شكل قرار الاتحاد السعودي للكرة الطائرة باقامة الادوار النهائية للبطولة في المنطقة الشرقية وتحديدا على صالة رعاية الشباب بالدمام مفاجأة من العيار الثقيل سواء للاندية المشاركة في النهائيات لا سيما الهلال والاهلي او للجماهير العاشقة للعبة في كل من جدةوالرياض. وبدا واضحا ان قرار اتحاد اللعبة يسير نحو الفشل وان الاهتمام الاعلامي هو الآخر لم يكن بالمستوى المأمول على عكس ما كنا نشهده طوال السنوات الماضية حتى نهائي الدوري هذا العام حيث كان صدى المباراة النهائية يسمع قبل ايام من اقامتها وهذا ما اتضح جلياً في نهائي الدوري لهذا الموسم والذي جمع الهلال والاهلي في الرياض. وليس سراً حينما نقول ان كثيرين من اعلاميي المنطقة الشرقية لم يبدوا اهتماماً كبيراً بالحدث - غير المنتظر بالنسبة لهم - ليس نقصا في قدراتهم وهم المعروفون بولعهم بالالعاب المختلفة وانما لانهم لم يتوقعوا للحظة وهو البعيدون كل البعد ومنذ سنوات عن الاهتمام باللعبة ان يقام النهائي في الدمام ، بل والادهى من ذلك ان البعض من الاعلاميين وحتى من الشغوفين بالالعاب المختلفة لم يسمعوا حتى مجرد سماع بالنهائي. خسائر مادية ولعل ما يؤكد الخطأ الذي وقع فيه اتحاد الطائرة هو انه بالاضافة الى المؤشرات الاولية التي تشير الى فشل النهائي لا سيما المباراة النهائية جماهيريا واعلاميا الخسائر المادية التي سيتسبب فيها القرارحيث ان المنطق يقول ان وجود فريقين من مدينة واحدة من بين الاربعة المشاركين «الهلال والخويلدية والاهلي والاتحاد» يرجح اقامة المباراة في جدة لان ذلك سيخفف العبء المادي خاصة ما يتعلق بتذاكر الطيران والاقامة وما شابهها بالاضافة الى امكانية الاستفادة من ريع الاعلانات ، ولهذا فإن جدة هي الاولى بالاستضافة لهذا السبب اولا ، ولان نهائي بطولة الدوري كان في الرياض. ويبدو ان اتحاد الطائرة الذي ظن ان اقامة الادوار النهائية سيوسع مساحة الاهتمام باللعبة ويزيد من شعبيتها خاصة وان المنطقة الشرقية لم تستضف نهائيا منذ سنوات خلت نسى او تناسى انه جرب مثل هذا الامر على مستوى المنتخب الوطني قبل ما يقرب من سبع سنوات حينما استضاف بطولة الخليج للشباب في الدمام وكان الفشل الجماهيري يومها عنوانا للبطولة. معلومة مضللة وإن كان اتحاد اللعبة يظن ان نجاحات بطولات الالعاب المختلفة ككرة اليد والعاب القوى في المنطقة الشرقية هو مؤشر مقنع يستند عليه في خوض التجربة فهو بذلك يخطئ خطأ فادحاً ، وسيكون وزر هذا الخطأ على من نقل مثل هذه المعلومة المضللة ، فنجاحات بطولات كرة اليد جماهيريا سواء المجمعة منها كبطولة النخبة او المباريات النهائية التي يكون الخليج او النور طرفاً فيها فإنما يعود الامر لوجود معظم اندية الدوري الممتاز من المنطقة الشرقية كالخليج والنور والصفا والقادسية والترجي والابتسام ومضر فضلا عن اندية الاحساء ، وكذلك بالنسبة لالعاب القوى حيث ان تواجد الخليج وهو المعروف بدعمه باللاعبين الدوليين بالاضافة الى الصفا والنور والهدى والجبيل من بين اندية الممتاز يزيد من مساحة نجاحات بطولة هذا الاتحاد في المنطقة الشرقية. واذا كان اتحاد الطائرة اراد استحضار تجربة المحيط حينما كانت مبارياته في الثمانينات تحظى بحضور جماهيري فهو بذلك يقفز على الواقع اكثر، فالمحيط كان يومها ظاهرة لن تتكرر ببطولاته فضلا عن ان معظم لاعبيه كانوا نجوماً في المنتخب الوطني كمحمد احمد عبد الرضا والشقيقين حسن وسالم علوي ، اما الخويلدية وهو «المستضيف» للنهائيات فهو ناد لم يسجل اي حضور يذكر حتى الان لا على مستوى البطولات ولا النجوم الدوليين فضلا عن انه يقع في قرية لا يتجاوز عدد سكانها خمسة الاف نسمة ما يعني ان خروج هذه القرية عن بكرة ابيها لا يمكن ان يملأ «الصالة الخضراء» بالدمام وهي التي تتسع لستة آلاف متفرج. ومن هنا فقد كان حرياً باتحاد اللعبة ان يأخذ من اتحاد السلة واتحاد اليد مثالا يحتذى ، فاتحاد السلة لم يبرح جدة وان تخطاها فإلى المدينة حيث جماهيرية اللعبة وشعبيتها , ومثله اتحاد اليد الذي لم يتعد المنطقة الشرقيةوالغربية لذات السبب وحتى تجاربه خارجها كاقامته لبعض النهائيات ولظروف خاصة في الرياض لا تكون بذات النجاح الملموس حينما تكون في المنطقة الشرقية او الغربية. الضربة القاصمة ولا ندري ان كان