أسفرت قرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لنسخة 2015، عن مواجهات من العيار الثقيل، وصدامات بين أصدقاء الأمس، حيث سيقابل البايرن نظيره البرشلوني في مباراة تحمل في طياتها الكثير من الأحداث، بينما سيقابل المرينجي أبناء السيدة العجوز في المباراة الثانية لنصف نهائي دوري الأبطال 2015. ففي المباراة الأولى بين البارسا والبايرن، ستتجه الأنظار إلى مدرب البايرن الأسباني بيب جوارديولا حينما سيعود مرة أخرى إلى ملعب الكامب نو في زيارة ثقيلة لضيف طالما كان سبباً في صناعة التاريخ الحديث لبرشلونة والكرة الإسبانية على وجه العموم، فجوارديولا وبالرغم من تصريحه الأخير والذي كشف عن عدم رغبته في مواجهة البارسا لأسباب عديدة؛ منها قوة الفريق الكتالوني في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى الحنين المنصبّ على ذاكرة البيب الذي ذكر بأن الفوز بالبوندسليجا والكأس المحلية، لن يكون كافياً هذا الموسم في ظل المعطيات والإمكانيات التي يمتلكها الفريق البافاري. وبالرغم من القوة الضاربة للفريق البافاري في ظل تواجد الوحش الألماني مولر والهداف ليفاندوفسكي وعودة كل من لام وتياجو إلكنتارا، إلا أن لعنة الإصابات ما زالت تطارد الفريق الألماني، وآخرها كانت إصابة المدافع باتشوبر الذي سيغيب حتى نهاية الموسم، بالإضافة إلى غياب كل من روبن وبن عطية وريبيري وشتايجر وألابا ومارتينيز، وهي أسماء ستشكل ضربة قوية في ظل المنافس الشرس الذي سيواجهه في قلعة الموت ألا وهو البارسا. أما في المقابل، فسيسعى لويس أنريكي لأن يحقق المعجزة التي طالما حلم بها والمتمثلة في تحقيق الثلاثية، والتي سبق وأن حققها صديقه السابق جوارديولا حينما كان مدرباً للبارسا في العصر الذهبي عام 2009، ويسعى أنريكي لأن يستغل التجانس الذي يمر به لاعبو برشلونة بقيادة ثلاثي المقدمة سواريز ونيمار وليونيل ميسي، كما أن اللاعبين أنفسهم يرغبون في رد الثأر حينما حطم البايرن أسوار الكامب نو في دور نصف النهائي عام 2013، حينما استطاع الفوز عليه بسباعية نظيفة في مجموع مبارتي الذهاب والإياب والتي استطاع من خلالها يوب هاينكس تحقيق اللقب الخامس للبافاري قبل أن يعتزل التدريب بشكل نهائي. أما في المواجهة الأخرى، فسيسعى أحفاد السيدة العجوز وبقيادة الإيطالي ماسيمو إليجري، لأن يعود بالكرة الإيطالية للواجهة مرة أخرى، بعد غيابها عن منصات التتويج لثماني سنوات متتالية، فاليوفي يمر الآن بأفضل فتراته، والتي أعاد للأذهان يوفي التسعينيات بقيادة زيدان ونيدفيد وتريزيجيه وديفيدز وديل بييرو، كما أنه اقترب كثيراً من تحقيق الثنائية المحلية، والتي بدوره اقترب كثيراً من تحقيق الثلاثية، بالرغم من أن النقاد يعتبرون أن النادي الإيطالي الأضعف من بين الأربعة المتواجدين في نصف نهائي عصبة الأبطال. أما الريال، فيبدو أن القرعة ابتسمت له قليلاً ونوعاً ما، فالفريق سيسعى لتحقيق المعجزة بأن يكون أول فريق يحقق اللقب الأوروبي مرتين متتاليتين بعد الميلان في أواخر الثمانيات، كما أن انشيلوتي قرر أن يكون ذكياً هذه المرة، حيث لن يكترث لمصير الفريق في الدوري بعد فقدان الأمل نوعاً ما لصالح الغريم برشلونة، فرئيس النادي فيلنتينو بيريز لا يعشق من البطولات سوى دوري الأبطال، وكذلك الحال لأيقونته الحالية كرستيانو رونالدو، الذي فضّل الصمت حتى نهاية الموسم، والذي بدوره سيسعى لأن يحقق الكرة الذهبية الثالثة له على التوالي والرابعة له متساوياً مع الأرجنتيني ليونيل ميسي. أخيراً... لا أحد يتوقّع تفاصيل وملامح الفريقين المتأهلين لنهائي برلين، لكن المؤشرات تدل على أن المباراة الأولى بين البارسا والبايرن ستُحسم في الإياب، بينما مباراة الريال واليوفي ستتضح ملامح المتأهل من مباراة الذهاب.