أشارت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، في خطاب النصر الكبير في الانتخابات التي أجريت أول من أمس، إلى أن وجهته هي نحو «حكومة قومية» تقوم على حزبه «ليكود» (30 مقعداً) ينضم إليه سائر أحزاب اليمين والمتدينين، وبهذا يضمن غالبية مطلقة من 67 مقعداً. وأكد وزراء بارزون في «ليكود» أن خيار «الحكومة القومية المتجانسة أيديولوجياً»، أفضل من حكومة «وحدة» يكون فيها الشريك الأبرز «المعسكر الصهيوني» الوسطي معارضاً من الداخل. وكان زعيم حزب «البيت اليهودي» الذي حصل على ثمانية مقاعد نفتالي بينيت أعلن مسبقاً أنه سيدعو «رئيس الدولة» الى تكليف نتانياهو تشكيل الحكومة الجديدة، وكذا فعل زعيم «يهدوت هتوراه» الديني الأشكنازي (6 مقاعد)، وقد ينضم إليه زعيم «شاس» الديني الشرقي آريه درعي (7 مقاعد). ورغم محاولات زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان (6 مقاعد) أمس اشتراط انضمامه للحكومة بالحصول على حقيبة الدفاع، إلا ان مشاركته في حكومة برئاسة نتانياهو تبدو أمراً طبيعياً. ولدى هذه الأحزاب، مع «ليكود»، 57 مقعداً. ويتوقع أن يقبل الحزب الجديد «كلنا» بزعامة الوزير السابق الذي انسلخ قبل عامين عن «ليكود» موشيه كحلون (10 مقاعد) ويفاخر بأنه «ليكود الحقيقي»، بعرض رئيس الحكومة بالحصول على حقيبة المال وحقيبة اجتماعية أو اقتصادية أخرى تخدم أجندة حزبه. ويتوقع مراقبون أن تولي الحكومة الجديدة، بوجود كحلون ودرعي اللذين حصلا على مقاعدهما من الشرائح الضعيفة اقتصادياً، القضايا الاجتماعية – الاقتصادية في رأس سلم أولوياتها. وتعهد كحلون، الذي سبق أن اكتسب شعبيته بالثورة التي أحدثها مجال الاتصالات ووقف احتكار الشركات الكبرى للهواتف النقالة وخفض أسعار المكالمات إلى أدنى مستوياتها، أن ينصب جهده في حل مشاكل الإسكان وارتفاع أسعار الشقق السكنية إلى جانب معالجة غلاء المعيشة. ويرى معلقون ان خيار «حكومة الوحدة» بين «ليكود» و «المعسكر الصهيوني»، ليس وارداً في هذه المرحلة على الأقل نظراً الى تعهد نتانياهو لناخبي المعسكر اليمين بحكومة تمثله، وحيال معارضة قوية داخل «المعسكر الصهيوني» لهذه الشراكة بداعي أن الحزب لن يكون سوى «ورقة تين» و «مستحضر تجميل» في الحلبة الدولية لحكومة يمينية متطرفة. ويستبعد مراقبون أن يكون ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي من اولوياتها، بوجود «البيت اليهودي» والمتدينين المتزمتين والمعسكر المتشدد داخل «ليكود» المنتشي من دخول عدد من ممثليه إلى الكنيست. ورأى مراقبون أن نتانياهو سيجد نفسه ملزماً تصحيح العلاقات مع الإدارة الأميركية إذا ما كان يرغب حقاً في أن يكون لإسرائيل دور في المفاوضات بين الدول الكبرى وايران في ملفها النووي الذي بدأ به نتانياهو معركته الانتخابية. لكنهم أشاروا إلى أن لواشنطن، كما لأوروبا، حساباتها الخاصة، وأنها لن تتعاون مع حكومة يمينية ضيقة غير مستعدة لتحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين. وتوقع القطب في «المعسكر الصهيوني» شيلي يحيموفتش أن تزيد الحكومة المرتسمة معالمها العزلة الدولية لإسرائيل.