من زين لاتحاد الطائرة باقامة النهائيات في المنطقة الشرقية قد نسى ان الخويلدية «المستضيف» من قرية «الخويلدية» احدى محافظات القطيف وهو ما كان يستوجب على الاتحاد اقامة النهائيات في صالة مدينة الامير نايف بن عبد العزيز في القطيف لا يأخذها الى صالة رعاية الشباب بالدمام وهي التي تبعد عن كثير من مدن وقرى القطيف ما يزيد عن 50 كلم ، وهو ما يثبط من عزيمة ورغبة من يفكرون في الحضور. اجماع على الفشل وللوقوف على رأي اصحاب الشأن كان لنا ثلاثة لقاءات متنوعة. ففي البدء تحدث خالد العمار مدرب الهلال الذي اكد على ان القرار يعد مفاجأة بحد ذاته وهو ما يدعوه لوضع اكثر من علامة استفهام. ويضيف قائلا: «اتحاد اللعبة اراد استهداف المنطقة الشرقية بحجة انها لم تستضف نهائيات منذ فترة طويلة لكن كان يجب عليه ان يقدم ما يقنع باسباب حقيقة ، خاصة وان النهائي معروف من سيصل له سلفا ، حيث ان كل الترشيحات تصب لمصلحة الهلال والاهلي وهو ما يبعد الخويلدية صاحب الارض والجمهور عن الحدث» ويشدد العمار انه سيهنئ المسؤولين على اللعبة ان هم قدموا ما يقنع لكن حتى الان كل ما قدم لا يقنع ابدا ، خاصة وان نجاحات الاتحاد في نهائياته في الرياض او جدة يدركها الجميع ، ولهذا فأنا اتساءل هل من اوصى بالقرار لجنة متخصصة ام مجرد عضو او اثنين خرجا بهذا القرار ويؤكد العمار بانه لا يحب الانتقاد لمجرد الانتقاد لكن حتى الان استطيع ان اقول ان اتحاد اللعبة حرم جمهور جدة و الرياض من النهائي ، الذي كان سيظهر بكل انواع المتعة من حضور ومؤازة بينما في الشرقية لا اتوقع حضوراً كثيفاً وحتى ان كان هناك حضور فسيكون غير مؤثر لان الفريقين اللذين سيكونا في النهائي خارج دائرة اهتمامهم. النهائي سيفشل ويؤكد اداري الاهلي الكابتن عبده يامي على ما ذهب اليه العمار حيث بدا قائلا: «شخصيا لا اتوقع للنهائيات اي نجاح أبداً». ويضيف: «المسؤولون في الاتحاد ارادوا المجاملة على حساب اللعبة ومصلحتها، فهم يبررون انهم يريدون ان ينصفوا المنطقة الشرقية بحسب قولهم لكن كان يجب ان يعلموا ان الانصاف لا يكون على حساب الجماهير الذواقة والتواقة للعبة ونجومها ، ولهذا فأنا أقول ان الجمهور لن خاصة وان البطولة في الدمام في حين ان المحبين للالعاب المختلفة في سيهاتوالقطيف ولهذا كان يفترض ان تقام على صالة الخليج او صالة مدينة الامير نايف ، وحتى لو نقلت هناك فمع احترامي للخويلدية فهو لا يملك اي شعبية على مستوى اللعبة تبعث الجماهير على الحضور» ويشدد يامي على ان طرفي النهائي معروفان وهما الاهلي والهلال بينما سيأتي الاتحاد ثالثا والخويلدية رابعا ولهذا فان من الظلم ان تفقد جماهير الاهلي حضور النهائي حيث كان يفترض ان يقام نهائي الكأس والنخبة في جدة. ويختتم عبده يامي رايه مؤكدا على عدم نجاح البطولة بقوله: «البطولة لن تنجح.. لن تنجح.. لن تنجح»!!. راي اعلامي وعلى الجانب الاعلامي لا يجد هاني الباشا الصحفي بجريدة الحياة وهو المعروف باهتماماته الكبيرة بالالعاب المختلفة اي غضاضة حينما يكشف عن حقيقة انه لم يعلم باقامة النهائيات في المنطقة الشرقية الا حينما سألناه عن رايه في الفكرة بل لم يكن يعلم ان الطرف الذي سيمثل المنطقة الشرقية هو «الخويلدية» حيث كان يتوقع انه الصفا. ويرجع الباشا السبب في ذلك الى غياب دور اللجنة الاعلامية في اتحاد الطائرة حيث يظن «البعض» منهم ان اخبار الاتحاد حتى الاجتماعات الاعتيادية منها اشبه باسرار خاصة او انفراد شخصي لهم . ويتوقع الباشا فشل النهائيات لعدم وجود اهتمام باللعبة في المنطقة الشرقية لا اعلاميا ولا جماهيريا فضلا عن عدم وجود النادي الجماهيري حيث يقول: «الخويلدية لا يملك شعبية فالنسبة السكانية في قرية الخويلدية قليلة , بالاضافة الى ان اقامة المباريات في صالة الدمام يضيف الى الفشل فشلا اخر , حيث كان يفترض باتحاد اللعبة ان يفكر في صالة القطيف التي تقع وسط تجمعات سكانية مأهولة على عكس صالة الدمام ولهذا فلا اتصور ان ان يغطي الحضور الجماهيري عشرين في المائة من الطاقة الاستيعابية للصالة» ويبدي هاني الباشا اسفه على زملائه الصحفيين في جدةوالرياض مشيرا الى اقامة البطولة في الدمام سيتسبب في احباط لهم وهم الذين ارهقوا انفسهم متابعة للموسم باكمله ليتفاجأوا ان النهائي في الشرقية.