أوضح أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات (جيبكا)، الدكتور عبدالوهاب السعدون، أن نسبة ما توفره الأسواق الخليجية من مجمل الطلب العالمي على منتجات البلاستيك 7%، مما يشير إلى تسارع مستويات النمو في أسواق الخليج العربي. وقال السعدون في حواره مع «اليوم»: إن الاتحاد هو الصوت الذي يمثل الصناعة الخليجية ويدافع عنها امام دول الإغراق، مشيرا إلى النمو الهائل الذي يشهده قطاع صناعة البلاستيك التحويلية في أسواق منطقة الخليج العربي، ودعم الجهود لتنويع اقتصاديات أسواق المنطقة. وتناول السعدون في حديثه عددا من المواضيع الهامة، منها التحديات الخارجية وفرص الشباب ومستقبل الصناعات في ظل المنافسة ونزول اسعار النفط ،والدور في الإغراق والاستدامة، واستمرار دول الخليج في الاعتماد على البترول وحماية البيئة.. وفيما يلي نص الحوار. ما الخطط المستقبلية للاتحاد الخليجي؟ كما هو معروف الاتحاد منظمة إقليمية تمثل صناعة استراتيجية في دول الخليج لصناعة البتروكيماويات، وبالتأكيد هناك تحديات نواجهها سواء داخليا او خارجيا، والاتحاد هو الصوت الذي يمثل الصناعة ويرفع ملفات الاضرار التى تضر مباشرة بمصالح المنتجين، مثل المعوقات في الاسواق الرئيسية، وأيضا بعض التحديات التي تضر المنتجين، مثل التنظيمات او التشريعات التي لا تساعد على الاستثمار، وهذا يتبناه الاتحاد، ونجحنا في تحقيق ذلك، كما ان الصناعة ذات طابع تصديري بنسبة 80% إلى الاسواق الخارجية، وأغلب التحديات تحديات خارجية بسبب الانكماش في الاقتصاد العالمي او اقتصاديات الأسواق الرئيسية، حيث يتم ادخال بعض المعوقات سواء جمركية اوغير جمركية وحتى فنية، وهنا دورنا بتجهيز مجموعة استشارية بالمجال القانوني والمجال الفني، ونحاول مع شركائنا تضييق هذه الفجوة وأن نضمن سهولة دخول منتجاتنا او صادرتنا من دول الخليج الى هذه الاسواق، وأيضا نسعى كمنصة الى تبادل المعلومات والتجارب وتشجيع الممارسة سواء كان في موضوع حماية البيئة او السلامة المهنية، والتنسيق فيه لأن ذلك مصلحة مشتركة. ماذا عن الأمور التجارية؟ الامور التجارية لا يتم التنسيق فيها؛ لأنها اسواق حرة ويتم تحديد فيها الطلب والاسعار بناء على المعدلات العامة والمؤشرات. كيف نقلل من المنافسة داخل دول الخليج؟ المنافسة غير موجودة؛ لأن 80 % من الانتاج يصدر للأسواق الخارجية، وأسواق دول المجلس تبنت اقتصاديات السوق المفتوح، وبالتالي يمكن لدول المجلس أن تصدر او تستورد اي منتجات بتروكيماوية وبلاستيكية وبكميات ومعدلات عالية، وهدف الاتحاد تشجيع الصناعات التحويلية والغرض منه تحصيل المنتجين بحيث يباع الانتاج بالأسواق الداخلية ويعتبر تحصيلهم من المتغيرات والمعوقات التي نواجهها بالأسواق الخارجية، كما أن أغلب شركاتنا مملوكة للحكومة بالكامل او بالأغلبية والاهداف الحكومية تعتبر أهدفا ايجابية لخلق فرص عمل للشباب وتطوير مهاراتهم المطلوبة للعمل بهذا القطاع. ما دوركم في التغلب على من يفرض رسوما ويتهم الصناعات الخليجية بالإغراق؟ كان لدينا دور فعال في اكثر من قضية رفعت على المنتجين، سواء في تركيا او الهند او الصين وحتى في اوروبا، وكما ذكرت، يوجود مجموعة من الاستشاريين والقانونيين ومكاتب استشارية عالمية تتبنى القضايا وتدافع عن مصالح المنتجين الخليجيين، والحمد لله هناك نجاح في اكثر من قضية، مثل القضية المرفوعة في تايوان على المنتجين الخليجيين، حيث تم إغلاق ذلك الملف بدون الاضرار بالمنتجين الخليجيين. كيف ترى مستقبل المنتجات البتروكيميائية فى ظل نزول أسعار البترول؟ المستقبل واعد بإذن الله، حيث هذه الصناعة ليست صناعات قصيرة الأمد؛ لأن استثمارات رأس مالها عالية جدا، وأيضا لا يتم بناء مجمع بتروكيماوي على امد قصير، وإنما يستغرق سنوات مثل صناعة المنتجات السلعية، مثل صناعة البترول وملحقاته، ويوجد لديها دورات اقتصادية، وايضا تخضع للدورة الاقتصادية، كما ان انخفاض البترول مؤقت لأنه مرتبط بالانكماش فى الطلب وتحسين تنافسية المنافسين في الصين واوروبا الذين يستخدمون منتجات البترول المكررة، وبالتالي انخفاض البترول سبّب لهم انخفاض اسعار المنتجات، وتوقعاتنا انها مرحلة يمكن أن تستغرق من الوقت حتى النصف الاول من 2015 م، ولكننا متفائلون بالنصف الثاني برجوع الاسعار الى مستوى افضل، ولا يوجد قلق لأن الصناعة مرت بدورات كثيرة في 2008 و2009 وانخفضت الاسعار الى مستوى اقل من المستوى الحالي وعادت الى مستويات عالية جدا. هل هناك خطة لعقد مؤتمرات الاتحاد في دول الخليج بالتناوب وعدم الاعتماد على دولة واحدة؟ ندرس مثل هذا الموضوع، واختيار دبي لانعقاد مؤتمرات لسهولة التواصل، ودبي مؤهلة بسبب وجود مقر الاتحاد فيها، وايضا سهولة التسهيلات الممنوحة لتأشيرات الدخول للمشاركين، وهذا من اهم المميزات، إلا انه يوجد لدينا فعاليات كثيرة سواء منتديات أو ندوات أو ورش عمل فى كل دول الخليج. كيف ترى فكره تكريم المخترعين والموهوبين بالمؤتمر؟ هذه السنة تعتبر الخامسة في تكريم هذه الفئة، والغرض منها تشجيع تأسيس ثقافة الابتكار في هذه الصناعة وخاصة الصناعة البتروكيمائية او البلاستيكية، ويتم تكريم الباحثين والطلاب الذين يدرسون بالمعاهد المتخصصة سواء كيميائية او بلاستيكية، والهدف إعطاؤهم حزمة من التشجيع والاستمرار فى هذا التمييز والتحديات في هذه الصناعة، ويتطلب ذلك من جميع الشركات تبني ثقافة الابتكار، وهذا لا يعني الاختراع وإنما التحسين المستمر للمنتجات والخدمات وسلسة الامداد والانظمة الادارية والموارد البشرية، وهذا له مردود بتعزيز منافسة المنافسين. ما طموحات الاتحاد الخليجي؟ الاتحاد ولله الحمد قطع خطوات كبيرة جدا، وأصبحت له سمعة مرموقة سواء على الصعيد الاقليمي او العالمي، وطموحاتي شخصيا ان أرى كثيرا من المواطنين الخليجيين يعملون في هذا الاتحاد، ويتبنون القضايا التي تخص الصناعة وايضا يستفيدون من الخبرات المتراكمة من خلال الانشطة والبرامج التي يتم الإشراف عليها من قبل الاتحاد سواء برامج فنية او برامج ادارية وغيرها. ماذا عن تطور أكثر بالصناعات البتروكيماوية الخليجية؟ بالتأكيد هذا ما نهدف له؛ لأنه اذا اليوم لم يتم تطوير حصتك بالسوق سوف تتقلص؛ لان الصناعة تحتاج بناء وحدات انتاجية كبيرة لتحسين اقتصاديات الانتاج، ولا بد من النمو باستمرار وتسويق الوحدات الانتاجية بالأسواق الرئيسية، والنمو لا بد ان يكون مستداما وليس مرحليا. هل توجد لديكم خطط للاستدامة؟ نعم، وتوجد مبادرات كثيرة بالنمو وايضا يوجو مؤتمر متخصص بالنمو المستدام بشهر فبراير، وهناك مبادرة اصبحت عالمية ونشجع فيها على تنظيف البيئة وجمع النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها؛ لأنه يهمنا ان يكون هناك وعي في المجتمع بعدم رمي النفايات سواء بلاستيكية او غير بلاستيكية في الصحراء او الشواطئ، وايضا هذه منتجات يمكن اعادة الحياة إليها عن طريق تدويرها واستخدامها بتوليد الكهرباء. متى نشاهد المنتج النهائي يصنع بدول الخليج بدلا من التصدير الى الاسواق العالمية ثم استيراده؟ الجهود مبذولة لتحقيق ذلك من خلال الشركات التحويلية بالتعاون مع المنتجات الاساسية، وكما ذكرت لك ان 80 % من الانتاج يصدر للأسواق الخارجية، ومنها الصين وأوروبا وغيرها، وهذه المنتجات تصدر كخامات بلاستيكية يتم تصنيعها بالصين او في الاسواق الآسيوية وتتم اعاده تصديرها لدول الخليج ومن ضمنها المملكة، وتسبب خسارة القيمة المضافة التي حققها هذا المنتج بعد عملية تحويله الى منتج نهائي، وايضا يتم تصديرها الى الاسواق الاوروبية والامريكية باستخدام خامات تستورد من المملكة ودول الخليج، وبإذن الله قريبا يتم تصنيع هذه المنتجات بدول الخليج، لأنه بالتأكيد المردود الاقتصادي سيكون عاليا بالنسبة لمصنّعي البلاستيك وتوفير فرص العمل ويصبح هناك توسع في الخدمات اللوجستية وأيضا خدمات الشحن. إلى متى الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي؟ النفط لا يزال لديه دور كبير جدا في هذا المجال، وما زال يلعب دورا كبيرا جدا في اقتصاديات دول المجلس، حتى عملية تنويع القاعدة الاقتصادية، وهذه ممكنة، ولكن ايضا باستخدام النفط كعامل محفز لبعض القطاعات مثل الصناعات المعدنية كالالمنيوم والحديد والبتروكيماويات والأسمدة، وهذه جميعا تعتمد على النفط والغاز والمشتقات النفطية، وهذه ثروة اكرمنا الله بها، والمفروض أن يتم استغلالها استغلالا كاملا لأنها ثروة ناهضة، ومهم ان نرفع القيمة الاقتصادية والمردود الاقتصادي من خلال تصنيع منتجات اكثر بدول الخليج. ماذا عن نمو الصناعات البلاستكية التحويلية في الخليج؟ يشهده قطاع صناعة البلاستيك التحويلية في أسواق منطقة الخليج العربي نموا هائلا، وسيساهم في دعم جهود تنويع اقتصاد أسواق المنطقة، إضافة إلى التغلب على تقلبات السوق التي تشهدها العديد من القطاعات الاقتصادية حول العالم، ومعدلات إنتاج خامات البلاستيك (البوليمر) في دول مجلس التعاون الخليجي قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً نتج عنه طفرة كبيرة في حجم الصادرات، إضافة إلى النمو المطرد في الطلب المحلي، وتعد صادرات دول المجلس من البوليمر أحد أكبر الصادرات غير النفطية وتشكل إيراداتها نحو 35 % من مجمل إيرادات الصادرات الخليجية غير النفطية. ما الدول الخليجية الأكثر تصديرا للبلاستيك؟ السعودية من الدول الرائدة في مجال تصدير منتجات البلاستيك، مما سيساهم في توفير 17 الف فرصة عمل في هذا القطاع. بينما تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً بالعاصمة أبو ظبي نمواً متسارعاً كمحور أساسي لنشاطات صناعة البلاستيك التحويلية في المنطقة. كم تبلغ نسبة الاسواق الخليجية للمنتجات البلاستيكية من الطلب العالمي؟ تصل نسبة ما توفره الأسواق الخليجية من مجمل الطلب العالمي على منتجات البلاستيك إلى 7 %. إن نمو الناتج الإجمالي المحلي في المنطقة إلى جانب ارتفاع عدد السكان والمستويات الحالية المنخفضة من استهلاك البوليمر للفرد والتي تصل إلى 14 كيلو غراماً فقط، والتي تشكل نصف كمية الاستهلاك في أوروبا الغربية، مما يشير ذلك إلى تسارع مستويات النمو في أسواق الخليج العربي. ماذا عن خامات التغذية لمصانع البلاستيك؟ نمو خامات البلاستيك (البوليمر) في المنطقة مرتبط بشكل وثيق بإنتاج خامات التغذية الأثيلين والبروبلين، حيث يتم استهلاك 70 % من مجمل إنتاج الأثيلين في الشرق الأوسط لإنتاج البولي إيثيلين، فيما يتم استهلاك 91 % من البروبيلين لإنتاج البولي بروبيلين. كما تعد المملكة العربية السعودية أكبر منتجي البوليمر في منطقة الشرق الأوسط وبنسبة 56 % من مجمل إنتاج المنطقة، والزيادة المضطردة للطاقة الإنتاجية التي تشهدها المنطقة تدعم عمليات التصدير والصناعات الجديدة المعتمدة على البلاستيك. متى تأسس الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات؟ تأسس «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيمياويات في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي، وتتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد، بالإضافة الى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها. وتساهم الشركات الاعضاء مجتمعةً بأكثر من 95 % من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي. ويعدُّ هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة، بمنتجات تصل قيمتها سنوياً إلى 97.3 مليار دولار أمريكي، ويحرص الاتحاد على الارتقاء بقطاع الكيماويات والبتروكيماويات في المنطقة من خلال تقديم كافة سبل الدعم الممكنة وتفعيل التواصل بين المعنيين، بالإضافة إلى مبادرات الريادة الفكرية التي تمد جسور التواصل البنّاء بين الشركات الأعضاء لتبادل المعارف والخبرات وتطويرها وتحسينها باستمرار، علاوةً على الحضور الفاعل في المحافل الدوليّة المعنيّة بشؤون الصناعة، وبالتالي تحقيق مساهمة ملموسة في رسم ملامح مستقبل صناعة البتروكيماويات على الصعيد العالمي. ويلتزم «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات» بتوفير منصة مثالية لجميع المعنيين بالقطاع في المنطقة، ولتحقيق هذه الغاية، تتبع له 6 لجان فاعلة تركّز في عملها على القطاعات الفرعية مثل البلاستيك، والأسمدة وأخرى تركّز على القطاعات المساندة مثل: سلاسل الإمداد، والتجارة الدولية، والأبحاث والابتكار، والرعاية المسؤولة. وينظّم الاتحاد سنويا 6 فعاليات على المستوى العالمي. ويقوم بإصدار العديد من التقارير والدراسات المتخصصة فضلاً عن النشرات الإخبارية الدورية.