شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مجددا على معارضتها ل "التمييز والإقصاء"، وقالت أثناء الاحتفال بمرور 25 عاما على نشأة الجمعية المعروفة باسم "المجتمع الألماني" امس: "إن الأشخاص الذين أتوا إلينا هنا هاربون من أزمات وخائفين على حياتهم ويبحثون عن الحماية، لهم الحق في التعامل بشكل محترم هنا". وتابعت ميركل: "علينا الانقلاب على كل الأحكام المسبقة ضد من لديهم أصول أجنبية، وضد الذين ينتمون للجزء الأضعف من المجتمع ...". وأضافت المستشارة الألمانية: إن هذا الأمر يندرج ضمن "القيم الأساسية في دستورنا". وشددت ميركل على خلفية المظاهرات المناهضة للإسلام وللأجانب في ألمانيا، على ضرورة "مواجهة التعصب والعنف بكل السبل"، لاسيما بعد الهجوم الذي حدث في باريس. وأكدت: "ليس جديرا بدولتنا الحرة أن يتم إقصاء مجموعة من المواطنين بسبب معتقداتهم أو مواطنهم، ولا مكان في هذا البلد لكراهية الأجانب أو العنصرية أو التطرف". وكان نحو 25 ألف محتج مناهض للإسلام جابوا شوارع مدينة دريسدن بشرق ألمانيا الاثنين، وحمل كثيرون لافتات تحمل شعارات معادية للمهاجرين، ووقفوا دقيقة حدادا على أرواح ضحايا هجمات الأسبوع الماضي في فرنسا. وحدد زعيم الحركة لوتز باخمان مطالب حركته من الحكومة بما في ذلك وضع قانون جديد للهجرة يجبر المهاجرين على الاندماج ولا يسمح بعودة الإسلاميين الذين يغادرون ألمانيا للقتال مرة أخرى للبلاد. وقالت كاترين أورتيل، وهي واحدة من مؤسسي الحركة لرويترز: "نكتسب مزيدا من التأييد كل أسبوع.. نحن ضد جميع أعمال العنف بدوافع دينية إسلامية أو مسيحية". وحذرت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، أيدان أوتسوجوتس، من الاشتباه في جميع المسلمين بشكل عام بعد الهجوم الذي تم شنه في فرنسا الأسبوع الماضي. وقال أوتسوجوتس اليوم الثلاثاء لإذاعة "برلين-براندنبورج" الألمانية: إن أغلب المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو أربعة ملايين في ألمانيا يعيشون منذ عقود في سلام داخل البلاد. ودعت أوتسوجوتس، السياسية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الأوساط السياسية بمواصلة الاهتمام باستكشاف الديانة الإسلامية. وأكدت أنه لا يجوز المساواة بين التوجهات الدينية والإرهاب. وشددت أوتسوجوتس على ضرورة أن يزيد المجتمع المدني من اهتمامه بالبحث عن سبب استقطاب الشباب في ألمانيا للمشاركة في القتال الذي يقوم به تنظيم (داعش) في سوريا والعراق. الى ذلك، تخشى هيئة مكافحة الجريمة الاتحادية من تكرار محتمل للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا مؤخرا في ألمانيا. وأعربت الهيئة في تقرير لها لرصد الأوضاع في أعقاب الهجمات ومختوم بعبارة "فقط للاستخدام الخدمي" عن مخاوفها من مظاهر إبداء متطرفين تعاطفهم مع الهجمات على الإنترنت، كما تحدثت الهيئة عن دعوات مباشرة لشن هجمات إرهابية في ألمانيا. وفي المقابل، ذكرت الهيئة في التقرير المكون من 25 صفحة والذي نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة امس الثلاثاء، أنه لا توجد حاليا "معلومات أو أدلة محددة" بشأن وجود خطط لشن هجمات في ألمانيا، إلا أنها أعربت في الوقت نفسه عن مخاوفها من أن تحفز الهجمات الإرهابية في فرنسا إسلاميين في ألمانيا على شن هجمات في داخل ألمانيا. وجاء في التقرير: "الهجوم من الممكن أن يكون بادرة تؤثر على أشخاص مائلين لارتكاب جرائم مقيمين في ألمانيا". وأضاف التقرير: إن هناك ترحيبا وتبريرا في منتديات باللغة العربية على الإنترنت ومواقع إلكترونية باللغة الألمانية للهجوم على مقر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة في باريس و"تهاني" للجناة، بالإضافة إلى انتشار هاشتاج باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عنوانه "انتقمنا للرسول".