أكد الدكتور عبدالوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، أن المملكة تهدف لأن تصبح من الدول الرائدة في مجال تصدير منتجات البلاستيك، مما يسهم في توفير 17 ألف فرصة عمل في هذا القطاع، مبينا أن دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً بالعاصمة أبو ظبي تشهد نمواً متسارعاً كمحور أساسي لنشاطات صناعة البلاستيك التحويلية في المنطقة. وأضاف الدكتور السعدون في تصريح ل"اليوم" انه يعد التركيز على تحسين قطاع البتروكيماويات بشكل متكامل لدعم التنوع الاقتصادي لدول الخليج العربي من التوجهات السائدة في المنطقة، ومن المتوقع ان يكون، لما نسميه، التحول نحو صناعات البلاستيك التحويلية الدور الرئيس في مواجهة التحديات القادمة ضمن التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وذلك خاصة مع الانخفاض الحالي لأسعار النفط العالمية". وأضاف: "سيسهم التركيز على صناعة البلاستيك التحويلية في رفع نسب الصادرات، مما سيولد المزيد من فرص العمل الجديدة وإضافة قيمة أعلى للاقتصاديات المحلية، والتي أصبحت من أولويات حكومات المنطقة". وأشار السعدون إلى العلاقة المباشرة التي تربط بين إجمالي الناتج المحلي ونمو الطلب على منتجات البوليمر، وأوضح: "يعد ارتفاع الطلب على منتجات البوليمر مؤشراً قوياً للنشاط الاقتصادي المتنامي". وقال: "تصل نسبة ما توفره الأسواق الخليجية من مجمل الطلب العالمي على منتجات البلاستيك إلى 7%. إن نمو الناتج إلاجمالي المحلي في المنطقة إلى جانب ارتفاع عدد السكان والمستويات الحالية المنخفضة من استهلاك البوليمر للفرد والتي تصل إلى 14 كيلوغراماً فقط، والتي تشكل نصف كمية الاستهلاك في أوروبا الغربية، تشير إلى تسارع مستويات النمو في أسواق الخليج العربي". وأشار تقرير الى أن نمو خامات البلاستيك (البوليمر) في المنطقة مرتبط بشكل وثيق بإنتاج خامات التغذية الأثيلين والبروبلين حيث يتم استهلاك 70% من مجمل إنتاج الأثيلين في الشرق الأوسط لإنتاج البولي إيثيلين فيما يتم استهلاك 91٪ من البروبيلين لإنتاج البولي بروبيلين. وتعد المملكة أكبر منتجي البوليمر في منطقة الشرق الأوسط وبنسبة 56% من مجمل إنتاج المنطقة، مع الإشارة إلى الزيادة المضطردة للطاقة الإنتاجية التي تشهدها المنطقة لدعم عمليات التصدير والصناعات الجديدة المعتمدة على البلاستيك. ومن ناحية أخرى، ذكر التقرير أن منطقة الشرق الأوسط شكلت 7٪ من مجمل الطلب العالمي على البولي ايثيلين خلال عام 2013، حيث كانت المملكة العربية السعودية أكبر مستهلكي دول مجلس التعاون الخليجي من هذه المنتجات. ويشهد الطلب الإقليمي على البولي إيثيلين الذي يستخدم بشكل أساسي في صناعة التعبئة والتغليف، تزايداً بمعدل سنوي تراكمي نسبته 5.2 منذ عام 2008، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 6.2٪ مع حلول عام 2018، نظراً إلى تزايد مشاريع تنمية البنية التحتية في المنطقة. ويشكل الطلب على البولي بروبلين المستخدم في ألياف المنسوجات وأفلام التصفيح الحراري BOPP، في منطقة الشرق الأوسط كذلك ما يقدر ب7٪ من مجمل الطلب العالمي. حيث من المتوقع أن يسجل هذا القطاع في الأسواق الخليجية خلال الأعوام الخمسة المقبلة نمواً بنسبة 7٪، وذلك لما تشهده هذه الأسواق من جهود تطوير صناعاتها التحويلية. وقد أشار تقرير "آفاق جديدة لصناعة البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي" الذي أعده الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) بالتعاون مع شركة الاستشارات العالمية (نيكسانت)، إلى أن النمو الهائل الذي يشهده قطاع صناعة البلاستيك التحويلية في أسواق منطقة الخليج العربي سيساهم في دعم جهود تنويع اقتصادات أسواق المنطقة، إضافة إلى التغلب على تقلبات السوق التي تشهدها العديد من القطاعات الاقتصادية حول العالم. يشار الى أنه تم إطلاق "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي تتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد بالإضافة الى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها. وتساهم الشركات الاعضاء مجتمعةً بأكثر من 95% من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي. ويعدُّ هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنوياً إلى 97.3 مليار دولار. ويحرص الاتحاد على الارتقاء بقطاع الكيماويات والبتروكيماويات في المنطقة من خلال تقديم كافة سبل الدعم الممكنة وتفعيل التواصل بين المعنيين بالإضافة إلى مبادرات الريادة الفكرية التي تمد جسور التواصل البنّاء بين الشركات الأعضاء لتبادل المعارف والخبرات وتطويرها وتحسينها باستمرار، علاوةً على الحضور الفاعل في المحافل الدوليّة المعنيّة بشؤون الصناعة، وبالتالي تحقيق مساهمة ملموسة في رسم ملامح مستقبل صناعة البتروكيماويات على الصعيد العالمي.