أكد المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن نسبة ارتفاع سرطان القولون والمستقيم خلال الفترة من 2001 وحتى 2011، بحسب بيانات السجل الوطني السعودي للأورام بلغت 135%، إذ سجلت في العام الأخير 1033 حالة فيما سجلت في العام الأول 438 حالة. جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى السعودي السنوي لأمراض القولون والمستقيم في الرياض أمس، إذ أكد القصبي في كلمته أن المبشر في هذا الإطار هو التطورات التي طرأت على معالجة سرطان القولون والمستقيم جذريا، "إذ تتم اليوم معالجة معظم الحالات باستخدام تقنيات عدة منها جراحة المناظير، والجراحة الروبوتية، والمنظار الداخلي، مبينا أن نسبة بقاء مرضى سرطان القولون أحياء بعد خمس سنوات من العلاج في المستشفى تبلغ 79%. وأضاف القصبي أن قسم جراحة القولون والمستقيم بالمستشفى يحوي وحدات متخصصة لمواصلة تطوير الخدمات المقدمة للمصابين بهذه الأمراض، منها: شعبة سرطان الجهاز الهضمي، وخدمات أورام القولون والمستقيم الوراثية، ووحدة خاصة لمعالجة القولون والمستقيم، مبينا أن مركز الأبحاث بالمستشفى أطلق برنامج أبحاث الجينوم المتخصصة بهدف فهم السمات الوراثية لسرطان القولون والمستقيم بالمملكة. وبين أن "التخصصي" وبموافقة المقام السامي يمثل المملكة في الاتحاد الدولي لجينوم السرطان منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو التجمع الذي يهدف إلى فك الشفرات الوراثية المسببة للسرطان. وكشف القصبي عن جهود يبذلها المستشفى في مجال أبحاث الطب الشخصي، وهو الطب الذي سيحدد مستقبل وطريقة علاج الأمراض، مبينا أن فريقا من الباحثين في الأمراض الوراثية بالمستشفى، من علماء وأطباء وفنيين، تمكن من تقديم خدمة فريدة من نوعها، وهي منع توريث بعض هذه الأمراض من الآباء والأمهات للأولاد، باستخدام تقنية التشخيص الجيني للأمراض الوراثية في الجنين قبل الانغراس التي تعرف علميا (Pre-Gestational Diagnosis "PGD")، وذلك بعد أن تم تحديد الجين المتسبب في 350 مرضا وراثيا. وفي هذا الإطار أكد أنه تم إنجاب نحو 237 طفلا سليما بواسطة هذه التقنية لعائلات مصابة بأمراض وراثية، موضحا أن المستشفى التخصصي يعد الآن من أحد المراكز الطبية الرائدة عالميا في هذه التقنية، وأنه جرى استخدام التقنية ذاتها في الوقاية من أمراض سرطان القولون الوراثية، إذ تمت ولادة طفل سليم من مرض السليلات العائلي لإحدى هذه العائلات. من جانب آخر، أكد القصبي أن المستشفى سجل حضوره ضمن مراكز الريادة عالميا في مجال ثلاثة برامج لزراعة الأعضاء لدى الأطفال، تمثلت في زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية للأطفال، وزراعة الكبد للأطفال، وزراعة الكلى للأطفال بنتائج نجاح تماثل نتائج المراكز المتقدمة عالميا، لافتا إلى ارتفاع معدل الزراعة خلال العام الماضي بنسبة 165% عن عام 2004. وأوضح القصبي أن برامج زراعة الأعضاء في المستشفى الرئيس بالرياض وفرعه بجدة تمكنت من إجراء 1008 زراعات أعضاء العام الماضي بمعدل ارتفاع 22% عن العام السابق. وأضاف أن المستشفى التخصصي يولي اهتماما ببرامج زراعة الأعضاء خلال السنوات الماضية، وتشمل ستة برامج مختلفة هي زراعة القلب، وزراعة الكبد، وزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، وزراعة الرئة، وزراعة العظام، وزراعة الكلى والبنكرياس، وجميعها تجرى للكبار والأطفال.