لمحت المفوضة السامية لشؤون نزع السلاح بمنظمة الأممالمتحدة أنجيلا كين إلى مسؤولية النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضة والمدنيين السوريين، وسقط أربعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في قصف طيران النظام السوري بالبراميل المتفجرة مناطق في درعا، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في منطقة دوما بالغوطة الشرقية، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب ما لا يقل عن 20 مجزرة في سوريا خلال شهر يناير المنصرم، فيما أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قرارا يقضي بإسقاط عضوية فرح الأتاسي لأسباب تتعلق بتغيبها عن عدة اجتماعات متتالية في الائتلاف، وكانت الأتاسي أعلنت عن استقالتها في عام 2013 عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك". وأوضحت الشبكة أن قوات النظام كان لها حصة قوات بشار الأسد من تلك المجازر بواقع 16 مجزرة، خلفها قصف الطيران الحربي ومدفعية قوات النظام في كل من ريف دمشق وحلب وحمص ودرعا وإدلب، فضلا عن دير الزور والحسكة وحماة. وذكرت الشبكة في تقرير لها أن المعارضة المسلحة تورطت في مجزرة نتيجة قصف عشوائي عديم التمييز بحلب. وقالت الشبكة أيضا: إن ثلاث مجازر ارتكبتها أطراف لم تستطع تحديدها في كل من حلب وحمص ودرعا بواسطة سيارات مفخخة. وتعتمد الشبكة السورية لحقوق الإنسان في توصيف لفظ مجزرة على الحدث الذي يقتل فيه أكثر من خمسة أشخاص مدنيين دفعة واحدة. وتسببت تلك المجازر، بحسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في مقتل ما لا يقل عن 241 شخصاً، بينهم 36 طفلاً، و31 سيدة، أي أن 27.8 % من الضحايا هم نساء وأطفال. وراح ضحية المجازر التي حدثت في سوريا خلال يناير المنصرم على يد القوات الحكومية 195 شخصاً، بينهم 32 طفلاً، و21 سيدة. فيما تسبب قصف المعارضة المسلحة في مقتل 15 شخصاً، بينهم 3 أطفال، و5 سيدات. أما عمليات التفجير عبر سيارات مفخخة والتي نسبت إلى أطراف غير معروفة، فأودت بحياة 31 شخصاً، بينهم طفل، و5 سيدات. ضربات التحالف قالت قوة المهام المشتركة، الأربعاء: إن الولاياتالمتحدة والقوات المتحالفة معها نفذت 11 ضربة جوية استهدفت تنظيم داعش قرب مدينة كوباني السورية وست ضربات في العراق. وقالت قوة المهام المشتركة في بيان: إن الضربات التي وقعت قرب كوباني بدأت في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، بالتوقيت المحلي، وأصابت عشر وحدات تكتيكية تابعة لداعش ودمرت ثلاثة مواقع إطلاق وموقعاً قتالياً. سيطرة كاملة ميدانياً، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها الكاملة على تلة المياسات الإستراتيجية قرب دوار البريج شرقي مدينة حلب، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري. كما أدى قصف النظام لمدينة دوما ريف دمشق إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقال قائد لواء صقور الجبل: إنهم تمكنوا من السيطرة على هذه التلة مع مقاتلي الجبهة الشامية وجيش المهاجرين والأنصار وحركة أحرار الشام الإسلامية والفرقة ال16. ولفت النقيب حسن حاج علي إلى أن عملية الاقتحام بدأت في الساعة ال12 بعد منتصف الليل واستمرت إلى ساعات الصباح المبكر، ونتج عنها تكبيد قوات النظام خسائر في العدد والعتاد. وأضاف حاج علي أنهم فجّروا دبابة وغنموا أخرى وأسروا 14 من عناصر النظام سيتم تسليمهم إلى غرفة العمليات، مبيّنا أن هذه المعركة أدت إلى مقتل أكثر من عشرين عنصرا آخر، إضافة إلى مقتل قائد عمليات قوات النظام في منطقة المياسات، بينما انسحب البقية إلى دوار البريج. وفي ريف دمشق، شن النظام غارتين على وسط مدينة دوما استهدفتا تجمعات سكنية وأسواقا شعبية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وقد شهدت مدينة دوما ثماني غارات خلفت عشرة قتلى وأكثر من مائة جريح، معظمهم مصاب بإصابات بالغة. من جهة اخرى، قالت سوريا مباشر: إن شخصاً قتل وأصيب آخر في غارات لطيران النظام على بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي. كما أكد اتحاد التنسيقيات أن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف طيران النظام الحربي مدينة دوما في ريف دمشق. وأفادت سوريا مباشر أن جرحى سقطوا جراء صاروخ استهدف حي المالكي وحديقة الجاحظ في حي الشعلان بدمشق. كما ذكرت أن قوات النظام استهدفت بالدبابات والرشاشات