المؤلم حقا أن تكون شوارعنا عبارة عن مكامن خطورة في كل مكان أينما اتجهنا، نجد قائدا متهورا أو مركبة قد عفى عليها الزمن وتلك المركبة او القنبلة الموقوتة يمكن ان تقف في منتصف الطريق في اي لحظة مسببة لحوادث لا تحمد عقباها، وإن سلمنا من السائق والمركبة، لا نسلم من الطريق الذي قد تغيرت ملامحه من كثرة الحفريات! وتستمر المعاناة، فلو افترضنا أن الطرق رائعة والمركبة اروع والسائق (فلتة زمانه) في الخلق والانضباط، تجد نفسك امام حركة مرورية (ترفع الضغط) نتيجة لوجود تحويلات ومطبات في عقول السائقين أسوأ من تلك التحويلات والمطبات التي قد وضعت في الطريق! يقال، إذا عرفت المشكلة وجذورها، فقد توصلت إلى نصف الحل أو قد قطعت شوطا لا بأس به في طريقك لحلها، فمشكلتنا مع قائد المركبة تحتاج إعادة نظام استخراج الرخصة، وليس عيبا ان يعترف المرور ان هناك خللا في رخص القيادة، كما تفعل الشركات المصنعة للسيارات، عندما تكتشف خللاً ما، تقوم باستدعاء كل سيارة تم تصديرها في ذلك العام لوجود ذلك الخلل وحتى لا تتفاقم الحالة، هنا أقترح أن يقوم المرور بنفس العملية، استدعاء كل حامل رخصة في البلد لكي يمر من خلال اسبوع تدريب مع التركيز على الجانب السلوكي، وحتى يكون الاستدعاء منطقياً، على المرور ان يقوم بواجبه اولا، عن طريق اعادة تأهيل مراكز التدريب على القيادة؛ لأنه بصراحة المراكز الحالية عفى عليها الزمن، ومن حضر الدورات التدريبية في مراكز التعليم على القيادة يجدهم يقومون بالتدريب على قطع غيار لسيارات من عهد الحرب العالمية الثانية! وهنا نجد تناقضا عندما نطالب بعدم استخدام المركبات القديمة ونحن ندرب عليها في مدارس القيادة!! لدينا معضلة أخرى -ويا كثر المعضلات- نحن غالبا ما نربط كل قرار فيه تقدم أو تطور بالعاطفة، مثلا عندما كتبت مقالا اقترح فيه إيجاد مواقف برسوم في الاسواق حتى ينتظم السوق ويجد من يتسوق موقفاً، هناك من قال (هو احنا ناقصين رسوم) نفس الحجة هنا، لو طبق قرار عدم السماح باستخدام السيارات القديمة رغم أسبابه المنطقية والتي منها الآثار البيئية وما تخلفه من زيوت ضارة بالبيئة بالاضافة الى ما ينبعث منها من سموم نتيجة لانبعاث العادم، فإننا ننادي بقطع ارزاق عباد الله، وعلى الرغم مما سبق، فهناك تأثير اقتصادي لاستخدام السيارات القديمة على الاقتصاد الوطني على ميزانية الفرد نتيجة لتكرار اعطالها وما تسببه من خطورة على السلامة المرورية. المضحك المبكي ان تشاهد بعض المؤسسات والشركات تحمل اسماء رنانة وطويلة، اطول من اسم ليبيا العظمى ايام الزعيم الراحل القذافي، الاسم (يجنن) والباص (يحزن) ما زالت تنقل موظفيها في تلك الباصات، فلا حزام امان، ولا اطارات سليمة وربما حتى قائد الباص يفتقر لسلوك قائد المركبة الوقائي، والأسوأ من ذلك من يستخدم شاحنات قديمة او حديثة خاصة بنقل البضائع في نقل موظفيها! وهذه مخالفة صريحة يجرم عليها القانون المروري حسب علمي في كل بلاد العالم، ولا أعلم هل مرورنا غير على وزن (جدة غير!). مستشار تدريب وتطوير