من مجاهل الدوري الأسباني إلى قمة أوروبا، بهذه الجملة يمكن تلخيص مسيرة المهاجم الفرنسي انطوان جريزمان في مدى عام واحد، وذلك عشية مواجهته لريال مدريد، اليوم الثلاثاء، في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول مسيرة المهاجم القصير القامة (176 سنتم و68 كلغ) بهذا الشكل في مطلع عام 2014 عندما كان جريزمان في صفوف ريال سوسييداد المتواضع الذي ترترع في صفوفه. وانضم جريزمان إلى الفريق الباسكي، وهو في الرابعة عشرة من عمره، بعد أن اعتبرت أندية فرنسية كثيرة بأن جسده النحيل سيقف حائلا في احترافه. وبدأ جريزمان يتألق في صفوف سوسييداد، فسجل 7 أهداف في كل من موسمي 2010-2011 و2011-2012، و10 أهداف في موسم 2012-2013، و16 هدفا في موسم 2013-2014. أقنعت موهبته التهديفية نادي اتلتيكو مدريد في دفع مبلغ مقداره 30 مليون يورو للحصول عل خدماته الصيف الماضي، فلم يخيب الآمال الموضوعة عليه، حيث نجح في تسجيل 18 هدفا في الدوري الأسباني، حيث يحتل المركز الثالث في صدارة ترتيب الهدافين بالتساوي مع البرازيلي نيمار ووراء النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي اللذين سجلا 38 و34 هدفا، على التوالي. وسجل جريزمان هدفا في مرمى فريقه السابق ريال سوسييداد، الثلاثاء الماضي، لكنه رفض الاحتفال، وقال: "لن أحتفل إطلاقا بأي هدف في مرمى سوسييداد، سكان هذه المدينة أعطوني الكثير وأنا بلغت هذه المرحلة من مسيرتي بفضلهم". ومن بلاد الباسك إلى البرازيل طار جريزمان بسرعة الصاروخ بعد أن استدعي إلى صفوف المنتخب الفرنسي في مارس الماضي، للمباراة ضد هولندا، قبل أن يستدعيه مدرب الديوك ديدييه ديشان إلى التشكيلة الرسمية المشاركة في مونديال البرازيل 2014. وسجل جريزمان 5 أهداف في 16 مباراة دولية حتى الآن، وفرض نفسه في المنتخب الفرنسي الذي يستعد لخوض غمار كأس أوروبا 2016 على أرضه.