إن الآمال والحوارات تتجدد حول ماذا تريد المعلمات، وماذا يأملن، وبم يحلمن، وَمِمَّ يعانين.. امور كثيرة تطرح حول نقلهن وتعديل اوضاعهن واحتساب خدماتهن، وكيف يتخلصن من اخطار الطرق الوعرة وضغط اليوم الدراسي، والكثير يتم طرحه ونقاشه ويتجدد عبر كل القنوات، ولكن قد نغفل ونتناسى ماذا تريد الطالبات، وما هي رغباتهن وتطلعاتهن وميولهن، وما هي الأمور الأساسية التي يجب ان يقف عندها الجميع. إن العملية التعليمية محورها الأساسي المتلقي، وسماع صوته وتنفيذ رغباته، وفي كل موقع وفي كل المراحل، فهل تقدم له وجبة مفيدة وصحية؟ هل الخدمات الصحية والاسعافية في المدراس تحظى باهتمام وتنظيم ومتابعة وتحديث مستمر وتأمين ممرضة ومكان يتابع الحالات الصحية الطارئة والدائمة لدى بعض الطالبات، وشرح العادات الغذائية والصحية بأسلوب حديث ومتطور، وينمي لديهن كيفية أصول السلامة والنظافة، ومتابعة كل طارئ؟ هل تم التركيز على أهمية الرياضة بكل أنواعها، وأبسطها مسارات للمشي؟ هل توجد أماكن مخصصة لمعرفة العادات الصحيحة للحركة والجري والجلسة الصحية؟ ان الاهمال الممارس في كل ما يرتبط بصحة الطالبات وتدريبهن وتأمين الوجبات الصحية لهن يجب ان يعاد النظر فيه. ان ما يقدم في مقاصف المدارس وفي جميع المراحل عبارة وجبات تفتقر للفائدة والطعم والتنوع. لقد عملت في مجال التربية والتعليم، وكنت آمل ان يكون للمقاصف المدرسية شأن آخر، من حيث الإعداد والتنظيم والتنوع؛ لأن وجبة الطالبات لها اهمية قصوى؛ لأن معظم الطالبات يكتفين بها ويخصصن لها وقتا كافيا خلال اليوم الدراسي، لكن لا تجد الطالبة ما يعوضها، كم نحن بحاجة لموقع متخصص يشتمل على بوفيهات تقدم كأسا من الحليب الساخن وفطيرة تصنع في وقتها وقطعة من الفواكه والعصير الطازج!! كم ستكون الطالبة سعيدة وهي تطلب وجبة أعدت من اجلها ولم تخزن قبل فترة!! ان الأمور الأساسية التي تفتقدها الطالبة تتركز في امور مهمة، وهي وجبتها ولياقتها ومتابعة صحتها، ان طالباتنا بحاجة ان يعاد النظر في كل ما يقدم لهن خلال اليوم الدراسي. إن التجديد والتغيير والتنظيم والترتيب اصبح امرا من الصعب تجاهله، كم نحن بحاجة لمرافق صحية ثقافية ترفيهية!! ان صوت الطالبات هو من اهم الأصوات، ورغباتهن من اهم الرغبات، كم نحن بحاجة إلى ان يسمع المسؤولون عن التعليم صوت المتلقي!! ان الاجتماع بهن لسماع اصواتهن في كل المراحل اصبح ضرورة، ان لديهن وجهات نظر وافكارا حول ما يرتبط بهن من أنشطة منهجية ولا منهجية، لديهن وجهات نظر حول قياس القدرات، لديهن أفكار حول تخصصاتهن، وخاصة طالبات الثانويات بكل تخصصاتهن، كم تتمنى الطالبة ان يخصص لها يوم مفتوح يناقش كل ما يرتبط بها، والتعرف على إبداعها!!.. ان الطالبات بحاجة لعرض وحوار كل ما يرتبط بهن.. ان اليوم الدراسي يجب ان يكون متعة وفائدة وابداعا وتجديدا للمتلقي.. ان ما يتم اعتماده من ميزانيات للتعليم يحقق الكثير مما يتمناه هذا الجيل من الفتيات الذي هو بحاجة إلى ان يعيش متعة وابداعا خلال يومه الدراسي في كل مرحلة يمر بها، لذلك هل نجد من يسمع صوتهن ويحقق بعضا من رغباتهن العلمية والثقافية والترفيهية؟ هل نجد من يسمع صوت جيل بحاجة إلى ان يترجم طموحا وآمالا تتجدد في كل عام؟ إن اروقة المدارس تفتقد فرحة الصغيرات وحيويتهن التي يجب ان تكون من الأولويات؛ لأن ما يطمحن إليه من اهتمام بصحتهن ووجبتهن وترفيههن وفكرهن وثقافتهن امور لا تقبل التجاهل والتأجيل.. نتمنى ان يتم إنشاء قسم خاص يتولى تحديث كل مرفق وسماع صوت المتلقي الذي هو أساس العملية التعليمية. * تربوية