تدرس وزارة الداخلية مع الجهات الحكومية ذات العلاقة إصدار نظام جديد في الإثباتات الشخصية المتعلقة بالأحوال المدنية ورخص السير يتضمّن الإفادة بإمكانية تبرع الشخص بأعضائه في حالة الوفاة من خلال خانة أساسية تشير إلى الموافقة أو الرفض للتبرع بالأعضاء. وأوضح مدير المركز السعودي للتبرع بالأعضاء الدكتور فيصل شاهين أن وزارة الداخلية والأحوال المدنية والشؤون الإسلامية تدرس تطبيق هذا القرار بناء على تعليمات صادرة من مجلس الوزراء بوضع لجنة متخصصة في هذا الشأن مبيناً أن هذا القرار يحتاج إلى وقت طويل حيث لا يمكن تحقيق الفائدة من القرار في حالة عدم موافقة الأهل على عملية تبرع ابنهم المتوفى حتى لو كان موافقاً قبل وفاته وذلك حسب الشرع. وتوقع الدكتور شاهين خلال اللقاء التوعوي لمرضى الفشل العضوي الذي نظمته جمعية «إيثار» الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء امس الأول في الدمام بالتعاون مع مستشفى الملك فهد التخصصي والمركز السعودي لزراعة الأعضاء بحضور 200 من المرضى والمتبرعين من أسرهم ورئيس مجلس إدارة إيثار عبدالعزيز التركي، توقع زراعة ما يقارب 600 كلية لمرضى الفشل الكلوي هذا العام داخل المراكز المتخصصة بالمستشفيات مقارنة بالأعوام الماضية التي لم تتجاوز300 عملية كل عام واصفاً ذلك بالتطور الجيد رغم احتياج المرضى بالمملكة إلى زراعة 1200 كلية سنوياً في الوقت الذي بلغ عدد المرضى المحتاجين لزراعة كبد هذا العام ما يقارب 500 مريض، حيث يتم حالياً زراعة 140 كبداً من متبرعين أحياء ومتوفين دماغياً. وأكد الدكتور شاهين على وجود أكثر من ثلاثة ملايين شخص وقعوا على بطاقات التبرع بأعضائهم بعد الوفاة طوال الفترة الماضية، مشدداً على أهمية الاستفادة من المتوفين دماغياً في غرف العناية المركزة والذين تصل نسبتهم إلى 14 بالمائة من إجمالي المتوفّين في كافة المستشفيات وذلك وفق طرق طبية صحيحة وفي مدة زمنية محددة.وأكد الدكتور شاهين وجود 13 ألف مريض فشل عضوي بالمملكة يقومون باستخدام الترشيح الدموي والبريتوني في مختلف المستشفيات منهم40 بالمائة جاهزون للزراعة في أي وقت مبيناً ان منظمة الصحة العالمية منعت الدول من السماح لمواطنيها بإجراء عمليات زراعية خارجها لتزايد وفيات المرضى الذين يلجأون للزراعة في دول تتاجر بالأعضاء غير الصالحة. وأشار مدير مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور خالد سليم إلى افتتاح 4 عيادات متخصصة خارج المستشفى بالمنطقة الشرقية لرعاية مرضى الكلى والكبد وتتمثل في مستشفى الملك خالد بحفر الباطن ومستشفى الهيئة الملكية والمستشفى العام بالجبيل ومستشفى الملك فهد بالهفوف مبيناً ان هناك استشاريين من المركز يعملون على علاج ومتابعة المرضى. وأوضح رئيس مجلس «إيثار» عبدالعزيز التركي أن الجمعية تعمل على توثيق الشراكة مع مختلف المستشفيات للعمل على زيادة الوعي بين المرضى وأسرهم إضافة إلى التعاون مع مراكز الأحياء والجامعات بهدف إيجاد بيئة مستقبلية إيجابية تساعد على تنشيط التبرع بالأعضاء مشيراً إلى أن أنشطة وأعمال الجمعية سيكون لها تواجدها في كافة مناطق المملكة بمجرد تحقيق الأهداف المرجوّة على مستوى المنطقة الشرقية. وأضاف إن الجمعية ستعمل على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في المرضى والمجتمع والكوادر الطبية موضحاً أن تأسيسها جاء بهدف تقديم المساعدات للمرضى المحتاجين لزراعة بعض الأعضاء الضرورية لاستمرار حياة الإنسان ونشر التوعية بأهمية التبرع بين أفراد المجتمع. وشهد اللقاء التوعوي لمرضى الفشل العضوي صعود الطفلة هيا العتيبي 11 عاماً على منصة الحفل لتشرح للحضور تجربتها ومعاناتها مع المرض قبل أن تتبرع لها والدتها بأحد اعضائها ويجري لها المركز عملية الزراعة مشيرة إلى عودتها مجدداً لحياتها الطبيعية في الوقت الذي وجّهت الشكر لوالدتها، وتضمن اللقاء محاضرتين لعضوي هيئة التدريس بجامعة محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله الفوزان والشيخ طارق الحواس، طالب خلالها الدكتور الفوزان بأن ينتهج المعنيون بالتبرع الى دراسة الثقافة السعودية القبلية التي تعتمد على الدين والفزعة.