شاب متهور يقوم بحركات قاتلة يصوب سيارته إلى مجموعة من الجماهير التي اصطفت يميناً وشمالاً في الطرقات وعند المباريات وعند المدارس والساحات. يشجعون ويضحكون ولكن سرعان ما يندمون ويبكون، ويلقب المفحطون أنفسهم أو يلقبهم غيرهم بألقاب غريبة، وهذه الألقاب تكون وسيلة لشهرتهم بين الشباب في الأحياء، وصعوبة معرفتهم من رجال الأمن أو من أقاربهم، واشتهر المفحطون.. حتى بلغ الحال ببعض شبابنا أن يدفعوا لهم المبالغ الطائلة. وللتفحيط آثار وأضرار خطيرة على الشاب والأسرة والمجتمع، أول هذه الأضرار: قتل النفس.. الموت وكفى به ضرراً، التعدي على الآخرين بإتلاف أرواحهم وتحطيم أبدانهم وترويعهم في طرقاتهم، الخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث الناتجة عن التفحيط، التفحيط مفتاح لجرائم متعددة من سرقات وأخلاقيات ومسكرات ومخدرات، معاناة أسرة المفحط، ما يعيشه المفحط من قلق واضطراب، تعطيل الحركة المرورية ووجود الازدحام واختناق السير في شوارعنا، ما يسببه التفحيط من تجمعات الشباب التي تكون سبباً في الفوضى، والتعدي على الناس والممتلكات، وانتهاك الأنظمة. هذه الظاهرة التي أقلقت المسؤولين والمربين والأسر جديرة بالاهتمام وتضافر الجهود من المجتمع بأكمله للقضاء عليها. ولعلي أذكر ببعض الأمور التي يمكن القيام بها لعلاج هذه الظاهرة أولاً: لا بد من رفع الوعي بين الشباب والتذكير بأضرار هذه الظاهرة. ثانياً: التفحيط ظاهرة جماهيرية في الغالب، فالشباب المتجمهرون المتفرجون عليهم جزء من المسؤولية والإثم فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط. ثالثاً: على الآباء دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة بحسن تربية ومراقبة سلوك أبنائهم وعدمِ تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة، فإن كثيراً من الآباء يشتري الموت لأبنائه وهو لا يشعر. رابعاً: على الجهات الأمنية دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة، فوصيتي إليهم ببذل المزيد من الجهود المباركة وتكثيف التواجد في الساحات والاجتماعات وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات. خامساً: نناشد القائمين على الإعلام أن يتقوا الله في أبنائنا، وأن يقوهم شر هذه الأفلام التي تعلم العنف والإجرام. سادساً : لمدارسنا دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة برفع الوعي بين أبنائنا، ومتابعة وتقويم السلوكيات التي تصدر ممن يقومون بهذه الظاهرة. فهد عبدالله الغامدي - الجبيل