«ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، آية كريمة مختصرة للدهور المديدة لجميع أسابيع المرور الخليجية، ويا لعظمة ديننا الذي حثنا على حفظِ ضرورياتٍ خمس بحياتنا وهي: الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وبمناسبة أسبوع المرور الخليجي ومن باب واجبنا، فقد شاركنا في الحملة المرورية ذات العنوان: «قرارك يحدد مصيرك» وقد أقام مرور محافظة الجبيل مشكوراً بمواقع التواصل الاجتماعية مسابقات وفعاليات مواكبة للحدث تحت وسم: #أسبوعالمروربالجبيل. وقد شرفني سعادة مدير عام مرور الجبيل العقيد سعود العتيبي باتصاله وتهنئته لي بالفوز بإحدى المسابقات موجهاً لي دعوة حضور وتكريم من لدن معالي محافظ الجبيل، م.بدر العطيشان بحفل بهيج في قاعة المؤتمرات بالفناتير وبحضور قيادات مدنية وعسكرية ومسؤولين ومدراء عموم من 15 شركة أبرزها سابك، التقيت يومها بزملاء إعلاميين وصحفيين من الشرقية هم بحق رائعون، وقبيل بدء الحفل أطلعني مدير مرور الجبيل على أركان ومحتويات المعرض المحتضن لتلك الفعاليات وتجولت بمعيته بأرجائه وأشكر له علو تواضعه وسمو خلقه العاكس لتطلعات ولاة أمري وأمره، وإنني لأدعو فروع إدارات المرور بالمملكة إلى الاستفادة من تجربة إدارة مرور الجبيل وجهود مديره العقيد سعود العتيبي وكافة معاونيه من الضباط والأفراد والعاملين بالميدان بكفاءة واقتدار، فقد أجادوا بعملهم بمنطقة حضرية صناعية تعتبر إدارة حركة المرور فيها وآلية السيطرة عليها شبه معقدة، نظراً لتواجد عدد هائل من الوافدين والجاليات، وضمها لسائقين من عشرات الجنسيات مختلفي الثقافات واللغات، وأغلبهم يقودون شاحنات وباصات كبيرة تغص بها الطرقات، وتدخل عدة جهات حكومية وأمنية أخرى لحظياً أثناء عمل رجال المرور كالجوازات والشرطة ومكافحة المخدرات والمباحث وهيئة الأمر بالمعرف وغيرهم حسب القضايا الكثيرة والمتنوعة التي تحدث بتلك التجمعات للجاليات، فلله در جميع القطاعات على تحملهم وعظيم جهدهم، وحركة المرور أصبحت خانقة لمعظم أرجاء الشرقية كما ذكرت صحيفتنا "اليوم" بملفها الشهري الحالي، مع وعدي لمحافظ الجبيل ومدير مرورها باستمرار دعمي لجهودهما التي يشكران عليها، وهنا سأضع بين يدي قرائي الكرام بعض ما شاركت به لدعم تلك الحملة بهدف نشر الفائدة: «وهديناه النجدين» آية قرآنية عظيمة؛ فالنجدان هما طريق الخير وطريق الشر؛ والله جعل لكل اختيار قرارٍ مصيرا في كل شيء، فأغلب سالكي الطُرق السريعة، رأوا أمامهُم عِدة حوادث مُريعة؛ فليتذكر كُلُّ سائقٍ أن نوعية قيادتهِ تُحدِد مَصيره.. تأخرك عن الموعد لا يبرر المجازفة بحياتك والتهور بقطع الإشارة والإفراط بالسرعة؛ فهي مغامرة قد تفقدك عمرك وأرواح آخرين!.. الطريق ليس ملكك، ولست مستخدماً له وحدك؛ فكر بمن معك بسيارتك، وبالسائقين ومن برفقتهم حولك؛ فسلوكك وقرارك مربوط بمصير غيرك!.. فِرارُك من الحفريات والمطبات دليلُ عنايتك بسيارتك؛ وقرارُك بحِفاظكَ على حياتك مع غيركَ أولى بِمثاليتك عند قيادتك.. تستطيع المساهمة بجعل الطريق لك ولغيرك كالنور، أو تحويله لطريقٍ ساخنٍ كالتنور؛ كل ذلك باتباعكَ أو مخالفتك لقواعدِ المرور. إن التباهي والاستعراض عَبْرَ كسر أنظمة المرور بين الأصحاب بداعي التحدي والغرور؛ سيجعلُ النهاية مأساوية وكل ويلٍ وثبور! ولو تم ضمان حسن الاختيارلطريقة قيادة جميع سائقي المركبات لتلاشت الحوادث والتلفيات والوفيات ولتجمد العمل حتى بنظام ساهر!. «سرعة-قطع إشارة-تفحيط» سلوكيات تستطيع ممارستها، ولكن تذكر: مخالفة قواعد المرور، جعلت شبابا بعمر الزهور، نهايتهم بين القبور!.. «فلان مات وماتوا معه بسبب قطعه لإشارة» قطعك للإشارة ليست مهارة وشطارة؛ فاحذر لكي لا تكون يوماً عبرة بهذه العبارة. تقيدك بأنظمة القيادة السليمة والتزامك بقوانين المرور؛ حتماً سيجعلك دوماً في سيارتك وبمعية عائلتك في أمانٍ وسرور..! وبالختام، حفظ الله الجميع من الحوادث المرورية التي لا يمر يوم ببلادنا إلا وتزهق أرواحا وتنشر أتراحا، وتدمر ممتلكات وتحطم مركبات، وفعلاً، قرارك يحدد مصيرك..!