أكد عسكريون وسياسيون ل "اليوم" ان قرار مجلس الأمن والمتمثل في حظر تزويد الحوثيين بالأسلحة وفرض عقوبات على قادتهم ونجل الرئيس المخلوع , يُعد نجاحا كبيرا للدبلوماسية السعودية في كسب جميع الاطراف في التأكيد على شرعية "عاصفة الحزم". مشيرين الى ان القرار يعتبر ضربة موجعة لإيران, اضافة الى انه سيسرع من دحر الحوثيين واتباعهم وعودة السلام والأمن والاستقرار لليمن. وقال الخبير الاستراتيجي والعسكري الدكتور علي التواتي: إن القرار يعتبر فتحا دبلوماسيا كبيرا بالنسبة لدول التحالف العربي واعترافا بمشروعية تحركها وتأكيد الاعتراف بشرعية الرئيس هادي وحقه في طلب المساعدة من الدول العربية المجاورة وفي مقدمتها المملكة. مشيراً الى ان القرار حدد - بما لا يدع مجالاً للشك - الاطراف الباغية وأنذرها لمدة عشرة أيام لتسليم الاسلحة. لافتاً الى انه قد تحدث تطورات بتدخل دولي أوسع , خاصة ان الولاياتالمتحدةالامريكية قررت من جانب واحد ان تسهم بفعالية في التزويد السريع لدول التحالف بالذخائر والاسلحة وتقديم الدعم الجوي بالأمداد بالوقود جواً للطائرات المقاتلة وبالمشاركة في تحديد الاهداف في المرحلة المقبلة وفي إجراء عمليات الحظر والتفتيش للسفن التي تدخل المياه الاقليمية اليمنية, وهذا ما كان ينقص الحملة في هذا الجانب. تسريع لعودة الشرعية وأضاف "التواتي" ان المرحلة المقبلة ستكون أكثر دقة وأقرب ما تكون الى مسمى عاصفة الحزم وانها مرحلة ستكون أدق حسماً بالنسبة للتدخل الدولي في اليمن. مشيراً الى ان حسابات "البيدر" عند روسيا اختلفت عن حسابات "الحقل" بعد أن تجاوزت عن استخدام الفيتو في القرار , ما أدى الى صدوره بالاجماع ما يعني ان العالم يقف خلف التحرك الاقليمي الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية والامن والاستقرار لليمن واشاعة السلم والامن العالميين في هذا الجزء الهام من العالم الذي هو في أمس الحاجة لمثل هذا التدخل. ولفت "التواتي" الى ان القرار سيسرع عودة اليمن الى وضعها وان القرار أعطى التحالف اليد العليا في الحرب, حيث بدت آثاره واضحة من تقهقر وفوضى بين قوات صالح والحوثي وأسر أعداد منهم والفشل الذريع في الوصول الى الحدود السعودية وانسحاب قوات الحوثيين من الحدود باتجاه صعدة ومساندة قبائل مأرب لطيران التحالف بالاستيلاء على بعض المواقع الهامة. مؤكداً أن كل المؤشرات تدل على ان الغارات الجوية التي بدأت في 26 سبتمبر أتت اُكلها وتحقق نتائج ايجابية. واستطرد "التواتي" انه بدأت التغيرات في القيادة السياسية اليمنية على الارض في المحافظات الجنوبية, ما يعني قرب عودة الحكومة الشرعية الى اليمن وادارة العمليات العسكرية والشأن اليومي للشعب اليمني. انتصار للمجتمع الحر وقال أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات في جامعة الحديدة باليمن، الدكتور نبيل الشرجبي: إن القرار يُعد خطوة جريئة ومتقدمة وانتصارا ل "عاصفة الحزم" والاطراف المشاركة فيها. اضافة الى انه انتصار للمجتمع العالمي الحر الذي يرفض مثل هذه الاساليب العنيفة بشكل واضح, وهو نجاح للدبلوماسية الخليجية بشكل عام والمملكة بشكل خاص. مؤكداً ان الجهد الدبلوماسي الذي بذل في الفترة الاخيرة كان مجهودا كبيرا استطاعت المملكة ان تحول فيه موقف روسيا من موقف المعارض تماما الى موقف الامتناع, ما سهل صدور القرار الذي سيعمل بشكل واضح على عودة الشرعية واخراج المليشيات ومعاقبة المتورطين وتطبيقه فعلياً على أرض الواقع. وأشار "الشرجبي" الى ان الاطراف التي خاضت الحرب من الحوثيين وقوات صالح سيعملون على محاولة الهروب من تنفيذ هذا القرار ما يجعلهم تحت العقوبات وتخلي الجميع عنهم ويذعنون للقرار اجباراً. وفي حال لم