كان رئيس الوزراء اللبناني السابق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري واضحاً في خطابه في الذكرى العاشرة لاغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، لجهة إعادة تأكيد ثوابت تيار "المستقبل" وقوى 14 آذار، فأوضح أننا نقبل بالحوار لأننا مع الدولة، ونريد أن يصل الحوار إلى إعادة الاعتبار للدولة. واليوم وبعد مرور شهرين على حوار تيار "المستقبل" و"حزب الله" لم نجد سوى تنفيس الاحتقان ثمرة وحيدة لهذه الجلسات واللقاءات ولعل القضايا الأسياسية والمصيرية لا تزال جانباً كانتخاب رئيس جديد للبلاد وانسحاب الحزب من سوريا والإستراتيجية الدفاعية، فهذه العقبات الثلاث لا يمكننا غض النظر عنها، وهي سبب ويلات لبنان، فهل حقق الحوار النتائج المرجوة وهل تنفيس الاحتقان يحتاج كل هذه الجلسات.. وما هي العقبات التي تحول دون الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحوار؟ ثوابت 14 آذار وأوضح مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، داوود الصايغ، في حديث ل "اليوم" أن "الحريري أكد على الثوابت، وأننا دخلنا إلى الحوار لحماية هذه الثوابت، أما موضوع الحوار في المسائل الأخرى المختلف عليها فإنه تردد أكثر من مرة أنها عملية ربط نزاع، فنحن دخلنا من مصدر قوة ونحن أقوياء في الموقف وفي النظرة إلى لبنان وإلى الدولة وأولوياتها وإلى المؤسسة وأولوياتها، ولا يوجد لدينا سوى الدولة، أما النهج فهو نهج بناء المؤسسات والاعتدال والعيش مع الآخر واحترام الآخر وحماية لبنان من دون مرجعيات خارجية، فنحن مرجعية ذاتنا وهذا ما قاله في خطابه الرئيس الحريري، وهذا الكلام لا يمنع استمرار الحوار مع "حزب الله"، وأعتقد ان الامين العام ل "حزب الله" حسن نصرالله قال الأمر نفسه". ولفت إلى أن "خطاب نصرالله أصر كذلك على الحوار وهذا يعني ان هناك فريقين أساسيين في لبنان يلتقيان على ضرورة الحوار هذا أمر جيد"، موضحاً ان "الحوار في حياتنا يجنبنا كوارث ويصلنا إلى حلول مقبولة"، متسائلاً "لماذا نريد ان نستمر في انتظار الخارج لانتخاب رئيس، كما قال الرئيس بري اليوم "الريموت كونترول الخارجية بامكاننا في موازاة هذه الجهود الخارجية ومن بينها الجهود الفرنسية أن نعود ونلملم الاستحقاق الرئاسي ونرى ما هو السبيل لايجاد مرشح وفاقي". وقال: "أعتقد أن هذا الموضوع إن لم يتم التطرق إليه سيتم ذلك لاحقاً، إلا أن المؤكد أن هنالك إصرارا من جهتنا على الحوار، وبالأمس قال السيد حسن إن الحوار مستمر فهذا يدل أن هنالك وعيا للأخطار التي يمكن أن تحدث إذا لم نتداركها في هذا النوع من الوسائل أي الحوار". وقال الصايغ: "لقد شدد الرئيس الحريري في خطاب 14 شباط على قوة الاعتدال؛ لأن الاعتدال هو سمة الإسلام، ولا يجوز أن يتم التفريق بين المعتدلين وقوة الاعتدال ودعا لممارسة هذه الصفة وتغليبها على كل ما يجري اليوم من ممارسات يشهد العالم فصولها المأساوية والمرعبة، وبهذا الموقف وبهذه الطريقة وباعتباره قياديا مسلما عربيا لبنانيا اعتقد انه سمع صوته في هذا المجال". لا قضايا أساسية من جهته، أكد عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في حديث ل "اليوم" أنه "لا توجد عقبات تواجه حوار "المستقبل" و"حزب الله" غير أن المواضيع التي من الممكن الاتفاق عليها، لا تتعدى سوى جزء بسيط من الاشكالات القائمة في لبنان". وقال: "أقصى ما يتمناه الذين يجتمعون بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" هو أن يحصلوا على حل لرسائل هامشية وهي مسائل تتعلق بقضايا لا تؤدي الى حلول نهائية للبنان، مثلا لن يكون هناك حلول في مسألة رئاسة الجمهورية ضمن المعطيات الحالية، اضافة لن يكون هناك حلول لمسألة السلاح غير الشرعي المتمثل بسلاح "حزب الله" ولن يكون هناك حلول في مسألة الخروج من سوريا وتسييج الحدود، يعني المسائل الاساسية التي هي 95 بالمئة من الاشكال لا يتم البحث فيها بشكل جدي، وان بحثت بشكل جانبي، أما المسائل التي يمكن الوصول الى اتفاق عليها وتسوية هي مسائل هامشية"، معتبراً ان "المسائل الثانوية تبحث بسهولة ويمكن التوافق عليها، لكن عمليا الطرفان بحاجة للحوار وان يكون موجودا بغض النظر عن النتائج التي سيحققها". من جهته، أوضح نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان اندراوس ل "اليوم" أنه "إذا أردنا الدخول بالمواضيع العالقة كانتخابات رئاسة الجمهورية، أعتقد انه سيكون هنالك عقبات، خصوصاً ان إعلام قوى 8 آذار يؤكد وجود صعوبة كبيرة في ايجاد حل بموضوع رئاسة الجمهورية، ويشددون على ان القرار بيد إيران ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، لذا من الواضح ان الامور ذاهبة بإتجاه التصعيد". ورأى أنه "لا بد من البحث في موضوع الانتخابات الرئاسية وأمر انسحاب "حزب الله" من سوريا وموضوع الاستراتيجية الدفاعية، والتفتيش على رئيس توافقي، الا انه يبدو من خلال اعلام 8 آذار لا يوجد بصيص أمل في هذا الموضوع". اضاف: "اذا الحوار سيتوقف على ازالة اليافطات والشعارات والصور وايقاف اطلاق الرصاص والمفرقعات النارية قبل وبعد اطلالة الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله، فمن المؤكد أن هذه النتائج والقضايا ليست ما ينتظره الشعب اللبناني، الذي ينتظر أكثر من ذلك، ولعل اضعف الايمان الوصول الى انتخابات رئيس جديد للجمهورية". ولفت اندراوس إلى أن "الحوار أعطى نتائج جيدة لناحية تحاور السنة والشيعة والذي أدى الى تنفيس الاحتقان، لهذا اعتقد انه وصل الى نتيجة في بعض الأماكن، اضافة الى ضرورة أن يكون هنالك حوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، اضافة الى ان هناك موافقة لناحية هذا الحوار على الاقل لدى الجمهور السني بعد خطاب الرئيس الحريري، لهذا نتمنى الأمر نفسه للأطراف الأخرى".