جاءت القمة العربية 26 في وقت نحن بحاجة لها على المستويين الإسلامي والعربي وأيضاً الخليجي في ظل الظروف الراهنة والأزمات العاصفة بالمنطقتين العربية والإسلامية. وقد جادت القمة بثمارها - ولله الحمد والمنة - بشكل أكبر مما كنا نتوقع, قمة تستحق الإشادة والتبجيل من كل محبي اجتماع الأخوة والرفعة والعزة للدين والهوية تجاه قادة الدول العربية وبوجه الخصوص للأرض المصرية والشعب المصري والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حفظه الله. كل العيون تترقب الشاشات وكل الآذان صاغية للبيان الختامي للقمة, لقد انشرحت الصدور ودخلت الأفراح بالبيان الذي أثلج الصدور وزادت اللحمة والتأمت الجراح وزالت الخلافات وتلاشت الاختلافات بتوحد الكلمة لأنها وصلت "العظم" ولابد لكل شيء عابر بين الأخوة من خلاف أن يزول ويذوب عندما تحل المصائب والفتن بأحد الأخوة. الجسد واحد وإذا وصل جزء من الجسد مرض تألم الجسد كله, ولن ننتظر قول القائل: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" فلذلك تأتي مقولة "الأرض بتتكلم عربي". نعم تتكلم عندما ينهض أبناء الأرض لنصرة الأرض واخوة الأرض والدين, البيان الختامي الذي جاء بصيغته الموجزة والمحددة "الاتفاق على تشكيل قوة عربية مشتركة وتأييد استمرار عاصفة الحزم حتى إنهاء الحوثيين" كلمة واضحة ومفهومة لكل طرف يراقب عن كثب ويترقب نتائج القمة من الأعداء ومن مؤيديهم ومن المحايدين. وزادت نشوة الانتصار فينا عندما علّق وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - حفظه الله - على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي وجهها للقمة العربية, كان رد الفيصل ضربة قاصمة لبوتين حين قال : "روسيا تتحدث عن مآسي الشرق الأوسط وكأن لا علاقة لها وهي جزء من الأزمة السورية وهي من تدعم النظام السوري الذي يقتل شعبه بالأسلحة الفتاكة مع أن النظام السوري قد فقد شرعيته". وكما قال أمين عام الجامعة العربية السيد نبيل العربي : "عاصفة الحزم رد فعلي جماعي لحماية الشرعية في اليمن" , اليوم نعيش فرحتين فرح الانتصار وتحقيق الأهداف بعاصفة الحزم التي جاءت بفعل المخلصين من رجال الوطن والدين، والفرحة الأخرى نجاح اجتماع القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ بأرض الكنانة "مصر العروبة" التي أعادت للجسد العربي روحه الطيبة التي كاد يفقدها يوماً ما. حفظ الله حكومتنا وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحفظ الله بلادنا وشعبها والشعوب العربية والإسلامية من كل شر ومن كل سوء.