بدأ الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين الاحد مشاوراته مع ممثلي الاحزاب لاختيار النائب الذي يحظى بفرص اكبر لتشكيل الحكومة المقبلة، بدءًا بالمرجح الابرز رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو. واستقبل الرئيس صباح الاحد ممثلي حزب الليكود بزعامة نتنياهو والذي حصل على 30 مقعدًا نيابيًا من اصل مقاعد الكنيست ال120 اثناء الانتخابات التشريعية التي جرت في 17 مارس. كما سيجري ريفلين مشاورات مع ممثلي الاتحاد الصهيوني (24 نائبًا) بزعامة العمالي اسحق هرتزوغ الذي اعلن نيته قيادة المعارضة، وكذلك ممثلو القائمة العربية التي احتلت المرتبة الثالثة بحصولها على 13 مقعدًا نيابيًا، كما اوضح المتحدث باسم الرئيس جايسون بيرلمان لوكالة فرانس برس. وسيستقبل الرئيس الاسرائيلي الاحزاب الاخرى اليوم الاثنين. وقرر الرئيس بدء مشاوراته قبل اعلان النتائج النهائية والرسمية من قبل اللجنة الانتخابية الاربعاء. وينص القانون الاسرائيلي على اعطاء مهلة سبعة ايام للرئيس ليختار بعد اجراء مشاورات النائب الذي يعتبره في موقع افضل لتشكيل ائتلاف حكومي. لكن بحسب المتحدث فإن الرئيس ريفلين فضل تسريع العملية ببدء مشاوراته اعتبارًا من الاحد وليس الاربعاء.. "لكن لا يمكنه اختيار مرشح لتشكيل الحكومة قبل الاربعاء" كما اوضح المتحدث. وبرأي معظم المعلقين لا يوجد ادنى شك في ان الرئيس سيختار بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة. ويتوقع ان يحظى بدعم خمسة احزاب اخرى غير الليكود، بينها الحزبان القوميان، البيت اليهودي واسرائيل بيتنا، والحزبان المتشددان شاس واللائحة الموحدة للتوراة وحزب اليمين الوسط كلنا. وجميع هذه الاحزاب تحظى مجتمعة ب67 مقعدًا نيابيًا من اصل 120. مهمة معقدة وفي سياق متصل، كشفت القناة الثانية ان مفاوضات تشكيل الحكومة أصبحت صعبة وأن مهمة نتنياهو ستكون معقدة في ظل الخلافات مع زعماء الأحزاب المختلفة، خصوصًا حزب (البيت اليهودي) الذي يتزعمه نفتالي بينيت وحزب (إسرائيل بيتنا) الذي يتزعمه أفغيدور ليبرمان. وحسب المصادر المقربة من نتنياهو، فإن خلافات بدأت تطفو على السطح حول توزيع الحقائب الوزارية، لا سيما حقيبتي الخارجية والدفاع، حيث يتمسك كل من بينيت وليبرمان بشغل حقيبة الدفاع، مشيرةً إلى أن الأخير (ليبرمان) يبدي اصرارًا على تولي حقيبة وزارية هامة وأن هذا الإصرار على تولي حقيبة الدفاع يهدف على ما يبدو الى تحقيق هدف آخر وهو انتزاع حقيبة الخارجية. واكدت القناة ان بينيت أبلغ نتنياهو بأنه في حال حصل ليبرمان على وزارة الدفاع فسيرفض المشاركة في الائتلاف الحكومي وسينضم للمعارضة، مشيرةً إلى أن كبار قادة حزب الليكود خاصةً يوفال شتاينتز وجلعاد اردان يطمحان ويسعيان الى تولي حقيبة الخارجية. واكد محللون ان مهمة نتنياهو ستكون صعبة وأن العلاقة بين أعضاء التحالف المستقبلي ستشهد توترًا كبيرًا، مشيرين إلى أن بينيت يطمح لأن يكون وزيرًا للدفاع وأن يأخذ وزارة التعليم لأحد أعضاء حزبه اضافة إلى أنه سيعمل على التوصل لاتفاق مع نتنياهو بشأن سياسات الحكومة حيال كيفية التعاطي مع الملف الفلسطيني وقضايا داخلية اخرى قد يرفضها ليبرمان. انتقادات أمريكية من جهة اخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتقاد جديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن تنصل