في بداية العام المنصرم 1435ه، رأيت أن أكتب في موضوعات العلاقات الزوجية، والأسرية، وقد كانت لي تجربة قبل نحو عشر سنوات في تأليف كتاب «الزوجان في خيمة السعادة»، لكنني بعدها عجزت عن الكتابة، كوني أتمتع بفوضى مميزة في إدارة وقتي. وجاء في بالي أن أبحث عن صحيفة أكتب فيها بشكل أسبوعي، بحيث تكون دافعا لي على الالتزام بالكتابة، فسألت صديقي الأستاذ صالح بن عبدالعزيز التويجري: هل لك علاقة بأحد المسؤولين في الصحف، وأبديت له رغبتي في الكتابة، فتكرّم بالتنسيق مع أخي د. محمد البيشي، مشرف ملحق آفاق الشريعة بصحيفة اليوم، والذي تواصل معي واتفقنا على الكتابة، وأفادني أنهم يستكتبون الشخص شهرين ثم يتوقف فترة، ثم يستأنف، وفعلا بدأت بالكتابة الأسبوعية، ولم يطلبوا مني التوقف بعد شهرين، وتوقفت رغبة مني في شهر رمضان حتى منتصف شوال، واعتذرت بعض الأسابيع لظروف أو تسويفا. وكانت الزاوية تحمل اسم (نبض الأسرة) وهو ما اقترحه الصديق الأديب د. محمد الفهد. وأتم مقال الأسبوع الفائت الخمسين، في هذه السلسلة، فأردت في هذا المقال الالتفات لهذه الفكرة وهذه التجربة، من باب «وأما بنعمة ربك فحدث»، فله الحمد على ما يسر، ولا أنسى تحمل إخوتي في الصحيفة لتأخري في تسليم المقال، كما أشكر أساتذتي وأصدقائي الذين ساهموا مشكورين في إيصال رسالتي من خلال نشر هذه المقالات، وشكرا لأخي الأستاذ محمد العوشن الذي قام بتأسيس مدونة خاصة تجمع هذه المقالات، ليسهّل على من أراد الرجوع إليها، والشكر موصول لكل من أثقلت عليه بعرض مقالٍ قبل نشره لإبداء رأي، أو تصويبٍ، أو إضافة، وجزيل الشكر لكل من أحسن الظن واستقطع شيئا من وقته لقراءة مقال من مقالاتي، أو راسلني عبر البريد الإلكتروني، مقترِحا أو ملاحِظا، أنا ممتن لهؤلاء جميعاً، فجزاهم الله عني خيراً، فهم بعد توفيق الله محفزي على هذا الإنجاز. ولعل من الدوافع لكتابة هذا المقال رجائي أن يكون محفّزا لعدد من الإخوة والأخوات في ذات المجال، والذين لديهم تجربة وخبرة كبيرة، وعريقة، وقد استهلكت الاتصالات والاستشارات الفردية وقتهم، أن يستقطعوا جزءا من هذا الوقت لكتابة مقال أسبوعي يترجم شيئا من خبرتهم، ويكون ذَا نفع متعدّ، ويبقى علما نافعا لا ينقطع بموتهم، فثمة قراء ينتظرونهم، وسيلمسون أثر ذلك بإذن الله، فالبناء أكثر جدوى من الترميم، مع أهمية الثاني. هذا جهد مقلّ يروم نفع إخوانه، وأخواته، ولا يستغني عن نصيحة ناصح، أو توجيه مرشد.