أكد مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين أن المملكة حققت في مجال رعاية مرضى الفشل العضوي النهائي وزراعة الأعضاء نجاحات مشهودة وضعتها في مصاف الدول المتقدمة ومنحتها مكانة متميزة متقدمة عالمياً، إذ توجت بالمركز ال 17 عالميا على مستوى زراعة الأعضاء بشكل عام، والرابع عالميا في مجال زراعة الأعضاء من الاحياء. وأشار إلى أن المركز يشهد حالياً مرحلة من التطور الكمي والنوعي في إعداد العمليات وبأنواعها المختلفة، حيث ازدادت عمليات زراعة الكلى من حوالي 150 عملية سنويا في فترة الثمانينيات إلى أن تجاوزت 600 عملية زراعة كلية سنويا داخل المملكة. كذلك الأمر بالنسبة لزراعة الكبد التي تزايدت من 30 إلى 50 عملية سنويا، وإلى أكثر من 150 عملية في السنة، والأمر مشابه بالنسبة لزراعة القلب التي أصبحت تجرى لأكثر من 30 مريضا سنويا. وأشار إلى أن برامج زراعة الأعضاء في المملكة مرت بعدة مراحل حتى وصلت لما وصلت إليه من تطور ونمو، فبتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - سلمه الله ورعاه - تم إنشاء المركز الوطني للكلى، ليكون حجر الأساس لمشروع تنظيم رعاية مرضى الفشل الكلوي وزراعة الكلى في المملكة، بعد أن كان الاعتماد الأساس في ذلك الوقت على إرسال المرضى للخارج لإجراء عمليات الزراعة لمختلف الأعضاء نظرا للأعداد القليلة من الزراعات التي تجرى محليا وعدم كفايتها. وقد ساهم إنشاء المركز الوطني للكلى في تطوير الخدمات المقدمة لمرضى الفشل الكلوي وتوفير كافة أشكال العلاج من خلال إشرافه المباشر على هذه الخدمات والعمل من خلال موقعه في وزارة الصحة على تطوير كثير من برامج مرضى الفشل الكلوي في ذلك الوقت. وقال الدكتور شاهين خلال حفل تكريم الموقعين والموقعات على بطاقات التبرع بالأعضاء الذي نظمته الجمعية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية "إيثار" مساء أمس بقاعة الأندلس بالدمام، قال: " بدأنا - بعد ذلك - حقبة التطور في الإمكانات البشرية وحصول كثير من الأطباء والفنيين والممارسين السعوديين على شهادات عليا في مجال التخصصات الدقيقة لزراعة الأعضاء إلى جانب التطور التقني في مستشفيات المملكة لتصبح جاهزة لاستيعاب أدق العمليات المعقدة لزراعة الأعضاء وبأيدي وطنية. مبيناً أن نتيجة التطور والتوسع في نشاطات زراعة الأعضاء، تم تغيير مسمى المركز الوطني للكلى إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء. من جهته أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية "إيثار" الشيخ عبدالعزيز التركي أن تكريم الموقعين والموقعات على بطاقات التبرع بالأعضاء جزء من رد الدين لهم فهم الذين آثروا على أنفسهم وقدموا الخير بتوقيعهم على بطاقة التبرع في حال الوفاة بعد عمر طويل إن شاء الله. فالتبرع بالأعضاء في الحياة أو بعد الوفاة هو قمة العطاء الإنساني، وهو من البر, وهو كذلك دلالة على روح التكاتف والتعاون الذي عليه مجتمعنا الإسلامي. مبيناً أنه لا يخفى على الجميع مقدار الألم الذي يحمله مريض الفشل العضوي على عاتقه ليل نهار، والأمل الذي يحدوه بحدوث معجزة الشفاء، المعجزة التي سهلها لنا رب العالمين، وأنعم علينا بها في بلدنا الكريم. حيث لا نفتقد في بلدنا للعلم والمعرفة ولا للتقنية اللازمة لزراعة الأعضاء، الأمل الذي يعيد المرضى لطريق الحياة من جديد. فيما أكد الأمين العام لجمعية إيثار الدكتور كامل سلامة خلال كلمته أنه لا يشعر بنعمة الصحة إلا من فقدها، فالإنسان بطبعه يأخذ الكثير من جوانب حياته على نحو المسلمات, نحن كمؤمنين، يجب أن نعي جيداً أن نعمة الصحة هبة من الخالق. مبينا أن الخطوة التالية للمتبرعين هي الالتزام بعهودهم التي قطعوها على أنفسهم، بإبلاغ ذويهم برغبتهم في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، والتأكيد على أنها وصيتهم بكامل رغبتهم بعد عمر طويل، وتشجيعهم على الوفاء بها.