أكد مختصون في الخرسانة الجاهزة، أن أهم التحديات التي تمر بها المنطقة، تتمحور في زيادة عدد المشاريع الإنشائية والتطور بشكل سريع في ظل عدم كفاءة المباني، إضافة إلى تنوع جنسيات الأيدي العاملة في المشاريع باختلاف مفاهيمهم وثقافاتهم، وهذا الأمر من التحديات المهمة. وأوضح المختصون أن تدهور المباني في السعودية، ينتج عن تطبيق المواصفات المستوردة مع التعديل على بعضها، والتي لا تتناسب مع طبيعة البيئة واختلافها من صحراوية جافة أو بحرية رطبة، إلا أنهم أوضحوا أن كود البناء السعودي الذي تم الانتهاء منه، هو كفيل بحل الكثير من مشاكل البناء. ويأتي تدهور الكثير من المباني بسبب العوامل البيئية، لأن المواصفات التوصيفية غير كافية، والتي بدورها تؤدي إلى هدر المال، وكذلك المواد المستخدمة من غير الحاجة لذلك، كما أنها تحدد من المنافسة والتطوير والإبداع، على عكس المواصفات الأدائية التي تعزز الابتكار والإبداع، وتساهم في زيادة ديمومة الخرسانة والمباني والاستدامة. وبدأت أعمال المؤتمر الثالث حول الانتقال من المواصفات التوصيفية إلى الأدائية، لليوم الأول البارحة الأولى في الخبر، فيما انتهت أعماله أمس في الرياض، لتبدأ اليوم في جدة، ويهدف إلى التعريف بمبادرة الانتقال إلى المواصفات الأدائية التي تهتم بالنتيجة النهائية والمتطلبات المطلوبة للمنشأة. وقال الدكتور محمد كليم الرحمن، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: إن المواصفات التوصيفية عادة لا تكون صالحة لكل منشأة وكل مكان، فالبيئة تختلف من مكان إلى آخر، وبالتالي يجب تغيير المواصفة حسب البيئة، والمواصفات الأدائية تؤدي إلى توفير في تكاليف المنشأة، كذلك تحسين الجودة. وأضاف الدكتور كليم الرحمن: إن من محاسن تغيير المواصفات وخاصة تحويلها إلى أدائية في البناء من شأنه أن يؤدي إلى زيادة العمر الافتراضي لتلك المنشآت، وهذا الأمر سيدفع الموردين إلى الاهتمام بتحسين الجودة والاستثمار في مراقبة الجودة والبحث والتطوير. وبين الدكتور خالد حسن، من شركة (TRL) البريطانية، أن من مميزات مواصفات الديمومة في المباني مقاومتها للصدأ، وكذلك الظروف البيئية، وهذا ينتج عن خليط من أنواع متعددة من الاسمنت، وعدم الاعتماد على نوعية واحدة، على أن يكون ثلاثي الخلطات، إضافة إلى استخدام مواد اسمنتية أخرى. وشدد على ضرورة التأكد من نوعية الخرسانة، وأنها تكون قادرة على امتصاص الماء، ونفاذية المياه، ودرجة التشبع، كذلك هجمات الكلورايد التي تتعرض لها الخرسانة، وكل تلك الأمور لها تأثير مباشر في قوة التحمل والديمومة، وعمر المنشأة الافتراضي. وحول أمور القلق الحاصلة في الاسفلت، بين الدكتور حسن، ان الكثير من النوعيات المستخدمة في سفلتة بعض الشوارع لا تتحمل الحرارة، فضلا عن الحمولة الزائدة لبعض الشاحنات، بينما الخرسانة مادة قوية، وتتحمل العبء المروري، مبيناً أن كل مشاكل التدهور الحاصلة في الخرسانة ناتجة عن نوعية الاسمنت. وضم المؤتمر سبعة مختصين في مجال الانتقال من المواصفات التوصيفية إلى الأدائية، من بينهم، الدكتور كمال خياط، من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا بأمريكا، والدكتور مانو سانثانام، من المعهد الهندي للتكنولوجيا، والدكتور كولين لوبو، من جمعية الخرسانة الجاهزة الوطنية بأمريكا، والدكتور سيري نانوكوتان، من جامعة كويت بالمملكة المتحدة، والدكتور محمد كليم الله، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وجرى خلال المؤتمر عقد عدة حلقات تصويت تفاعلية من الحدث، حيث تم توجيه أسئلة محددة للحضور لطرح الأفكار وفهم اتجاهات سوق البناء، إضافة إلى تقييم استخدام مواصفات الأداء في المملكة، وكذلك معرفة الرأي العام حول سوق البناء في السعودية، وذلك عبر أجهزة إلكترونية تم توزيعها على الحضور للتصويت على الأسئلة المطروحة. وركز المتحدثون في المؤتمر على مناقشات تتعلق بمحتوى الاسمنت الأدنى المحدد في الخلطات الخرسانية، والفحوصات المتعلقة بالمواصفات الأدائية، كذلك استخدام المواد الاسمنتية التكميلية لتحقيق متطلبات الأداء، وركز المؤتمر على التعريف بفكرة الانتقال من المواصفات التوصيفية إلى الأدائية، وكيفية تطوير مواصفات الأداء.