اندلعت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر حدودي استراتيجي مع الاردن في محافظة درعا، فيما قالت روسيا: إنها تزود نظام الأسد بنحو 80% من سلاحه، الذي يستخدمه في قمع السوريين منذ خمسة أعوام، وإضافت إن ذلك لا يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، بحسب المتحدث باسم الكرملين. ونفى ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، وجود حظر على التعاون العسكري بين روسيا ونظام الأسد، وأكد مواصلة روسيا توريد الأسلحةِ والمعداتِ العسكرية إلى دمشق. وكان وزيرُ الخارجية لافروف أعلنَ حديثًا ًأن موسكو لا تخفي تعاونها العسكري مع سوريا، وتنفيذَها للعقودِ الموقعةِ بينهما. وتنفي الخارجية الروسية إمكانية استخدام هذه الأسلحةِ في الصراعاتِ الجاريةِ داخلَ البلاد، وتعتبرُ أنَّ توريدَها لا يشكلُ انتهاكًا للمعاهداتِ الدولية أو إخلالًا بمَيزان القوى. وقال سرغي لافروف -وزير الخارجية الروسي-: «الإعلام الغربي يحاول افتعال أزمة، وروسيا لم تخرق أي اتفاقات دولية حول توريد الأسلحة إلى سوريا. روسيا لا تخطط لتوقيع عقود جديدة. وإنما تفي بالتزاماتها وفق عقود موقعة في السابق لتوريد تقنيات أنظمة الدبلوماسية الروسية أعلنت مرارًا أنَّ موسكو لا تنوي توقيعَ عقودٍ جديدة مع نظام الأسد، وهي طالبت على مدارِ العامين الماضيين بعدم رفع الحظر عن توريدِ الأسلحة إلى سوريا وعدم تزويدِ المعارضةِ بالعتاد». لكن تصريحات الأسد شككت في مصداقيةِ الموقفِ الروسي، إذ أنه أكدَ لوسائل إعلام روسية أن موسكو تمد نظامه بالسلاح بموجب عقود وقعت بعد ما سماهُ الأسد بالأزمة. وتحرِصُ موسكو على نفي الاتهاماتِ الموجهة لها بأنها لا تزالُ تزوّدُ نظامَ الأسد بأسلحةٍ تستخدمُ خلال الحربِ الأهلية، في الوقتِ الذي تسعي فيه إلى بسط نفوذِها على منابع الطاقةِ في سوريا والدول المجاورة للحفاظِ على موقعِها كمصدر عالميّ للغازِ إلى أوروبا الغربية. ميدانيًا، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح امس بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر حدودي استراتيجي مع الاردن في محافظة درعا (جنوب)، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. ويعد معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الاردن بعد سيطرة جبهة النصرة وكتائب اسلامية اخرى على معبر الجمرك القديم في اكتوبر 2013. وقال المرصد: «تدور منذ صباح الاربعاء اشتباكات عنيفة بين الفصائل الاسلامية المقاتلة من طرف وقوات النظام من طرف آخر في محيط معبر نصيب الحدودي مع الأردن، عقب تمكن المقاتلين من الهجوم على منطقة المعبر ومحاصرته». وذكر المرصد ان «منطقة نصيب ومحيطها تعرضت امس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي» التابع لقوات النظام. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «الكتائب المقاتلة بدأت هجومها منذ الثلاثاء في محاولة للسيطرة على المعبر» لافتًا الى ان تمكنها من السيطرة عليه ينهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الأردنية. ويسيطر جيش النظام السوري على معبر نصيب المعروف باسم معبر جابر من الجهة الأردنية لكن مقاتلي المعارضة يتواجدون في أجزاء من البلدة والمحيط. وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن باستثناء المعبر. كما تواصلت الاشتباكات أمس بين قوات المعارضة وقوات نظام بشار الأسد في محيط قرية جدية بريف درعا، حيث تعد القرية خط الدفاع الأول عن مدينة الصنمين. وكانت المعارضة أعلنت بعد السيطرة على مدينة بصرى الشام منذ أسبوعين عن معركة جديدة من أجل السيطرة على قرية جدية والتقدم نحو الصنمين. كما اندلعت اشتباكات متقطعة بين المعارضة وقوات الأسد على أطراف بلدة قرفا، وتسببت الأحوال الجوية بتوقف القصف على بلدات درعا من قبل الطيران الحربي. وكان الطيران المروحي ألقى الثلاثاء براميل متفجرة على محيط سجن غرز المركزي وبلدة أم المياذن.