أعادت لعبة كرة اليد الأمل من جديد للألعاب المظلومة إعلاميا وجماهيريا من خلال نهائي كأس الأمير سلطان بن فهد الذي أقيم يوم أمس بصالة رعاية الشباب بالدمام بين النور ومضر، فالمتابعة الجماهيرية للقاء وانتفاض الإعلام المقروء للحدث من الممكن أن يؤسس لمرحلة جديدة تواكب عمل اللجنة الأولمبية السعودية التي تسعى جاهدة لاحياء هذه الألعاب من جديد بعد هجرة الجماهير والإعلام للعبة كرة القدم. ما قدمه الفريقان في مواجهة الأمس بحضور الجماهير الغفيرة لوحة إبداعية مبهرة حتى غير المتابع للعبة أنبهر وهو يتابع كل تفاصيلها عبر القناة الرياضية السعودية والتي نجح طاقمها في تقديم نهائي مميز. لقد أثبتت لعبة كرة اليد أنها اللعبة الشعبية الثانية محليا إعلاميا وجماهيريا بدون منازع من خلال ما شاهدناه يوم أمس في صالة الدمام، ومن يقل غير هذا فهو مجحف بحق حيوية كرة اليد التي أبهرت الجميع والتي أضحى جمهورها ينافس لعبة القدم باستثناء جماهيرية الأندية الكبيرة. يحق لاتحاد اللعبة برئاسة الأخ والصديق تركي الخليوي أن يفاخر بهذه اللعبة وفرقها ونجومها وجماهيريتها وإعلامها، فهي اللعبة الوحيدة تقريبا التي تملك جيشا من الإعلاميين يهتمون بها ويرعونها ويساهمون في نجاحها. لقد نجح اتحاد اللعبة في تكوين جسر ثقة واحترام وعمل بينه وبين تفرعات اللعبة من كافة الجوانب، ونتج عنها منافسات محلية عالية الجودة. ليس أمامنا سوى رفع العقال احتراما لكل منسوبي لعبة كرة اليد الذين صمدوا في وجه عاصفة كرة القدم ونجحوا في إبقاء لعبتهم مدوية على كافة الجوانب. لن أزيد على هذا النجاح سوى أن أبارك للجميع سواء الفائز أو الخاسر؛ لأنهم قدموا لنا ملحمة رائعة يتحدث عنها الجميع. كل شيء كان في النهائي مبهرا، ويحسب لاتحاد اللعبة التنظيم ولجماهير الناديين الطرب في المدرجات ولنجوم الفريقين المستوى الفني الراقي. شكرا لأسرة كرة اليد على ما قدمتموه من نجاح في نهائي الكأس. مبروك للنور ولا يمكن أن نقول حظا أوفر لمضر، بل نقول له مبروك المستوى الذي قدمه لاعبوه في المباراة استحق عليه الثناء وان كان خسر نتيجة المباراة فانه بامكانه التعويض في الاستحقاقات القادمة. أخيراً يبقى النور علامة مضيئة في كرة اليد السعودية محلياً وخليجياً وعربياً.