نفذت قوى الأمن الداخلي اللبنانية بمساندة من القوات الجوية للجيش اللبناني الذي استخدم الطائرات المروحية، عملية أمنية، صباح أمس، داخل سجن رومية، وتحديداً في المبنى "ب" حيث يتم حجز وتوقيف أكثر المطلوبين الإرهابيين، أو المتهمين، خطورة، وقال مصدر أمني، إن "التحقيقات بتفجيري جبل محسن في طرابلس قادت إلى الكشف عن أن الانتحاريين المنفذين تلقيا تعليماتهما وكامل التفاصيل المتعلقة بالعملية من سجناء في المبنى ب من سجن رومية، فيما توعدت جبهة النصرة بذبح العسكريين الموجودين في أسرها رداً على اقتحام السجن. تطبيق خطة أمنية وجاءت العملية داخل سجن رومية، بحسب وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق "تطبيقاً للخطة الأمنية" التي بدأت في طرابلس قبل أكثر من شهر ومن المفترض أن تشمل كل المناطق التي تشكل بؤراً أمنية خارجة عن سلطة الدولة في كل لبنان. وأضاف المشنوق، أن توقيت العملية حصل "بعد رصد اتصالات بين عدد من المساجين وعناصر من داعش في طرابلس، وأن الأمر له علاقة بالتفجيرين في جبل محسن". وقالت قوى الأمن الداخلي في بيان: إن وحداتها قامت بعملية تفتيش عن الممنوعات في سجن رومية من ضمنه المبنى "ب" حيث الموقوفون الإسلاميون، ما دفع بعض السجناء إلى افتعال أعمال شغب وإشعال الحرائق لعرقلة سير عملية الدهم والتفتيش. وحسب وزير الداخلية، فإن عملية الدهم والتفتيش قد تمت من دون وقوع إصابات خطرة، نافياً مقتل أحد عناصر الوحدة الأمنية في عملية الدهم، في حين أشارت مصادر في الوزارة مواكبة للعملية أنه تم نقل سجناء مبنى "ب" من الإسلاميين إلى المباني الأخرى التابعة للسجن. إجراءات مشددة واتخذت القوى الأمنية إجراءات أمنية مشددة، فعمدت إلى قطع الطرق المؤدية إلى محيط سجن رومية لمنع أي تجمعات بشرية في المنطقة، في وقت نفذت وحدات الجيش اللبناني في مدينة طرابلس انتشاراً أمنياً وعززت انتشارها وإجراءاتها الأمنية في محيط سجون محافظة الشمال. وعملت هذه القوى على فتح الطرق التي لجأ أهالي العسكريين المخطوفين إلى قطعها احتجاجاً على ما يجري في سجن رومية، في حين قام أهالي المعتقلين في سجن رومية إلى قطع طريق المنية فعمد الجيش إلى إعادة فتحها، والعمل على إعادة فتح الطرقات الفرعية في المدينة التي جرى إقفالها، في حين عمد عدد من الشبان على قطع الطريق عند مستديرة نهر أبو علي في طرابلس، كما تم قطع الطريق في بحنين في منطقة عكار. وعلى الفور دعا عدد من المشايخ والعلماء في مدينة طرابلس إلى العمل على ضبط ردود الفعل في المدينة بعد تطورات سجن رومية. تعليمات من السجن ونقلت جريدة "النهار" اللبنانية عن مصدر أمني، لم تسمه، أن "التحقيقات بتفجيري جبل محسن في طرابلس قادت إلى الكشف عن أن الانتحاريين المنفذين تلقيا تعليماتهما وكامل التفاصيل المتعلقة بالعملية من سجناء في المبنى ب من سجن رومية، الخارج عن سلطة القوى الأمنية منذ سنين". وأضاف المصدر، أنه "بعدما تم وضع جلسة مجلس الوزراء المصغرة التي انعقدت، الأحد، برئاسة تمام سلام والقادة الأمنيين في جو المعلومات ونتائج التحقيقات، تم اتخاذ القرار بدخول القوى الأمنية إلى المبنى ب ضمن خطة أمنية كانت معدة منذ زمن لكنها لم تحظ بموافقة المسؤولين قبل ذلك، نتيجة تباينات في الرؤى المتعلقة بمعالجة قضية السجون بين المسؤولين السياسيين والأمنيين". وسجن رومية هو أكبر السجون اللبنانية ويقع شرق العاصمة بيروت. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للسجن 5500 نزيل، وكان شهد أحداث تمرد آخرها في نيسان/أبريل من عام 2008 . النصرة تهدد وأتى تحرك أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي داعش والنصرة ومحاولة قطع الطرق قرب سجن رومية بعد التهديد الذي صدر عن جبهة النصرة التي توعدت "بمفاجآت" تتعلق بمصير من سمّتهم "أسرى الحرب لدينا". وقد ربط بيان النصرة بين هذه المفاجآت وما سمّاه "التدهور الأمني" في سجن رومية. إلى ذلك، نقلت مصادر إعلامية لبنانية عن مصدر إعلامي في "جبهة النصرة" حديثاً توجه فيه إلى أهالي عسكريي عرسال بالقول: "هل المطلوب منا تصفية أبنائكم؟ لا تلومونا إن بدأنا بتغيير أسلوبنا مع العسكريين". وتابع المصدر: "هل نعتبر أن تصرف حكومتكم اللامبالي هو بمثابة استفزاز لنا لنبذح العسكريين". إدانة أممية وفي السياق، أعرب مجلس الأمن الدولي عن "إدانته الشديدة" للعمليتين الانتحاريتين اللتين وقعتا في مقهى بمدينة طرابلس بشمال لبنان وأسفرتا عن سقوط تسعة قتلى و37 جريحاً. وفي بيان بالإجماع، أعرب أعضاء مجلس الأمن ال15 عن "صدمتهم من هذا الاعتداء الإرهابي (...) الذي تبنته جبهة النصرة". وأشار المجلس إلى ضرورة ملاحقة منفذي ومنظمي الاعتداء و"طلب من الجميع في البلاد التعاون بشكل فاعل مع السلطات اللبنانية في هذا المجال". وأضاف البيان، أن أعضاء مجلس الأمن "دعوا جميع اللبنانيين إلى المحافظة على الوحدة الوطنية أمام محاولات زعزعة البلاد" وجددوا التأكيد على ضرورة "امتناع لبنان عن الانخراط في الأزمة السورية". وكرر أعضاء مجلس الأمن دعمهم لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي اللبنانية.