يحتاج الناس للرجوع إلى عالِم الدّين في تعاملاتهم وشؤونهم اليومية لمعرفة الحكم الشرعي الذي يرتّب عليهم الإقدام أو الإحجام، ومع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، إلا أنها كانت سبباً لازدياد مواقف الاختلاف وتعدّد زوايا الرؤية من نواحٍ؛ منها: حسب فهم الشخص وحسب نوعية الفتوى، الطبيعة النفسية والاجتماعية للمفتي، وفهمه لمتغيرات واقعه. إنّ العادة بناء متراكم من السّنوات تتوارثه الأجيال، ولا يمكن كسر هذه العادات إلاّ ببناء عادات مضادّة عبر السّلوك العمليّ، والمنطقة الشرقية – نموذجاً – أصبحت مرفأً لكثير من التقاليد الخليجية المتزاحمة، والتي تأخذ طابع البساطة في الأسلوب، والثقافة الجديدة في الفكر. لذا فمثل هذه البيئة - و إن كانت ضمن المنظومة السعودية الشاملة - إلا أنها تحتاج لمزيد من العناية والانفتاح؛ حتى في الرؤى الشرعية من غير الثوابت، واحتضان الاختلاف المذهبي على مستوى الداخل السّني والاطلاع على الاعتقادات الأخرى، والتعامل الدقيق مع اهتمامات راقية جداً، ومسائل فقهية تحتلُّ المحبة والمودة الجانب الأبرز في الإقناع والتغيير للأفضل، ولا يتم ذلك إلا بالامتزاج مع جميع طبقات «الشرقية» من شباب وقضاة ورجال أعمال، بل ورياضيين ومهنيين وأصحاب الوجاهة، دون استعلاء طرف وذوبان آخر. احتلّ الشيخ «خلف المطلق» مفتي الشرقية، مكانة بارزة بين قيادتها ورجال أعمالها ومشايخها وشبابها، إذ لم تمنعه مكانته العلمية من حرصه الشخصي - بدون طلب - بزيارته لأغلب المجالس العلمية والمهنية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، وديوانيات رجال الأعمال وحضور المناسبات الاجتماعية، وهذا الأمر انعكس إيجاباً لمن يلمس ذلك عن قرب. زرته أكثر من مرة؛ مع أكثر من شخصية مختلفة في الاهتمام والغرض، وفي كل زيارة يظهر لنا اهتماماً بالغاً في دعم المشاريع الاجتماعية، بل وعضويته فيها، وتسخيره كل الإمكانيات التي يملكها لتسهيلها؛ ما دامت تخدم التوجّه الشرعي والوطني. دخلتُ عليه ورأيت شفاعته الشخصية لزوج في إرجاع طليقته، بأسلوبٍ أحرج الجميع، العالِم هو المُصلح وليس مجرد خزانة للفتوى. شكراً لفضيلته ففريق (حنّا بخير التطوعي للأمن الفكري) كان هو أول داعم له بأن كان مستشاراً لمجموعة من الشباب، شكراً له فحملة (خلونا نحييها) لإنقاذ 16 ألف مريض يعاني من الفشل العضوي، كان أهم عناصر نجاحها برأيه ودعمه.