على هذه الدول.