قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "ملتزم بحل الدولتين" بين اسرائيل والفلسطينيين مشددا على موقف الولاياتالمتحدة الداعم لعملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. وقال كيري في مؤتمر صحافي في منتجع شرم الشيخ في مصر ان "موقف الولاياتالمتحدة بخصوص املنا المعقود منذ فترة طويلة، الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء والعديد من الرؤساء الاميركيين كانوا دائما في صف السلام والرئيس اوباما ملتزم بحل الدولتين". ويحضر كيري في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر مؤتمرا دوليا للاستثمار تنظمه مصر لاجتذاب استثمارات عالمية للنهوض باقتصادها المتداعي جراء الاضطرابات السياسية منذ اربع سنوات. والجمعة بحث كيري ورئيس مصر عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وعاهل الاردن الملك عبدالله الثاني خلال اجتماع رباعي في منتجع شرم الشيخ المصري سبل استئناف عملية السلام. وقالت الرئاسة المصرية في بيان الجمعة ان السيسي التقى عاهل الاردن والرئيس الفلسطيني وكيري وتناول الاجتماع "سبل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وتوفير المناخ اللازم لدفع هذه العملية قدما من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة". وحذر الملك الاردني عبدالله الثاني خلال الاجتماع من ان "التأخر في التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية استنادا الى حل الدولتين، الذي يلقى إجماعا وقبولا عربيا ودوليا، يعرض المنطقة لمزيد من النزاعات والفوضى التي يتغذى عليها الإرهاب والتطرف ودعاته"، بحسب بيان صادر من الديوان الملكي الاردني. واكد بحسب البيان، ان "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة". وحذرت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي من ان السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار والافلاس بسبب نقص التمويل نتيجة لتجميد اسرائيل متحصلات الضرائب وتراجع مساعدات المانحين. وجمدت اسرائيل في يناير 127 مليون دولار من أموال الضرائب التي تجبيها لمصلحة السلطة الفلسطينية ردا على انضمام الاخيرة الى المحكمة الجنائية الدولية. وفي نفس الاطار، التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس بمقر إقامته بمدينة شرم الشيخ، رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال. وقال سفير فلسطين لدى القاهرة جمال الشوبكي في تصريح له: "إن اللقاء تناول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية ومجريات الأحداث المتعلقة بوقف العملية السلمية جراء استمرار اسرائيل في الاستيطان ورفضها الالتزام بقرارات الشرعية الدولية". وأشار الشوبكي إلى ما أكده الرئيس عباس من خطورة استمرار الحكومة الإسرائيلية في حجز أموال الضرائب الفلسطينية، وإشادته بمواقف الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية. تحميل المسؤولية وعلى الصعيد الداخلي، حملت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة السبت الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية مسؤولية حوادث تفجير وقعت في القطاع مؤخرا وادت الى توتر العلاقة بين الطرفين. وقال «ايام البزم» المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة ان "عناصر من الأجهزة الأمنية السابقة في غزة سعت لاستغلال الظروف الصعبة في غزة وخاصة التي نجمت بعد العدوان لنشر حالة الفوضى والفلتان من خلال القيام ببعض الحوادث الأمنية الداخلية والتي شملت تفجيرات وحرق مركبات واطلاق النار". واكد ان "التحقيقات في الأحداث الأمنية التي وقعت في قطاع غزة مؤخرا أظهرت انها ناتجة عن مخطط تقوده قيادات امنية في رام الله لنشر الفوضى في قطاع غزة للتغطية على فشل الحكومة في القيام بمهامها والتخلي عن مسؤوليتها". وتوترت العلاقة بين حماس وفتح في نوفمبر الماضي بعد ان فجر مجهولون عبوات ناسفة امام اكثر من عشرة منازل لقادة في فتح في قطاع غزة الجمعة ما الحق بها اضرارا مادية بدون وقوع اصابات، في واقعة هي الاولى من نوعها. كما وقعت لاحقا عدة حوادث انفجارات استهدفت سيارات بعضها تابع لمسؤولين في حماس واخرى لمسؤولين في فتح، دون ان يكشف عن هوية منفذيها. واشار البزم الى ان وزارته "اعتقلت عددا من المتورطين وآخرين يشتبه بهم مسؤولين عن هذه الأحداث". وعرض خلال المؤتمر مقابلات فيديو مسجلة مع عدد من عناصر الامن في غزة التابعين للسلطة الفلسطينية قالوا خلالها انهم تلقوا اوامر من ضباط في السلطة في رام الله للقيام بتفجير سيارات في غزة. كما اتهم البزم رامي الحمدالله رئيس حكومة التوافق الفلسطينية ووزير داخليتها "بالتخلي عن مسؤولياته". ووقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة وطنية في ابريل بهدف اصلاح العلاقات بينهما المتدهورة منذ 2007 عندما طردت حركة حماس حركة فتح من غزة اثر اشتباكات دامية. وتم تشكيل حكومة توافق وطني في الثاني من يونيو، واتفق الجانبان في 25 سبتمبر على ان تتولى حكومة التوافق الوطني زمام الامور في غزة وان تلعب دورا رئيسا في اعادة اعمار القطاع المدمر بعد حرب اسرائيلية خلفت اكثر من 2200 قتيل فلسطيني اغلبهم من المدنيين الصيف الفائت. اعتقال من جهة اخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيًا من بلدة السموع جنوب الخليل. وأفادت مصادر أمنية ومحلية في الخليل أن قوات الاحتلال اعتقلت يوسف عقيل أبو عقيل بعد اقتحامها بلدة السموع جنوب الخليل، واقتادته إلى جهة غير معلومة. كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في المدينة وبلدة سعير، ونصبت حواجزها المفاجئة وأوقفت مركبات الفلسطينيين ودققت في بطاقات راكبيها. وفي بلدة الخضر، جنوب بيت لحم، اقتلع مستوطنون يهود، بحراسة قوات الاحتلال أشتال زيتون من أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وقال منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح، إن عددًا من المستوطنين أجبروا المزارع أحمد سليم عوض صبيح (48 عامًا)، على مغادرة أرضه في منطقة عين القسيس غرب الخضر، بمحاذاة البؤرة الاستيطانية 'سيدي بوعز'، قبل قيامهم باقتلاع عدد من اشتال الزيتون، بحماية قوات الاحتلال. كما استهدفت زوارق بحرية اسرائيلية السبت، الصيادين ومراكبهم في بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، بوابل من النيران. وأفادت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن زوارق البحرية الاسرائيلية التي تجوب عرض البحر قبالة شواطئ غزة، فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة صوب مراكب الصيادين قبالة بحر منطقة السودانية، وهم على بعد 4 أميال بحرية، ما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة في مركب صيد. يذكر ان اسرائيل تفرض حصارا بحريا وبريا وجويا على قطاع غزة منذ استيلاء حماس على القطاع في عام 2007.