الكثيرون لا يرون أن صدارة نادي النهضة دوري الدرجة الأولى أمر غريب أبدا خاصة أن هذا الدوري الحافل بالمفاجآت لا يمكن تأكيد صعود هذا الفريق أو ذاك إلا من خلال الجولة الأخيرة أو حتى الجولة قبل الأخيرة من الدوري. فريق النهضة يسير بخطوات هادئة تذكرني بنفس الأسلوب الذي كان يسير به فريق الخليج في الموسم الماضي، خاصة أن مدرب الفريق هذا الموسم هو سمير هلال الذي كان يدرب الخليج. ومن وجهة نظري أن تعاقد النهضة مع هلال ضربة معلم لا يمكن تجاهلها لمن أشار على النهضاويين التعاقد مع هذا المدرب. ما رد الدمام أو النهضة يحقق فنيا طفرات غير مسبوقة، ولو كان هلال مدربا للفريق في دوري جميل قبل هبوطه الموسم الماضي لكان للنهضة كلام آخر. فهلال الذي هو ليس بحاجة لي كي أقيمه يعرف الكثير من أسرار الفرق السعودية، ومن خلال دراسته التدريب يقرأ الفرق التي تواجهه جيدا، ومن ثم فلا غرابة أن يكون النهضة في الصدارة حتى وإن واجهته مصاعب في بعض المباريات، ولكي يكون للصعود طعم خاص لدى النهضاويين. رغم الهزات التي تعرض لها الفريق خلال بعض الجولات في الدوري، إلا أن الاستقرار الاداري بتواجد الأخ ناصر الهلال أعطى مفعوله بابعاد اللاعبين عن الأجواء المشحونة. اضافة الى أن قلوب النهضاويين كلها مع الفريق وليست ضده، ووقفتهم كانت جادة أبعدت بها الفريق عن أي معمعة أو مشاكل قد تهبط بالفريق من القمة التي رفض التنازل عنها لأي منافس آخر. في النهضة نجوم مميزون لن أذكر أسماءهم الآن، فالفريق يعج بالنجوم الذين قدموا جهدا كبيرا، ومن يراهم في كل المباريات السابقة يجد الروح العالية والمعنويات المرتفعة، وإلا فكيف بفريق متعادل وفي الثانية الأخيرة من مباراة الطائي السابقة يحقق الفوز من خلال إصرار كل لاعب على الخروج من المباراة وهي تقام خارج أرضهم والعودة بنقاط المباراة هدية لكل نهضاوي، وعلى رأسهم الرئيس الذهبي الأستاذ فيصل الشهيل الذي هو وراء كل قصة نجاح ترسم في النهضة. الأمر المنطقي في كل تصريحات النهضاويين أن الدوري لم ينته الآن، وتأجيل الفرح لابد منه لأن المواجهات المتبقية تتطلب استماتة خاصة كما كانت عليه الاستماتة في مواجهة الطائي السابقة، وبإذن الله - تعالى - الفرح نهضاوي والدوري جميل إن شاء الله.