شنت قوات نظام بشار الأسد أمس غارات على تل الجابية العسكري في ريف درعا بعد سيطرة المعارضة عليه، كما قصفت بلدة المليحة في ريف دمشق الغربي، وسط اشتباكات عنيفة في حلب. وقال ناشطون: إن سلاح الجو السوري شن ثلاث غارات منذ ساعات الصباح الأولى على تل الجابية العسكري في ريف درعا، بينما أوضح اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن النظام شن أربع غارات بالبراميل المتفجرة على محيط المنطقة ذاتها. وكان هذا الموقع مركزًا لقوات النظام في المنطقة، ويشرف على عدة قرى، وقد استخدمه جيش النظام لقصف المناطق المحيطة ومنها مدينة نوى. وأضاف الناشطون إن قوات المعارضة تسعى بعد أن سيطرت على التل إلى التقدم والسيطرة على مناطق عسكرية أخرى خاضعة لسيطرة النظام، منها تل الجموع وأم حوران. وفي ريف درعا أيضًا سقط عدد من الجرحى جراء قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على بلدة تسيل، بينما أعلن مقاتلو المعارضة عن تدميرهم مدفعية عسكرية للنظام ومقتل عنصرين من قوات الجيش السوري خلال اشتباكات في درعا المحطة. فيما أعلنت شبكة سوريا مباشر عن مقتل شخص تحت التعذيب في سجون النظام، وهو من أهالي بلدة الغاربة الغربية بريف درعا. قصف وفي ريف دمشق، قال اتحاد التنسيقيات: إن قصفًا بالهاون استهدف بلدة المليحة بريف دمشق الشرقي تزامنًا مع اشتباكات على عدة جبهات بالبلدة، مشيرًا إلى أن عدد الغارات الجوية على البلدة ذاتها ارتفع إلى خمس غارات صباح الجمعة. وبث ناشطون فيديو يظهر قيام الجيش الحر، وهو يفجر مبنى كانت تتحصن به قوات النظام على جبهة بلدة المليحة، ووفق الفيديو تم تدمير المبنى القريب من إدارة الدفاع الجوي وتسويته بالأرض بالكامل. مجزرة حلب وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية أحياء الشيخ سعيد والراموسة والليرمون. وأضاف الناشطون إن كتائب غرفة عمليات أهل الشام تمكنت من تفجير مستودع ذخيرة لقوات النظام المتمركزة في معمل الإسمنت بحي الشيخ سعيد. وكان أكثر من 75 شخصًا قتلوا الخميس نتيجة قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة لحلب وريفها. وأدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية بقوة نظام بشار الأسد لإسقاط قنابل البراميل المتفجرة على سوق للخضار في مدينة حلب الخميس. وقالت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات للصحفيين: «رغم مواصلته ذبح وتجويع الشعب السوري، فقد أوضح النظام الحاكم بجلاء أنه يحمى مصالحه فقط، ولا يمثل ولا يحترم تطلعات شعبه»، وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في إيجازها الصحفي اليومي «نحن ندعو الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لهجماتها العشوائية التي لا هوادة فيها في مختلف أنحاء سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى كل هؤلاء المحتاجين». اشتباكات وفي إدلب، أوضح مركز صدى الإعلامي أن مقاتلي الجيش السوري الحر قصفوا بالغراد تجمعات النظام بقرية الفوعة، بينما رد النظام بقصف طريق بنش- تفتناز وقرية شلخ بريف إدلب. وفي حماة قال ناشطون: إن الجيش الحر تمكن من أسر ستة من عناصر النظام السوري، بعملية وصفها ب«النوعية» في مورك بريف حماة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة قرب المدينة وقصف بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي. وفي اللاذقية ذكرت سوريا مباشر أن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ والهاون مدينة كسب بريف اللاذقية، بينما استهدف مقاتلو الجيش الحر بالهاون مقرات قوات النظام في محيط البرج 45 بريف اللاذقية. من جهتها أفادت مسار برس أن مقاتلي الجيش الحر قتلوا أربعة عناصر من قوات الدفاع الوطني بمحيط جبل تشالما خلال الاشتباكات الدائرة في محيط الجبل. وفي القنيطرة، قال اتحاد التنسيقيات: إن أكثر من 37 صاروخًا استهدفت قرى غدير البستان والناصرية والسكرية والجبيلية بريف القنيطرة. الجربا في واشنطن سياسيًا أكد مصدر سياسي في الائتلاف السوري الوطني المعارض الجمعة أن «رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيقود وفدًا لزيارة واشنطن في السادس من الشهر المقبل، لطلب دعم الادارة الأمريكية للشعب السوري في مواجهة نظام بشار الاسد وآلته الحربية التي تقتل السوريين يوميًا». وأضاف المصدر إن «برنامج وفد الائتلاف يشتمل لقاءات مع اعضاء في الكونجرس ومسؤولين في الخارجية إضافة إلى قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات عامة من لوبيات معروفة بتأثيرها في صناعة القرار، دعمًا للشعب السوري وثورته في مواجهة آلة القتل والدمار التي يتعرض لها السوريين من مختلف الأطياف». وتابع المصدر إن «البرنامج قد يضاف له مواعيد مستجدة». ويواصل الجربا ووفد من الائتلاف جولة خليجية حاليًا كان بدأها من السعودية قبل أيام أجرى خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين هناك، وتشمل الجولة أيضا الإمارات وبلدان أخرى، وذلك في إطار حشد الدعم العربي والدولي لصالح الشعب السوري. مواد كيماوية وعلى صعيد آخر قالت روسيا أمس: إن مزاعم عن استخدام القوات السورية مواد كيماوية سامة كاذبة، واتهمت أعداء بشار الاسد باختلاق مثل هذه المزاعم حتى يحدث تدخل عسكري أجنبي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان في إشارة فيما يبدو إلى تقارير عن هجمات بغاز الكلور: «الاتهامات الموجهة للقوات الحكومية بشأن حالات مفترضة لاستخدام المواد الكيماوية السامة ما زالت مفبركة». وقالت مصادر لرويترز الخميس: إن رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشرف على نزع الأسلحة الكيماوية السورية -وهي مهمة يفترض أن تستكمل بحلول نهاية يونيو- يبحث إطلاق مهمة تقصي حقائق للتحقيق في تقارير عن وقوع هجمات بغاز الكلور. من جانبها قالت وزارة الخارجية الصينية: إنها لا تعتقد أن أكبر شركة لصناعة الأسلحة في البلاد انتهكت أي اتفاقيات دولية بعدما ظهرت إسطوانة تحمل اسمها في لقطات مصورة يعتقد أنها توثق هجومًا بالغاز في سوريا. وحملت هجمات وقعت هذا الشهر في عدد من المناطق السورية سمات مشتركة مما دفع بعض المحللين للاعتقاد بحدوث حملة منسقة بغاز الكلور مع تزايد الدلائل على أن جانب الحكومة هو الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية. ونشر نشطاء معارضون فيديو على الإنترنت لأشخاص يختنقون، وتوضع لهم أنابيب أكسجين للتنفس عقب ما قالوا: إنه إلقاء لقنابل من طائرات هليكوبتر في 11 و12 أبريل على قرية كفر زيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة حماة على بعد 200 كيلو متر إلى الشمال من العاصمة دمشق. وأظهرت لقطات أخرى أسطوانة منفجرة جزئيًا وعليها الرمز الكيميائي للكلور إلى جانب اسم شركة نورينكو الصينية لصناعة الأسلحة.