حي القابون شرق دمشق تزامنا مع اشتباكات مع كتائب المعارضة في الحي. وقال مركز حماة الإعلامي: إن قتيلين وعدداً من الجرحى سقطوا جراء غارة لطيران النظام على بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي، مشيرة إلى أن كتائب المعارضة ردت باستهداف قرى شطحة والسقيلبية وبلدة محردة المواليتين للنظام بصواريخ غراد. وفي ريف حماة الجنوبي، قالت سوريا مباشر: إن النظام استهدف بغارات جوية وقصف بالبراميل المتفجرة بلدات عيدون والتلول والدمينة. وقالت شبكة سوريا مباشر: إن مروحيات النظام السوري ألقت براميل متفجرة على أحياء درعا البلد مما أدى لمقتل أربعة أشخاص على الأقل، إضافة لسقوط عشرات الجرحى. من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية: إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينة بصرى الشام بريف درعا، وقال اتحاد التنسيقيات: إن المروحيات ألقت كذلك برميلين متفجرين على مدينة إنخل بريف درعا دون الحديث عن سقوط ضحايا. من جهة أخرى، قالت شبكة سوريا مباشر: إن شخصاً قتل وأصيب 15 من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال جراء غارات الطيران الحربي السوري وسقوط صواريخ أرض أرض على مدينة دوما في الغوطة الشرقية. اشتباكات بدوما وتزامن القصف مع اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة وجيش النظام على جبهة مخيم الوافدين في محيط مدينة دوما بريف دمشق، حيث تحاول قوات النظام اقتحام المدينة مدعومة بالآليات الثقيلة والمجنزرات. وصدت قوات المعارضة السورية هجوماً للقوات النظامية التي حاولت اقتحام الغوطة الشرقية من جهتها الغربية بريف دمشق. وأكد ناشطون وقوع اشتباكات بين قوات المعارضة وجيش النظام على أطراف حي جوبر شرقي العاصمة دمشق، في وقت تحدث اتحاد التنسيقيات عن قصف شنه طيران النظام الحربي على الحي. استخدام الكيماوي من جهتها، لمحت المفوضة السامية لشؤون نزع السلاح بمنظمة الأممالمتحدة أنجيلا كين إلى مسؤولية النظام السوري عن استخدام السلاح الكيميائي ضد المعارضة والمدنيين السوريين. وقالت كين خلال محاضرة لها نظمها معهد السياسة الدولية بمقر الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا، إن "هيئة حقوق الإنسان بمنظمة الأممالمتحدة عرضت صوراً أثناء استخدام السلاح الكيميائي في سوريا". وأشارت إلى "ظهور لون أصفر خلال الانفجارات"، مشيرة إلى أن ذلك "دليل على استخدام غاز الكلور الذي لا يمكن للثوار امتلاكه". وعرضت المسؤولة الدولية هذه الصور خلال المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المهتمين بشؤون الشرق الأوسط والشؤون السياسية ونزع السلاح، كما عرضت خريطة بالمواقع الكيميائية في سوريا. لكنها أكدت أنه ليس من مهمتها تحديد من المسؤول عن استخدام السلاح الكيميائي، بل معرفة إن كان هذا السلاح تم استخدامه أم لا، معربة عن دهشتها لتأكيد المجتمع الدولي استخدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للسلاح الكيميائي ضد الأكراد. واستعرضت كين العراقيل والتحديات التي كان النظام السوري يضعها أمام البعثة الدولية حتى لا تتمكن من إجراء التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي، مشيرة إلى أنه كان يلعب بعنصري الزمان والمكان حين كان يقيد مهمة البعثة بزمان ومواقع محددة يوقف فيها إطلاق النار. وأضافت أن البعثة الأممية أخذت عينات بول من المدنيين والثوار وأرسلتها إلى أربعة معامل في أوروبا، وسلمت النظام السوري نسخة منها لإرسالها إلى روسيا، مشيرة إلى أنها طلبت من المعامل سرعة تقديم نتيجة التحاليل، منوهة بأن سبب إرسال العينات إلى أربعة معامل هو التأكد من صحة نتيجة التحاليل. وأكدت أن مهمة البعثة في سوريا لم تنته بعد، مشيرة إلى أن البعثة تهدف إلى تدمير 12 معملاً كيميائياً وخمسة أنفاق وثلاثة مخازن إطارات لها علاقة بالسلاح الكيميائي. وتساءلت كين عن كيفية حصول الثوار على مواد كيميائية لم يعترف النظام بفقدها، كما أشارت إلى أن الغاز الكيميائي الذي تم استخدامه في سوريا تمت معالجته في معامل خاصة حتى يستمر أطول فترة ممكنة على سطح الأرض قبل أن يصعد في الهواء إلى أعلى. يشار إلى أن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الموقعة عام 1993 تنص على حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية والاحتفاظ بها أو نقلها أو استعمالها من جانب الدول الأطراف.