نتنياهو قبل الانتخابات من التوصل لحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني على أساس وجود دولتين يجعل "من الصعب إيجاد مسار" نحو إجراء مفاوضات جادة لحل هذه القضية. وفي مقابلة مع صحيفة هافينجتون بوست انتقد أوباما أيضًا نتنياهو بسبب تصريحاته عن تصويت العرب الإسرائيليين موضحًا أن الصدع العميق في العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة لن ينتهي قريبًا. وتناول أوباما في المقابلة التي أجريت الجمعة ونشرت السبت اتصاله الهاتفي مع نتنياهو يوم الخميس بعد يومين من اعادة انتخابه. وقال أوباما "أشرت له إلى أننا ما زلنا نعتقد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق أمن اسرائيل على المدى البعيد إذا كانت تريد البقاء دولة يهودية وديمقراطية. "وأشرت له إلى أنه في ضوء تصريحاته قبل الانتخابات سيكون من الصعب إيجاد مسار يعتقد فيه الناس بشكل جدي أن المفاوضات ممكنة". وتفاقمت أسوأ أزمة شهدتها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منذ عشرات السنين بسبب إعلان نتنياهو قبيل الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء إنه لن تقوم دولة فلسطينية في عهده. وحاول نتنياهو التراجع عن تصريحه يوم الخميس. وقال أوباما: "حسن فإننا صدقنا كلامه حينما قال إنه لن يحدث خلال رئاسته للحكومة ومن ثم فهذا هو السبب الذي يجعلنا يتعيّن علينا تقييم الخيارات الأخرى المتاحة للتأكد من أننا لن نواجه موقفًا مضطربًا في المنطقة". وكان البيت الأبيض قد قال بعد مكالمة أوباما يوم الخميس إن الرئيس أبلغ نتنياهو أن واشنطن "ستعيد تقييم" خياراتها بشأن العلاقات الأمريكية الاسرائيلية ودبلوماسية الشرق الأوسط بعد تصريح نتنياهو بشأن الدولة الفلسطينية. وأبدى أوباما أيضًا قلقه خلال المقابلة مع صحيفة هافينجتون بوست من التحذير الذي وجّه نتنياهو يوم الانتخابات لأنصاره من توجه الناخبين العرب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع بأعداد كبيرة. وقال أوباما "أشرنا إلى أن مثل هذا النوع من التصريحات يتناقض مع أسمى تقاليد إسرائيل وانه على الرغم من أن اسرائيل قامت على أساس الوطن التاريخي لليهود وضرورة وجود وطن لليهود فإن الديمقراطية الاسرائيلية تقوم على أساس معاملة الجميع في البلاد بشكل متساوٍ وعادل». وأكد أوباما دعمه لأمن إسرائيل قائلا إنه سيتأكد من استمرار التعاون العسكري والمخابراتي من أجل الحفاظ على سلامة الشعب الاسرائيلي. "ولكننا سنواصل الإصرار على أن الوضع الراهن لا يمكن استمراره من وجهة نظرنا. وأنه في الوقت الذي نأخذ في اعتبارنا بشكل كامل أمن إسرائيل لا يمكننا الإبقاء إلى ما لا نهاية على الوضع الراهن وتوسيع المستوطنات. هذا لا يؤدي للاستقرار في المنطقة». وتقدم الولاياتالمتحدة ثلاثة مليارات دولار سنويًا في شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل. وتأزمت علاقات نتنياهو المتوترة مع أوباما بسبب جهود الولاياتالمتحدة للتوصل لاتفاق دولي مع إيران لكبح جماح برنامج طهران النووي. وتدهورت العلاقات عندما قبل نتنياهو دعوة من الجمهوريين لإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكي قبل أسبوعين من الانتخابات الاسرائيلية لانتقاد سعي أوباما للتوصل لمثل هذا الاتفاق.. وهاجم الديمقراطيون الكلمة بوصفها إهانة للرئاسة وخرقًا للبروتوكول.