يتعارض كل من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي تعارضا كبيرا في طيف السياسات النقدية. يناقش الاحتياطي الفيدرالي كيف أنه ينبغي عليه قريبا أن يبدأ بتطبيع السياسة النقدية عن طريق رفع أسعار الفائدة وتفكيك برنامجه الضخم الخاص بشراء السندات في الوقت الذي تحسن فيه النمو، أما البنك المركزي الأوروبي فهو فقط على وشك إدخال برنامج التسهيل الكمي كون منطقة اليورو تهدد بالرجوع إلى حالة الركود. لا يمكن استيعاب ذلك من خلال الكلمات التي يبلغ عددها 9 آلاف كلمة من الكلمات التي استخدمها كلاهما في ملخصات اجتماعاتهم الأحدث الخاصة بالسياسة النقدية، التي تقترح أن التوجيه قدما، الذي يهدف إلى تثقيف المستهلكين والمستثمرين حول ما هو قادم بسبب أولئك الأشخاص غير المنتخبين الذين يحمون اقتصاداتهم، يبقى عملا غير مكتمل. لو كان المفهوم مجديا، لما أجهد مراقبو الاحتياطي الفيدرالي عيونهم للتأكد من إسقاط كلمة «صبور» من نظرتهم المستقبلية، في حين أن كهنة البنك المركزي الأوروبي قد يرصدون بكل سهولة المصطلحات مثل «التسهيل الكمي» و«السندات السيادية». إليكم اثنتين من سحابات الكلمات، باستخدام موقع (وردل.نت) الإلكتروني، التي تصور محاضر اجتماعات كل من البنوك عن طريق زيادة حجم الكلمات المتكررة في كثير من الأحيان. واحدة منها تستخدم محاضر اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي في شهر يناير، أما الآخر فيستخدم ملخص اجتماع البنك المركزي الأوروبي في الشهر الماضي. انظر لترى إذا كان بإمكانك تمييز كل منهما: لمصلحة الكشف، قمت بإزالة مجموعة من الهبات (فضلا عن الكلمات اليومية بما في ذلك «ال» و«باسم»). الصورة الأولى تستخدم نص المصرف الاحتياطي، لكنها تتجاهل «الفيدرالي» و«لجنة»، التي تشير إلى أداة سوق المال الحصرية للولايات المتحدة. أما الصورة الثانية فتظهر عبارات البنك المركزي الأوروبي، لكن بحذف كل من الكلمات التالية: «يورو» و«حكم» و«نظام اليورو» و«البنك المركزي الأوروبي». من دون تلك المؤشرات الخاصة بالمنطقة، لا يمكنك التمييز بين الكلمات المستخدمة من قبل هذين المصرفين المركزيين، حتى على الرغم من أن كلا منهما يشرف على اقتصاد مختلف إلى حد كبير. هذا يعكس بجزء منه مفردات محدودة بغرابة خاصة بمحافظي البنوك المركزية، المنفصلة عن الطريقة التي يتكلم بها الناس العاديون. لكنها تقترح أيضا تجنبا متعمدا للحقائق السائدة في الاقتصاد الحقيقي لكل منهما. على سبيل المثال، تظهر كلمة «الانكماش» مرة واحدة فقط في محاضر الاحتياطي الفيدرالي، وحتى في هذه الحالة فإنها تكون في سياق الأجور. يذكر البنك المركزي الأوروبي الانكماش خمس مرات، لكن فقط لنفي احتمالية حدوثه. كلمة «التضخم» ترد في أغلب الأحيان في كلا النصوص ولكي نكون منصفين، كلاهما يعترف بأن الاتجاه العام يتباطأ بدلا من أن يتسارع. لكنه لا يزال من الغريب أن يبقى الانكماش تقريبا موضوعا محرما، نظرا لأن المصارف المركزية في كل مكان تقوم بخفض أسعار الفائدة، عادة إلى قيم سلبية، للحيلولة دون استمرار هبوط الأسعار. الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو حقيقة أن العمالة، التي ربما هي أعلى أولوية للمواطنين وحكومات منطقة يورو حيث يكون 11.4% من سكانها عاطلين عن العمل، ذكرت أربع مرات فقط في ملخص اجتماعات البنك المركزي الأوروبي. لقد وردت الكلمة أكثر من 40 مرة في بيان الاحتياطي الفيدرالي، ما يعكس الولاية المزدوجة للبنك المركزي الأوروبي. ينبغي على صناع السياسة الأوروبية حقيقة أن يكونوا أكثر تركيزا على كيفية إنقاذ المنطقة من بؤس البطالة.