بدأت الحياة تدب من جديد في مدرجات كرة اليد، وهي اللعبة الوحيدة التي صمدت في وجه عاصفة كرة القدم التي (كوشت) على الأخضر واليابس محليا من الجانبين الإعلامي والجماهيري، وحملت هذه اللعبة لواء الصمود والتحدي بالرغم من أن مثيلاتها في الألعاب الجماعية والفردية رفعت الراية البيضاء وأعلنت الاستسلام في وجه عاصفة اللعبة الشعبية الأولى المجنونة كرة القدم. بالأمس القريب، سجلت مواجهة النور والخليج في مسابقة الدوري، حضورا جماهيريا لافتا، وبعثت برسالة هامة مفادها أن لعبة كرة اليد هي اللعبة الشعبية الثانية دون منازع، حتى وإن كانت الأندية المتصارعة على الألقاب ليست من فئة تصنيف الكبار للعبة كرة القدم. واليوم، تتجدد الرسالة بلقائي الدور نصف النهائي لمسابقة الكأس؛ والتي تجمع الخليج بمضر والأهلي بالنور، وهي فرصة لجمهور هذه اللعبة لتأكيد معادلة اللعبة الثانية. لست مجاملا، إذا قلت: إن اتحاد اللعبة بقيادة الصديق تركي الخليوي قد نجح بدرجة امتياز في مسح صورة التحكيم المجامل أحيانا والمتحامل في أحيان أخرى من ثقافة جماهير اللعبة على اختلاف ميولهم، وهذا لا يعني عدم وجود أخطاء تحكيمية، ولكن المتابع للعبة وهمومها يعرف أنها عانت كثيرا من ثقافة المجاملة لطرف ضد آخر والعكس صحيح، ولعل سياسة اتحاد اليد بالقرب من مسئولي الأندية وصناع القرار في اللعبة، ساهم في خلق أجواء إيجابية جعلت الجميع يؤمن بأن الهدف واحد، وهو رفع أسهم اللعبة محليا وخارجيا. والحق يقال: إن قرارات اتحاد اليد الصعبة والحاسمة، جعلت كل منسوبي اللعبة يدركون أن الجميع سواسية، والأمثلة كثيرة، والمقام لا يتسع لذكرها. المناقشات الكثيرة بين الخليوي وجماهير اللعبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هي محطة هامة في تعزيز الثقة، وقد أثمرت طريقة رئيس الاتحاد وتفرغه لاقتراحات الجماهير والرد عليها ومناقشتها، عن خلق أسرة كرة يد واحدة تساهم في خلق بيئة كروية تتسم بالإيجابية. كل ما يهمنا، هو أن يجتهد الجميع لعودة هذه اللعبة لمكانها الطبيعي، وأرى البوادر تصب في تحقيق هذا الهدف المنشود.