سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أمين وزراء الداخلية العرب» يتهم الغرب بتوفير ملجأ للتطرف بحجة حرية الفكر لوبن يتهم مخابرات غربية بهجوم باريس و «التعاون الإسلامي» تصف الرسوم المسيئة ب «الخبيثة»
اتهم مسؤول أمني عربي الدول الغربية بتوفير ملجأ للفكر المتطرف وتغذية الطائفية بحجة حرية الفكر، وأدانت منظمة التعاون الاسلامي "بشدة" نشر «شارلي ايبدو» رسما للنبي محمد، وقال مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني، إن "مجزرة شارلي إيبدو" قد تكون من عمل جهاز مخابرات بالتواطؤ مع السلطات الفرنسية فيما قالت منظمة التعاون الاسلامي ان اصرار المجلة الفرنسية على تكرار نشر الصور المسيئة دليل "تعصب وكراهية وعدم مبالاة"، وكشف استطلاع للرأي بعد اعتداءات باريس ان نسبة التأييد لفرنسوا هولاند الذي كان يعد الرئيس الفرنسي الاقل شعبية سجلت قفزة تاريخية. تغذية الإرهاب وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان، في تصريح صحفي في الجزائر إن "ما يغذي الإرهاب هو التطرف والطائفية والفكر السائر في هذا الاتجاه في الدول الغربية". وشدد كومان أن "كثيراً من الدول الغربية كانت مأوى للفكر المتطرف وكانوا يدعون أن هذا من باب حرية الفكر"، مضيفاً أن "حرية الفكر التي يروج لها في الدول الغربية لا يجب أن تعني حرية التطاول وحرية التجاوز وخلق روح الكراهية والعداء والطائفية". وقال المسؤول العربي إنه "يتعين على كل دول العالم أن يكونوا على قدر من المسؤولية لمحاربة آفة الإرهاب التي أصبحت مؤثرة على الدول كافة وذلك على العديد من الأصعدة كالمجال السياحي والاقتصادي". وأكد أن اجتماع وزراء الداخلية العرب، المقرر في مارس المقبل في الجزائر، سيضع خطة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب، مشدداً على أن الدورة العادية ال32 لمجلس وزراء الداخلية العرب ستشهد حضور وزراء خارجية كل الدول العربية للنظر إلى الوضع الذي يعيشه العالم العربي. وذكر كومان بالحرب التي خاضتها الجزائر ضد الإرهاب، البلد الذي ما زال يقاوم ضد هذه الظاهرة. مدبرو الهجوم واتهم زعيم يميني فرنسي أجهزة مخابرات غربية بتدبير الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الذي أودى بحياة 12 شخصا في وقت سابق من الشهر الجاري على خلفية نشرها رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني، إن "مجزرة شارلي إيبدو" قد تكون من عمل جهاز مخابرات بالتواطؤ مع السلطات الفرنسية. وتتسق تصريحات لوبان مع ما تعج به شبكة الإنترنت من فرضيات توحي بأن الهجوم كان من تدبير عملاء مخابرات أميركيين أو إسرائيليين لإشعال حرب بين الإسلام والغرب، على حد وصف صحيفة ذي إندبندنت البريطانية. وأثارت تصريحات لوبان التي أدلى بها لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية حفيظة السياسيين الفرنسيين حتى إن ابنته وخليفته في قيادة الجبهة الوطنية، مارين لوبان، حاولت أن تنأى بحزبها عن أقوال والدها. ونقلت الصحيفة الروسية عن لوبان قوله إن "الهجوم على شارلي إيبدو يشبه عمل جهاز مخابرات سري لكننا لا نملك دليلا على ذلك". وأضاف "لا أعتقد أن الهجوم كان من تدبير السلطات الفرنسية لكنها هي من سمحت بارتكاب الجريمة. ويبقى هذا القول حتى اللحظة مجرد افتراض". ولتبرير تصريحاته، أشار لوبان إلى أن أحد الأخوين اللذين نفذا الهجوم، ترك بطاقة هويته داخل السيارة التي هربا بها. ووصف الزعيم اليميني من شارك في مسيرة "مناهضة الكراهية" في باريس الأحد قبل الماضي والبالغ عددهم مليونا ونصف المليون شخص، بأنهم "ليسوا من مناصري شارلي إيبدو، بل يشبهون "ممثل الأفلام الكوميدية الصامتة الإنجليزي شارلي شابلن". ارتفاع شعبية هولاند وفي السياق، كشف استطلاع للرأي اجري بعد اعتداءات باريس ونشرت نتائجه امس ان نسبة التأييد لفرنسوا هولاند الذي كان يعد الرئيس الفرنسي الاقل شعبية سجلت قفزة تاريخية مقدارها 21 نقطة لترتفع نسبة مؤيديه الى اربعين بالمائة. وقال فريديريك دابي مدير قسم التحقيقات في معهد استطلاعات الرأي ايفوب لوكالة فرانس برس انه لم يسجل من قبل اي تقدم بهذا الحجم. وسجلت نسبة التأييد لرئيس الوزراء مانويل فالس تحسنا بمقدار 17 نقطة واصبح يلقى تأييد 61 بالمائة من الفرنسيين وهي نسبة اكبر من تلك التي سجلت عند توليه مهامه في ابريل 2014. واجري الاستطلاع بين 16 و17 يناير اي بعد اعتداءات اوقعت 17 قتيلا في باريس وبعد التظاهرات العارمة التي حشدت في 11 يناير حوالي