** في الدمام عاد الناس كل الناس لحنين الماضي.. مشوا في شوارعها القديمة.. وأزقتها الضيقة.. في الحارات المتلاصقة التي أصبحت سكنًا للهنود والعمالة الآسيوية في الوقت الراهن.. هرعوا لماضيهم الفرائحي.. وصوت الدفوف التي من حرارتها تسمع في شوارع المارة..!! ** عصرية الجمعة كانت تمثل لأهل الدمام قصة حالمة.. فالناس يتواجدون على «السيف» ربما للنزهة.. أو «للمعايرة» بين الاتفاقيين والنهضاويين في زمنهما الجميل.. وعصرية جمعة الأسبوع الماضي ومع تصدّر النهضة دوري الدرجة الأولى.. عادت الأحلام تدغدغ أبناء المارد للسباحة مرة أخرى في الأضواء.. وهم الذين كانوا من سكانه ومن مؤسّسيه لسنوات طوال.. قبل أن يقول القدر كلمته ويهبط المارد لدوري الثانية ويمكث فيه لسنوات طوال قبل مجيئه لدوري الأولى هذا الموسم ..!! ** لا أعرف حقيقة لماذا قرأت الفرح بهذه الصدارة في وجه الاتفاقيين قبل النهضاويين.. بل إن تفاصيل هذه القراءة السريعة تؤكد أن أبناء الاتفاق أكثر شغفًا من أبناء المارد بعودة الأخير لدوري الكبار.. ربما لأنهم شعروا لفترات طويلة بأن قوة النهضة تستنهض فيهم قوة خارقة من أجل معانقة الألقاب ..!! فيصل الشهيل هو العلامة الفارقة في تاريخ هذا النادي.. لا يختلف عليه أي نهضاوي.. رغم ما يعجّ به ملفهم من خلافات ودسائس على مدار السنين.. لكنه ظل واحة يستظل بها كل نهضاوي.. حتى من طعنه من الخلف.. ضمّه لواحته ودافع عنه وحماه من كل السهام التي صدرت من قبل النهضاويين أو غيرهم .. لذلك أطلق عليه منقذ النهضة** في النهضة هذا الموسم عمل جبار يقوده من صرف من جيبه قديمًا وحديثًا ملايين الريالات لرفعة اسم مارد الدمام.. فهو القلب النابض للنادي وأبنائه منذ ما يقرب من ربع قرن وأكثر.. وهو الملاذ الذي يأوي إليه كل نهضاوي في سنوات النكسة.. وفي سنوات القمة.. لم يتغيّر عطاؤه بل زاد.. كيف لا وهو يحفر في الصخر من أجل عودة هذا المارد لمكانه الطبيعي للعب بين الكبار..!! ** فيصل الشهيل هو العلامة الفارقة في تاريخ هذا النادي.. لا يختلف عليه أي نهضاوي.. رغم ما يعجّ به ملفهم من خلافات ودسائس على مدار السنين.. لكنه ظل واحة يستظل بها كل نهضاوي.. حتى من طعنه من الخلف.. ضمّه لواحته ودافع عنه وحماه من كل السهام التي صدرت من قبل النهضاويين أو غيرهم .. لذلك أطلق عليه منقذ النهضة ..!! ** لا غرابة في نهضة النهضة هذا الموسم.. ولا غرابة أيضًا في تصدّر قطار دوري الدرجة الأولى.. فما قدّمه الشهيل من مال لشراء عقود الكثير من لاعبي الأندية الأخرى كفيل بأن يعود المارد للعب مع الكبار.. شريطة أن يعي النهضاويون أن دوري الأولى كالبحر.. أمواجه متلاطمة.. لا يُؤمَن فيه قارب كبير أو صغير.. إلا من أخذ كافة احتياطاته.. وتحسّب للوقوع في المخاطر في رحلة المسير.. وعلى لاعبي النهضة عدم النوم على وسادة الصدارة؛ لأن ذلك سيكلف الفريق ثمنًا باهظًا بالعودة لمناطق الدفء في الترتيب خصوصًا أن الفارق النقطي بين الأول حتى السابع لا يتعدّى فوز مباراتين وخسارة مثلهما..!! ** الصدارة النهضاوية جميلة لكن المطلوب مضاعفة الجهد من قبل اللاعبين.. وعدم المبالغة في المكافآت من قبل الإدارة.. إلا إذا كانت هناك انتصارات متتالية للفريق .. فإن الجميل من قبل اللاعبين لا بد أن يقابله جميل من قبل الإدارة ..!! ** والجميل أكثر أن يعي اللاعبون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.. وهم يرون جماهيرهم تملأ المدرجات.. بل إن الكثير من الأندية تحسد وتغبط هذا المارد على شعبيته وجماهيره الصابرة.. لا سيما أن حب النهضة هو من طينة الحب الوراثي الذي ينتقل من الجد للأب ومن ثم إلى الابن.. ولعل هذه الظاهرة بالذات لا نجدها إلا في مدرجات الاتحاد والنهضة.. فقد تجد في المباراة الواحدة الجد والأب والأبن.. وهذه حقيقة ثابتة.. ومن يشكّك في تفاصيل هذه المعلومة.. فما عليه إلا حضور مباراة للنهضة على ملعبه ليجد الجد والأب والابن يشجّعون في آن واحد.. !! ** نعم للنهضة تاريخ عريض وكبير.. وله حضور وشموخ في الماضي.. والجميع ينتظر العودة للماضي الجميل.. والصعود لدوري زين ستكون هدية من لاعبي اليوم للكرة السعودية وليس فقط لنادي النهضة.. فالمارد سيضيف لدوري المحترفين.. لأنه من الفرق التي تمتلك شعبية جماهيرية.. بالإضافة إلى أنه فريق متحرّك وليس جامدًا من الجانب الإعلامي ..!!