بعد إيقافه لمدة عام على المستوى الدولي، أصبح اللاعب أنطوان جريزمان هو رجل الساعة في المنتخب الفرنسي وهو اللاعب الذي يحتاج الفريق بالفعل إلى جهوده منذ بداية المباراة المرتقبة اليوم الجمعة أمام المنتخب الألماني في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ومر وقت طويل على الفترة التي اشتهر فيها جريزمان بطريقة احتفاله بالأهداف التي يسجلها أكثر من شهرته بعدد هذه الأهداف. وفي إحدى مباريات فريقه ريال سوسييداد الأسباني في 2010 على استاد "أنويتا" معقل الفريق، سجل جريزمان هدفا في مرمى ديبورتيفو لا كورونا ثم وثب إلى سيارة أحد الرعاة التي كانت تقف خلف المرمى وتظاهر بأنه سيقود السيارة للانطلاق بها بعيدا. وكان جريزمان هو القلب النابض لفريق سوسيداد الواعد كما كان أحد أكثر اللاعبين الصاعدين الواعدين للكرة الفرنسية ولكن انطلاقه وفرحة الحياة التي اعتادها كلفته كثيرا على مستوى مستقبله الدولي حيث تعرض للإيقاف لمدة عام بعدما خرق الحظر المفروض وذهب إلى ملهى ليلي خلال الأيام الفاصلة بين مباراتين مهمتين للمنتخب الفرنسي في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية للشباب (تحت 21 عاما). ومع زملائه يان مفيلا وكريس مافينجا ووسام بن يدر وماي نانج، قدم جريزمان مثالا على إمكانية استمرار الأزمة التي عاشها المنتخب الفرنسي الأول في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا عندما دمر عدم التزام الفريق والمشاكل مسيرة الديوك في البطولة. وكان من الممكن أن يصبح هذا الإيقاف نهاية لحلم اللاعب في المشاركة بالمونديال البرازيلي ولكنه قدم في الشهور الماضية أفضل موسم في مسيرته الكروية حتى الآن حيث أصبح تسجيل الأهداف لديه أهم من الاحتفال بها ليشق طريقه بجدارة إلى صفوف المنتخب الفرنسي بقيادة المدرب ديدييه ديشان. وسجل جريزمان 16 هدفا في الدوري الأسباني الموسم الماضي بفارق هدف واحد عن الرصيد الذي سجله الويلزي جاريث بيل مع ريال مدريد منذ أن انضم إليه في بداية الموسم الماضي في صفقة بلغت قيمتها 100 مليون يورو. ونجح خمسة لاعبين فقط بالدوري الأسباني في اجتياز رصيد جريزمان من الأهداف وكان أحدهم هو زميله في المنتخب الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد. أما اللاعبون الأربعة الباقون فهم أليكسيس سانشيز (برشلونة) ودييجو كوستا (أتلتيكو مدريد) وليونيل ميسي (برشلونة) وكريستيانو رونالدو (ريال مدريد). وإلى جانب الأهداف، ساعد جريزمان زميله كارلوس فيلا بالتمريرات الحاسمة في أن يسجل هو الآخر 16 هدفا. وبدأ ديشان يتساءل عما إذا كان جريزمان قادرا على التعاون مع بنزيمة في صفوف المنتخب الفرنسي مثلما كان التكامل بينه وبين فيلا في صفوف ريال سوسييداد. وكان إيقافه سببا في غيابه عن جميع مباريات المنتخب الفرنسي في التصفيات المؤهلة للمونديال البرازيلي ومن بينها مباراتا الملحق الأوروبي الفاصل مع المنتخب الأوكراني. ولكنه نال الفرصة للمشاركة مع الفريق في مواجهة المنتخب الهولندي لتكون المشاركة الأولى له مع المنتخب الفرنسي الأول. وقرر ديشان بالفعل اختياره ضمن قائمة الديوك في المونديال البرازيلي بعدما استبعد فرانك ريبيري من حساباته بسبب الإصابة. بل إن ديشان وضعه ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في المباراة الأولى له بالمونديال البرازيلي والتي تغلب فيها على منتخب هندوراس 3/صفر. كما كان أداء اللاعب بعد نزوله بديلا في مباراة الفريق أمام المنتخب النيجيري بدور الستة عشر للبطولة سببا في أن يفكر ديشان بشكل كبير في الدفع به أساسيا أمام المنتخب الألماني غدا على حساب أوليفيه جيرو. وظهرت الابتسامة على وجه اللاعب بعد الهدف الثاني للفريق في مرمى نيجيريا ولكنه اعترف بأنه لم يلمس الكرة التي حولها جوزيف يوبو قائد المنتخب النيجيري إلى داخل مرمى فريقه عن طرق الخطأ ليفوز الديوك 2/صفر. ورغم هذا، احتفل لاعبو المنتخب الفرنسي بزميلهم الذي وجد مستواه العالي أخيرا من خلال الشهور الماضية ومن خلال المونديال البرازيلي. وقال جريزمان، في تصريحات إلى موقع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بعد الفوز على هندوراس 3/صفر: "كل شيء في كرة القدم يحدث بشكل سريع للغاية. عليك أن تكون مستعدا". وإذا سارت الأمور على نحو جيد بالنسبة للمنتخب الفرنسي غدا وحقق الفوز على نظيره الألماني، سيكون جريزمان بهذا تخلص من دور المنبوذ ليبلغ المربع الذهبي في المونديال البرازيلي في غضون عام واحد فقط.