يوم الجمعة كان يوما حزينا بالنسبة لمدينة الخبر لفقدان ابن كان اسمه حمد من «فريجنا». لم يكن ذلك الفريج هادئ لكنه كان يعج بقلوب صافية بحب بعضهم البعض، بيت الخالد كما يسمونه كان له من كل حب في قلبي بشخصية أبي صغير الجد الكبير، والعم خالد ومحمد ووحيد، عمتي أم شكري كانت تقول لي دائما «انتبه الى ولدي حمد»، لم أعرف ان عمتي كانت تحب حمد بجنون وعرفت ان الحليب الرباني في الفريج كان له طعم وبعدها عرفت ان حمد ابن عمتي. لعبنا في الفريج وشربنا من عين السليمان التي كانت المصدر الوحيد لنا لشرب الماء في بيوتنا، كنا صغارا لكننا مجانين في حب الكرة وخاصة عيال الصخونة وعيال السليمان وعيال رجب وعيال البوعبيد. كنا نذهب الى ملعب يعقوب لمتابعة القادسية، درسنا في المدرسة الغربية وأخذنا الحب من مديرنا ابراهيم العليوي وبقالة العم عبدالله كانت تشفع لنا في الحب، في الفريج عيال بازهير وعيال الهاجري يحبون الاتفاق واحضر للمناقشة، كبرنا وتفرقنا لكن قلوبنا تحمل فيها ايام الطفولة، كان أحد رواد الديوانية منذ تأسيسها وكان الشخص الذي يجهز برنامج رمضان وأحداثه، كان يحمل صفات الرجل البسيط الحنون. أبناؤه محمد وخالد وثامر والجميلة العنود عاشوا بين حب الجميع، في المجلس ابني عبدالمجيد ومحمد كانوا ينادونهم «ياخوي» كما عشنا في الفريج القديم، رحل ودمعة أمي أم راشد تنثر على قبرة أمطار الوداع ودعوتها له وتقول الى جنات النعيم يا الحبيب.