أكد الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن المستشفى سجل حضوره ضمن مراكز الريادة عالمياً في مجال ثلاثة برامج لزراعة الأعضاء لدى الأطفال تمثلت في زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية للأطفال، وزراعة الكلى والكبد للأطفال، بنتائج نجاح تماثل نتائج المراكز المتقدمة عالمياً. لافتاً إلى أن برامج زراعة الأعضاء في المستشفى الرئيس بالرياض وفرعه بجدة تمكنت من إجراء 1008 زراعات أعضاء العام الماضي بمعدل ارتفاع 22% عن العام السابق. وأوضح الدكتور القصبي خلال افتتاحه "المنتدى السعوديِّ السنويِّ لأمراضِ القولونِ والمستقيم" الذي انطلقت فعالياته أمس في فندق الفورسيزون بالرياض أن المستشفى التخصصي يولي اهتماماً كبيراً ببرامج زراعة الأعضاء خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت أعداد الزراعة خلال العام الماضي بمقدار 165% عن العام 2004م. لافتاً إلى أن ذلك يشمل ستة برامج مختلفة، هي: زراعة القلب، وزراعة الكبد، وزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، وزراعة الرئة، وزراعةالعظام، وزراعة الكلى والبنكرياس، وجميعها تجرى للكبار والأطفال. وأضاف الدكتور القصبي في كلمته بافتتاح المؤتمر أن قسمِ جراحةِ القولونِ والمستقيمِ بالمستشفى يحوي وحداتٌ متخصصةٌ لمواصلةِ تطويرِ الخدماتِ المقدمةِ للمُصابينَ بهذهِ الأمراض، منها: شعبةُ سرطانِ الجهازِ الهضمي، وخدماتُ أورامِ القولونِ والمستقيمِ الوراثية، ووحدةٌ خاصةٌ لمعالجةِ القولونِ والمستقيم. مبيناً أن مركزُ الأبحاثِ بالمستشفى قام بإطلاقِ برنامجِ أبحاثِ الجينومِ المتخصصةِ بهدفِ فهمِ السِّمَاتِ الوراثيةِ لسرطانِ القولونِ والمستقيمِ بالمملكة. وبين أنَّ "التخصصي" وبموافقة المقام السامي، يمثل المملكةَ في الاتحادِ الدوليِّ لجينومِ السرطانِ (International Cancer Genome Consortium) منذُ أكثرَ من ثلاثِ سنوات وهو التجمع الذي يهدف إلى فك الشفرات الوراثية المسببة للسرطان. وبين أن نسبة ارتفاع سرطان القولون والمستقيم خلال الفترة من 2001 حتى 2011م - حسب بيانات السجل الوطني السعودي للأورام - قد بلغ 135%. حيث سجلت في العام الأخير 1033 فيما سجلت في العام الأول 438 حالة بيد أنه أشار إلى تطوراتْ طرأت على مُعالجَةُ سرطانِ القولونِ والمستقيمِ جذرياً "حيثُ تتمُّ اليومَ معالجةُ معظمِ الحالاتِ باستخدامِ تقنياتِ جراحةِ المناظيرِ، والجراحةِ الروبوتية، والمنظارِ الداخلي". مبيناً أنَّ نسبةَ بقاءِ مرضى سرطانِ القولونِ أحياءَ بعدَ (5) سنواتٍ من العلاجِ في المستشفى تبلغُ (79%)، وهي نسبةٌ تُضَاهِي نِسَبَ المراكزِ المماثلةِ عالميا. وكشف الدكتور القصبي عن جهود يبذلها المستشفى في مجالِ أبحاثِ الطبِّ الشخصيِّ (Personalized Medicine) وهو الطب الذي سيُحَدِّدُ مستقبلا طريقةَ علاجِ الأمراض. مبيناً أن فريقا من الباحثينَ في الأمراضِ الوراثية بالمستشفى؛ من علماءَ وأطباءَ وفنيينَ، تمكن من تقديمِ خدمةٍ فريدةٍ من نوعِها؛ وهي منعُ تَوْرِيثِ بعضِ هذهِ الأمراضِ من الآباءِ والأمهاتِ للأولادِ، باستخدامِ تقنيةِ التشخيصِ الجينيِّ للأمراضِ الوراثيةِ في الجنينِ قبلَ الانغراس التي تعرف علميا (Pre-Gestational Diagnosis "PGD") بعدَ أن تم تحديدِ الجينِ المتسبِّبِ في (350) مرضاً وراثياً. مؤكداً أنه - وبفضلٍ من اللهِ - تم إنجابُ (237) طفلاً سليماً بواسطةِ هذه التقنيةِ لعائلاتٍ مُصابةٍ بأمراضٍ وراثية، موضحاً أن المستشفى التخصصي يُعد أحدُ المراكزِ الطبية الرائدةِ عالمياً في هذهِ التقنية. مشيراً إلى أنَّهُ تم استخدامُ ذاتِ التقنيةِ في الوقايةِ من أمراضِ سرطانِ القولونِ الوراثية؛ حيثُ تمَّت ولادةُ طفلٍ سليمٍ من مرضِ السليلاتِ العائليِّ (Familial Polyposis) لإحدى هذهِ العوائل.