، انفض السامر، عادت المنتخبات إلى بلدانها، غادر المحترفون في أوروبا من أجل الالتحاق بأنديتهم، تركوا الكأس التي أصبحت رسمياً في عهدة أصحاب الأرض، فقد توج المنتخب الأسترالي بطلاً لكأس الأمم الآسيوية، أو بمعنى أدق نقول توجت قارة أستراليا باللقب، لن تعود الكأس الآسيوية إلى قارتها الأم إلا بعد 4 سنوات، ستظل في قارة أخرى، بعد أن انحازت للضيوف الجدد ورفعت لأبنائها الأصليين شعار حاولوا مرة أخرى. وداعاً آسيا التي رفضت أن تبتسم للعرب، باستثناء منتخبين، فقد غادرت سبعة منتخبات عربية اعتباراً من الدور الأول، وتبقى منتخبا الإمارات والعراق وتواصلت مغامرتهما حتى الدور نصف النهائي، واكتفى الفريقان بخوض مباراة المركز الثالث، وحصل «الأبيض» على البرونزية. وداعاً آسيا بعد أن توج علي مبخوت بلقب الهداف، حطم مهاجمنا الذهبي كل الأرقام، وفي مشاركته الأولى أصبح أفضل هداف إماراتي في تاريخ البطولة، وكان هدافاً للتصفيات، كما حصل قبل شهرين على لقب هداف الخليج، كل هذه الأرقام التي يحققها مبخوت هي نتاج الاجتهاد الشخصي والجبار الذي يبذله اللاعب في تطوير مهاراته من خلال العمل والتدريب، وفيها إثبات لمقولة قديمة هي أنه لكل مجتهد نصيب. وداعاً آسيا، ولا تزال هوية الدولة التي تستضيف النسخة القادمة في حكم المجهول، وتبدو حظوظ الإمارات قوية للغاية، ونحن نطمح لاستضافة الحدث والفوز باللقب الذي عاندنا كثيراً وكان قريباً منا للغاية قبل 19 عاماً، وضاع منا على بعد أقل من ستة ياردات والمرمى السعودي مفتوح على مصراعيه. وداعاً آسيا، ولا يزال الآسيويون يفكرون في جدوى انضمام أستراليا إلى القارة، وبعد أن خطفت أستراليا اللقب، وكان سيدني الأسترالي قد توج قبل أشهر قليلة بطلاً لأندية القارة، تعالت الأصوات، وأعتقد أنه يجب ألا يشغل الآسيويون أنفسهم بكيفية إبعاد أستراليا عن القارة، ولكن بعد أن توجت بطلة للمنتخبات والأندية عليهم التفكير في كيفية هزيمتها، والتغلب عليها، وكيفية تطوير كرة القدم في القارة الأكبر، فقد تقدمت اللعبة في كل قارات الأرض ولا تزال في آسيا كما كانت «محلك سر». نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية