تشهد المنطقة الشرقية حالياً تقلُّبات جوية سيئة تسببت في انعدام الرؤية، فيما استنفرت الجهات المعنية وهي: الجهات الأمنية والصحية للعمل على هذه الأجواء؛ حيث تم انتشار الدوريات الميدانية في الشوارع الرئيسة، وعند إشارات المرور وقال المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية "فهد الغامدي: ندعو جميع المواطنين والمقيمين ومن يعانون أمراضا تنفسية؛ لعدم مغادرة منازلهم، وفي حالة أي طارئ الاتصال على "997"؛ لذا نرجو من الجميع البقاء في منازلهم، سائلين المولى - عز وجل - أن يديم عليهم الصحة والعافية". ودعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الناس إلى أخذ الحيطة والحذر، بعد أن أطلق النظام الآلي للإنذار المبكر التابع لها أمس تحذيرًا متقدمًا "باللون البني" عن اجتياح موجة أتربة مثيرة للغبار في عدد من مناطق المملكة الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية تستمر إلى المساء وتتسبب في شبه انعدام الرؤية. وقال الأستاذ المشارك في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن المسند : إن هذه الأتربة نتجت - بقدرة الله تعالى - بسبب منخفض جوي عميق عبر شمال المملكة، مصحوب بجبهة هوائية باردة، ونشطة تكونت منها عاصفة غبارية أطلق عليها لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة "المُظلمة" لأنها حولت النهار إلى ما هو أشد من الليل. وأوضح الدكتور عبدالله المسند أن عاصفة "المُظملة" تميّزت بأن لها أذرعا غبارية كثيفة، واجتاحت مدن الشمال الشرقي للمملكة، وأجزاء من الوسطى، والمنطقة الشرقية، وماضية في سيرها في المساء إلى المنطقة الجنوبية. وأشار إلى أن عاصفة مُظلمة قد تستمر حتى اليوم خاصة في شرق المملكة وجنوبها، داعيًا إلى أخذ الحيطة عند السفر على طريق البر بسبب انعدام الرؤية إلى أقل من مسافة كيلومتر واحد. وأفاد بأن الباحثين في مجال البيئة والمناخ يحرصون على تسمية الظواهر الجويّة بأسماء تتناسب مع طبيعة كل ظاهرة للحاجة العملية والعلمية الماسة. حيث يسهل عليهم معرفة كل ظاهرة بعينها والتفريق بينها وبين الأخرى، والرجوع إليها عند البحث العلمي بسهولة من خلال الاسم، على غرار سنة الدمنة، سنة الغرقة. وبين أن المملكة تعرضن لمثل هذه العاصفة في 17 مارس عام 2012م وسميت "الشبح"، إذ اجتاحت نفس المواقع التي اجتاحتها "المُظلمة" أمس لكنها لم تكن بنفس شدتها. مفيدا بأن لجنة تسمية الحالات المناخية أطلقت منذ انطلاقها عام 2011م ( 13 اسماً ) على حالات مناخية مطريّة وعواصف غبارية أثرت على المملكة. وما بين الأضرار والمنافع، قال الدكتور عبدالله المسند : إن الغبار بوجه عام أضراره أكثر من منافعه ومنها: التلوث البيئي، ورفع درجة الحرارة ليلاً، والتسبب في الأمراض الرئوية كالربو، وجفاف العيون، فضلا عن حمله للبكتريا الضارة، والفيروسات، والجراثيم الفطرية. وتكمن منافع الغبار في تخفيف أشعة الشمس، وانخفاض درجة الحرارة نهاراً، وتخصيب الغابات المطيرة، ونقل عنصري الحديد والفسفور المخصبة لسطح المحيطات بتعزيز نمو العوالق النباتية البحرية (البلانكتون)، فتكون مرتعاً خصباً للأسماك. وطبيًا، دعا استشاري أمراض صدرية الأطفال ورئيس برنامج الربو في مدينة الملك فهد الطبية عبدالله بن سعيد الشمراني، الأهالي إلى العناية بشكل كبير بأطفالهم المصابين بمرض الربو بسبب موجة الغبار الحالية، مبينًا نسبة الأطفال المصابين بالربو في المملكة يبلغ 23 % . وتتوقف الدراسة اليوم في عدد من المناطق، وفي المنطقة الشرقية صرح المتحدث الإعلامي لتعليم الشرقية سعيد الباحص بقرار إدارة تعليم المنطقة الشرقية بتعليق الدراسة اليوم في كافة مدارس التعليم العام للبنين والبنات. وكذلك الأحساء وحفر الباطن بسبب موجة الغبار الكثيف التي تجتاح المنطقة حاليا، فيما استنفرت الجهات المعنية، وهي: الجهات الأمنية والصحية؛ للعمل على هذه الأجواء؛ حيث تم انتشار الدوريات الميدانية في الشوارع الرئيسة، وعند إشارات المرور، فيما استعدت الطوارئ في كافة مستشفيات المنطقة لاستقبال المراجعين، خاصة مرضى الربو، والقيام بعمل اللازم. ودعت الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية، مستخدمي الطرق؛ إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة؛ بسبب تدني الرؤية نتيجة موجة الغبار التي تشهدها المنطقة.