بدأ الجيش الإسرائيلي أمس أكبر مناورات في تاريخه تستمر لخمسة أيام تحاكي سلسلة سيناريوهات تشكل تهديدا لأمن إسرائيل وفي مقدمتها التدرب على التعامل مع احتمال تعرض إسرائيل لإطلاق المئات من الصواريخ والقذائف الصاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة في آن واحد، فيما صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد المبعوث الأمريكي جورج ميتشل واصفا المفاوضات غير المباشرة التي يرعاها بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها لم تبدأ بعد. وكشف النقاب أن إسرائيل نقلت رسائل تهدئة إلى دول المنطقة وبموجبها فإن مناورة قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي التي ستجرى هذا الأسبوع هي مناورة دفاعية وليست هجومية، وإن إسرائيل لا تعتزم استغلالها للقيام بهجوم مفاجئ. وأطلق على المناورات اسم (نقطة تحول 4)، وفي إطاره ستطلق صفارات الإنذار في إسرائيل الساعة 11.00 من صباح الأربعاء المقبل حيث سيُطلب من الإسرائيليين دخول المناطق المحمية، وتشارك في المناورات قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي وأجهزة الطوارئ والإنقاذ والدوائر الحكومية المختلفة وجهاز التعليم والسلطات المحلية. وذكرت مصادر إسرائيلية أن المناورات" تثير توترا شديدا في المنطقة". وقالت" وصلت توجهات من جهات عربية سألت إسرائيل صراحة ما إذا كانت الشائعات صحيحة بأن إسرائيل ستستغل المناورة للانطلاق في هجوم ضد حزب الله في جنوب لبنان أو ضد سوريا". وأضافت" هناك الكثير من الشك في المنطقة، وكل شيء يعتبر لدى العرب مؤشرا على الهجوم. وعليه فكان مهما أن نهدئ من روع الجميع بسرعة. ليس لنا مصلحة في أن نخلق هنا فزعا زائدا". وكشفت أن رسالة التهدئة التي أساسها وجهة إسرائيل ليست نحو الحرب، نقلتها إسرائيل عبر قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي إلى الملاحق العسكرية الأجنبية في المنطقة، وكذا في قنوات أمنية إلى سلطات مصر والأردن، وطلبت إسرائيل بأن تنقل الرسائل بأن المناورة ليست لها أي نوايا هجومية، إلى سوريا ولبنان أيضا. كما قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء كل السفراء الأجانب لاستعراض يوم غد، قبل يوم من ذروة المناورة. وسيتم الاستعراض من قبل نائب وزير الدفاع متان فلنائي ومدير عام الوزارة يوسي غال. وتأتي المناورات في ظل تصعيد إسرائيلي ضد ميتشل، حيث قال نتنياهو خلال اجتماع وزراء حزب الليكود صباح أمس إن ميتشل "لم يبدأ بعد بالوساطة بين الجانبين".