مرت المنطقة العربية خلال العقد الماضي بحدثين مهمين ساهما مساهمة غير مباشرة في التمدد الإيراني في المنطقة، وأحدثا هزات غير مسبوقة في النظام العربي الرسمي: الحدث الأول: ضربات 11 سبتمبر 2001م وما تلاها من أحداث كالغزو الأمريكي للعراق في 2003م، وما نتج عن هذه الأحداث من تحول للسياسة الغربية تجاه العالم الإسلامي ليس على الصعيد السياسي والعسكري فحسب، بل تجاوزه إلى الموقف الفكري والثقافي والذي تجلى في دعم الأيدلوجيات الأقلوية في المنطقة العربية على حساب الهوية الثقافية للأغلبية. الحدث الثاني: اندلاع الثورات العربية في أواخر عام 2011م وما نتج عنه من فراغات سياسية وأمنية نجح من خلالها أصحاب المشاريع المتاخمة للمنطقة العربية في النفاذ من خلالها كأصحاب المشروع الإيراني والصهيوني. هذان العاملان مكنّا إيران في ظل انشغال العرب بهما من اختراق المنطقة العربية عبر ميلشياتها وتنظيماتها التي زرعتها منذ زمن غير قصير، وكانت الحركة الحوثية في اليمن إحدى تلك الجماعات التي جندتها إيران لاختراق خاصرة الجزيرة العربية وتهديد الأمن الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية، وقد عمل مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية على حل المشكلة اليمنية عبر الحلول السلمية، إلا أن الحوثيين وحلفاءهم لم يرضخوا لذلك وغرتهم قوتهم فاستولوا على السلطة بانقلاب على الشرعية، فجاءت «عاصفة الحزم» التي شنها التحالف العربي العشري بقيادة المملكة العربية السعودية على خلاف ما توهمه الحوثي وداعموه في طهران، جاءت عاصفة الحزم لتعيد الأمر لنصابه ولم تأت لاستئصال الحوثي أو أي مكون يمني أيا كانت هويته أو طائفته، وإنما جاءت لتقليم مخالب الحوثي الذي ظن في فترة من الزمن أنه سيتمكن من الانقضاض على اليمن والانقلاب على السلطة وإعادة تجربة حزب الله في لبنان وتهميش أغلبية مكونات الشعب اليمني. الأمر المشاهد بجلاء هو ذلك الطوفان الشعبي الجارف المؤيد لعاصفة الحزم الذي لم يقتصر على الخليج بل تجاوزه إلى عامة البلدان العربية والإسلامية بشكل غير معهود منذ فترة، دعواتنا بأن ينصر الله جيشنا في عاصفة الحزم وأن يحفظ بلادنا واخواننا من أهل اليمن من كل شر وسوء.