يلتزموا بالقرار ستكون هناك حالة انشقاق فيما بينهم لعملية تنفيذ القرار , مؤكداً ان المحصلة النهائية ستكون في صالح اليمينين في انهاء هذا الوضع الذي دمر اليمن. دفعة معنوية قوية من جهته أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، الدكتور أنور عشقى، ان القرار يشير الى الشرعية الدولية لعاصفة الحزم بعد اقراره في مجلس الامن بالأغلبية وامتناع روسيا التي لها حساباتها الخاصة خصوصاً مع ايران. لافتاً الى ان القرار أعطى دفعة معنوية قوية, ما حدا بأمين عام الجامعة العربية عقد اجتماع لرؤساء الاركان لتدارس عملية القيادة المشتركة. مشيراً الى ان القرار وضع ايران في موقف حرج، لأنها أصبحت مغلولة اليد في تقديم أي سلاح، وفي حال اختراقها القرار ستكون هناك عقوبات رادعة. وأشار "عشقي " الى ان القرار يؤكد النجاح الكبير للدبلوماسية الخليجية والمملكة, خصوصاً ان هناك معارك تفاوضية حدثت خلف الكواليس واستطاعت فيها المملكة والدول الخليجية ان تقنع الجميع بموقفها. وايضا اقناع روسيا بان لا تستخدم الفيتو , التي حرصت ألا تخسر العرب في هذا الاجراء كما خسرته في الماضي. من جانبه قال الوزير المفوض في الجمهورية اليمنية والمبعوث الدائم لليمن في الاممالمتحدة سابقاً أحمد عبده ناشر: إن القرار يعتبر نجاحا للدبلوماسية السعودية وهزيمة موجعة لإيران واتباعها, ما سيعطي معنويات قوية للقبائل والشعب اليمني في الداخل لبذل الجهود لمقاومة هذا الشر. مشدداً على ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية ضد ايران حتى تعرف حجمها الحقيقي بعد وقوف العالم أجمع مع الشرعية وقوات التحالف. مطالباً كافة الدول العربية والإسلامية والافريقية بإعادة حساباتها مع علاقاتها مع ايران لتكف يدها عن التدخل في شؤون الآخرين. وقال اللواء الدكتور علي بن سعيد الحارثي: إن القرار جاء مؤيدا لعاصفة الحزم تأييدا كاملاً ولم يعد الغطاء لعاصفة الحزم غطاء اقليمياً، بل أصبح غطاء دوليا شرعيا من خلال مجلس الامن المنوط بحفظ الامن والسلام الدوليين في العالم, ما يعزز ما ذهبت اليه حكومة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ودول الخليج والتحالف العربي. وأضاف "الحارثي" ان قرار مجلس الامن كان قوياً وواضحاً واذا لم يسلم الحوثيون وأعوانهم أسلحتهم خلال عشرة ايام فان مجلس الامن سيكون له رأى آخر. مشيراً الى أن عاصفة الحزم الاداة والقوة التي تقوم بالدور العسكري لوجودها في الساحة العسكرية لتنفيذ كل ما تم في القرار, مشيراً الى ان على الشعب اليمني ان يعرف ان الحوثيين وقوات صالح ايامهم معدودة ولا بد ان يعودوا للشرعية وهي الحقيقة التي يجب ان يعوها، وان الشعب اليمني لن يقبل مجموعة من هؤلاء وبعقائد غير إسلامية يتولون الحكم ويسلمونه لدول أخرى خارجية. ضربة موجعة لايران وأكد "الحارثي" على ان عاصفة الحزم قبل قرار مجلس الامن تعد ضربة موجعة لإيران واتباعهم, لافتاً الى ان إعلامهم الكاذب لم يعد لديه مصداقية طالما ان هناك شرعية دولية على هذ المستوى, وسيظل إعلامهم يروج الكثير من المغالطات والاكاذيب عن عاصفة الحزم التي تضرب بيد من حديد كل العابثين في اليمن من الحوثيين واتباعهم. وكان مجلس الأمن الدولي قد صادق على مشروع قرار ينص على فرض عقوبات على قادة الحوثيين في اليمن، ويدعو إلى وقف أعمال القتال بشكل فوري في البلاد. وينص القرار على حظر تسليح وتجميد أرصدة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ونجله أحمد ومنعهم من السفر. كما يدعو القرار إلى ضمان سلامة المدنيين واتاحة دخول المساعدات الانسانية, فيما امتنعت روسيا - التي تربطها علاقات وثيقة مع ايران التي تدعم الحوثيين - عن التصويت على مشروع القرار.