اربعة ملايين شخص. وقال دابي ان الرئيس ورئيس الوزراء استفادا بوضوح شديد من طريقة ادارة تلك الازمة. واضاف الخبير "انها ظاهرة نادرة جدا في تاريخ استطلاعات الرأي"، مؤكدا ان "هناك فقط حالة فريدة مشابهة عندما كسب فرنسوا ميتران 19 نقطة من التأييد ابان حرب الخليج بين يناير ومارس 1991". وردا على سؤال يقول "هل تؤيد عمل فرنسوا هولاند كرئيس الجمهورية؟" اجاب اربعون بالمائة من المستطلعين بنعم مقابل 19% في ديسمبر 2014، بينما تراجع عدد معارضيه الى 59% (انخفاض ب21 نقطة). وردا على السؤال نفسه لرئيس الوزراء مانويل فالس اعرب 61% عن تاييدهم، اي بزيادة 17 نقطة في حين تراجع عدد منتقديه ب16 نقطة الى 39% من المستطلعين. واجرى الاستطلاع معهد ايفوب فيدوسيال لمجلة باريس ماتش وميديا سود راديو، عبر الهاتف مع عينة من 1003 أشخاص يمثلون اطياف الفرنسيين الذين تتجاوز اعمارهم 18 سنة. "التعاون الإسلامي" تدين من جهتها، اعربت منظمة التعاون الاسلامي عن "ادانتها الشديدة" لنشر اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة رسما كاريكاتوريا يصور النبي محمد، معتبرة ان اصرار المجلة على تكرار هذا الفعل انما ينم عن "تعصب وكراهية وعدم مبالاة" بمشاعر المسلمين في العالم اجمع. وقالت "الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي" في بيان انها "تبدي صدمتها" ازاء نشر الاسبوعية الفرنسية مجددا رسما للنبي محمد. واضاف البيان ان الهيئة "تدين بشدة هذا العمل الذي ينم عن تعصب وعدم احترام وهو تعبير صارخ عن الكراهية واللامبالاة بمشاعر أكثر من 1،6 مليار مسلم حول العالم"، مؤكدة ان "السخرية من الشخصية الاكثر توقيرا" في الدين الاسلامي "ليست سوى شكل متطرف من اشكال التمييز العنصري". وحثت الهيئة "المسلمين في جميع أنحاء العالم على مواصلة ممارسة ضبط النفس في رد فعلهم على هذا العمل البالغ الغاية في الاستفزاز والخبث والكراهية والمستند الى افتراض خاطئ بالحق في اهانة وتشويه سمعة ديانة وقيم وثقافات الآخرين باسم حرية التعبير". مظاهرات منددة وفي غروزني، شارك عشرات الالاف من الشيشان الروس امس الاثنين في مسيرة مناهضة لصحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد شجبها رئيس الاقليم الذي تقطنه غالبية مسلمة ووصفها بانها "مبتذلة وغير اخلاقية". وحمل الاف الرجال والنساء والاطفال الشيشان بملابسهم التقليدية لافتات تقول "ارفعوا أيديكم عن النبي محمد" وأخذوا يكبرون وهم ينطلقون في الشارع الرئيس لجروزني عاصمة الشيشان التي اعيد بناؤها بعد ان دمرت مرتين خلال حربين انفصاليتين. وكتب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف قبل المسيرة على الانترنت "سنقدم احتجاجا شديدا على ابتذال من رسموا هذه الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد وانعدام اخلاقهم وجهلهم بالثقافة وخزيهم". وأضاف "نحذر على الملأ اننا لن نتهاون مع مثل هذه الاعمال". وصرح قديروف أنه يتوقع مشاركة مليون شخص في المسيرة. وفي جلال آباد شرق افغانستان احرق متظاهرون علما فرنسيا احتجاجا على نشر الصحيفة الفرنسية الاسبوعية الساخرة شارلي ايبدو رسما جديدا للنبي محمد. وتجمع المتظاهرون صباح امس في شوارع هذه المدينة الواقعة على الحدود مع باكستان لادانة نشر رسم جديد للنبي محمد نشر على الصفحة الاولى من عدد شارلي ايبدو الذي صدر الاربعاء. وخلال التظاهرة التي نظمها ناشطون شباب، ردد المتظاهرون "الموت لفرنسا". وطلب مطيع الله احمدزاي احد منظمي التظاهرة من الحكومة الافغانية والدول الاسلامية الاخرى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا. وقال احمدزاي لفرانس برس "نحن مسلمون. نحن مستعدون للتضحية بانفسنا من اجل الاسلام ومن اجل نبينا محمد. نريد اغلاق سفارة فرنسا في كابول وعلى فرنسا تقديم اعتذارات الى المسلمين". واكد عبد الرحمن الذي كان يحمل لافتة كتب عليها "الحبيب محمد" انه "لن يسكت". حرق كنائس وفنادق من جهته، أعلن الناطق باسم الشرطة النيجرية امس الاثنين ان 45 كنيسة احرقت السبت خلال التظاهرات التي تحولت اعمال شغب ضد صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الاسبوعية الساخرة لنشرها رسوم كاريكاتير للنبي محمد. وقال الناطق باسم الشرطة اديلي تورو في مؤتمر صحافي ان «خسائر كبيرة سجلت: 45 كنيسة وخمسة فنادق و36 حانة ودار للايتام ومدرسة مسيحية كلها نهبت قبل أن تحرق». وقد أسفرت هذه الاحتجاجات عن سقوط خمسة قتلى و128 جريحا واعتقال 189 شخصا.