في الحياة إقدام وإحجام، وصراع أجيال، وحرس قديم وفكر جديد، والمجتمعات الراقية والمؤسسات المحترفة تكون فيها تلك المواقف والمواجهات وقودا للتطور والتنمية، ودفع عجلة الحياة للأمام. واليوم في اجتماع اتحاد القدم صورة لصراع بإمكان من هم في داخل القاعة جعله متحضرا راقيا، وبإمكانهم جعله متخلفا يعتمد في قراراته على (الشللية) ومبدأ (شيلني وأشيلك)، تاركا الكفاءة ورجال المرحلة في خبر كان. وبدون شك، فإن الترشيحات لمنصب المكتب التنفيذي هي المحك الحقيقي الذي يبرز لنا كيفية إصدار القرارات من اتحاد اللعبة. هناك رأيان متضادان في عملية الترشيح لمناصب الاتحاد الآسيوي، الأول يتجه للخبرة، والثاني لكفاءة وحيوية الشباب، ومنطقيا الصراع في هذا الاتجاه حضاري، ولا نستطيع أن نوجه سهامنا ضد جهة، وندافع عن أخرى، ولكن الظرف والزمان يرجحان كفة الوجوه الجديدة لقيادة المرحلة القادمة، لا سيما أن السنوات الماضية لكرة القدم السعودية شهدت تراجعا، أُفقدت من خلاله الثقة في أسماء كثيرة، وكان لازما وجود وجوه شابة في المشهد، للتجديد أولا، ولاستعادة الثقة ثانيا. المصلحة العامة تتطلب في بعض الأحيان تنازلات، والكبار بفكرهم وأعمالهم هم من يقدمون تلك التضحيات والتنازلات، وأشعر أن أحمد عيد من هؤلاء الكبار الذين يقدمون المصلحة العامة على اسمائهم ومناصبهم، وهو الرئيس الذي جاء بالانتخاب، والرئيس اللاعب الذي قدم لناديه ومنتخب بلاده الشيء الكثير، فكان نجما لاعبا وإداريا ورئيسا. ياسر المسحل سجل نجاحات خلال فترة وجيزة، والجميع يترقبه عضوا في المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، والشارع الرياضي السعودي تهيأ لهذا المشهد، وأخشى على أحمد عيد - إن ترشح لهذا المنصب - أن تكون ردة الفعل تجاهه معلبة بالغضب، وهو الرجل الذي يستحق كل التقدير والاحترام. أعتقد أن اسم المرشح لمنصب المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي هو عنوان للمرشحين في باقي اللجان القارية، وقد جربنا الخبرة فيما مضى، دعونا نجرب الوجوه الشابة.